‘);
}

خَلق الإنسان

خَلق الله سبحانه عزَّ وجلّ الإنسان بأحسن وأبهى صورة، وجمّله بأبدع ما يكون؛ فعندما يُمعن الإنسانُ النّظر في نفسه بتفاصيلها وجزئيّاتها، كبناءٍ وإتقان صنعة يجد العجب العجاب، وإنما يدلّ ذلك ويُشير إلى عَظمة الخالق وقدرته ووحدانيّته، قال الله عزَّ وجلّ: (ذلك صنع الله الذي أتقن كل شيءٍ إنه خبير بما تعملون)[١]، وقال تعالى: (هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)[٢].

إنّ لكل جزءٍ من أجزاء جسم الإنسان وظيفته ودوره في الجسم، وله مقصدٌ في موضعه ومكانه، ولو أراد البشر تقليد خلق الله فلن يستطيعوا، وكان ذلك من إعجاز الله في كتابه وشريعته، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾[٣]؛ فمهما حاول الإنسانُ مجاراة خلق الله وتقليده فإنه لن يتمكن من ذلك، فإمّا أوجد خللاً في الصفات والشكل والهيئة، أو أحدث نقصاً وإخلالاً في أداء الوظيفة والفعالية والقدرة التي وجدت في العضو المشابه.

إنّ من بين الأمور التي حاول البَشر مُجاراتها لدواعٍ تجميليّة أو طبيّة ما يُسمّى بوصل الشعر عند النساء، وقد يكون وصل الشعر طبيعيّاً بوضعِ شعرٍ طبيعيّ أو مُشابهٍ للطبيعي، أو أن يوضع شعرٌ اصطناعيٌّ بهدف تحسين شكل الشعر وطوله بعد تعرّضه لمَشاكل خلقيّة أو عيوبٍ أو إصاباتٍ غيّرت من شكله ونوعيّته، فما هو وصل الشعر؟ وما هو حُكمه؟ وما هو سبب تَحريمه عند من يُحرّمه، تلك المسائل هي محور هذه المقالة.