‘);
}

الطلاق في اللغة هو التخلية والتسريح، فيُقال أطلق الأسير أي خلَّى سبيله، وسرجت الناقة إذا أُطلِقت من عِقالها، واصطلاحاً هو حل قيد النكاح؛ فيرفع حلية متعة الزوج بزوجته. والطلاق هو الذي به تنتهي الحياة الزوجية بين الزوجين، فيعودان غريبين كما ابتدآ، فلا يعود له شأنٌ بها ولا لها شأنٌ به، فلا يعيشان معاً؛ ولا يرى من جسدها شيئاً، حيث أنها خرجت من عِصمته ولم تعد محلَّلة له. والطلاق كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو حلالٌ ولكن الله سبحانه وتعالى أبغضه (بغض الحلال إلى الله الطلاق)، وهو الأمر الوحيد الذي حلَّله الله سبحانه وتعالى وكرهه، فهو أمرٌ به تنتهي الحياة الزوجية وتنهدم الأسرة التي من المفترض أن تكون نواة المجتمع المسلم.

الطلاق كحالة اجتماعية له الكثير من الأسباب، منها ما قد يكون وجيهاً ومنها ما يكون تافِهاً لا يستوجب مجرَّد النقاش؛ فكيف به إذا وصل بالزوجين إلى مرحلة الطلاق. ويكون الطلاق هو الحل الجذري والنائي للعلاقة الزوجية في حال استحال على الطرفين أن يستمرَّا في هذه العلاقة أكثر من ذلك. وفي الطلاق لا يكون طرفٌ كسبان، فالطرفيت خاسران على حد سواء، حتى من كان على حقٍّ وكان الطلاق خلاصه من حياة مستحيلة؛ فهي تدمِّر المجتمع وخصوصاً إذا نتجت عن هذه العلاقة أطفالا، فيكونو ضحية هذا القرار.

من أسباب الطلاق التي يمكن تكون لدى الرجل؛ تكون في عدم تفهُّمه لزوجته أو عدم تفهُّم الزوجة لزوجها، فينتج عن هذه الحالة من عدم التفاهم مشاكل كثيرة قد لا تنتهي بأي حلٍّ سلميّ، بل قد يلجأ الرجل إلى الطلاق ليُريح نفسه من هذه العلاقة التي تخلو من التفاهم. اقتناع الرجل بسطوته وسيطرته التامة، وأن زوجته مجرَّد ديكور في البيت؛ وليس لها إلى الفِراش وتفريخ الأبناء، فلو كانت زوجته من اللاتي ترفضن مثل هذه النظرة القاصرة؛ فستستحيل حياة مثل هذا الرجل مع امرأةٍ مثلها، فهو يريد تابعاً وليس زوجة، يريد من يقضي معها شهوة حيوانية ودون أي حقوقٍ لها. عدم اقتناعه بجمال زوجته؛ سواء جمالاً خَلْقِياً أو جسدياً، فرؤيته للنساء الأجنبيات يجعله يرى زوجته أقل جمالاً من نظيراتها؛ أو أن يكون وزنها قد ازداد عما كانت عليه في السابق، متناسياً أنها ربما اكتسبت الوزن الزائد من إنجابها لأبنائه، فيبدأ بإثارة المشاكل معها؛ وهي بالتأكيد ستردُّ عليه بالمثل؛ فيصبح في قناعته الشخصية أنه لم يع قادِراً على إكمال حياته معها.