لماذا يمنع الإسرائيليون الإعلام من تغطية المعركة؟

لماذا يمنع الإسرائيليون الإعلام من تغطية المعركة لم يعد سرا أن الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تمنع وسائل الإعلام العالمية من تغطية مجريات المعركة الدائرة في قطاع غزة لا سيما الجانب الإسرائيلي منها فقد أشار إلى ذلك الكثير من المنظمات الدولية كما كتب عنه كثيرون من بينهم الصحفي البريطاني روبرت فيسك..

لماذا يمنع الإسرائيليون الإعلام من تغطية المعركة؟

لم يعد سراً أن الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تمنع وسائل الإعلام العالمية من تغطية مجريات المعركة الدائرة في قطاع غزة، لا سيما الجانب الإسرائيلي منها، فقد أشار إلى ذلك الكثير من المنظمات الدولية، كما كتب عنه كثيرون من بينهم الصحفي البريطاني روبرت فيسك. size=3>size=3>size=3>

ثمة بعدان لهذه اللعبة، يتعلق الأول بنوايا دولة الاحتلال التغطية على المجازر التي ترتكبها بحق المدنيين في قطاع غزة، والتي تسعى من خلالها إلى ابتزاز المقاومة وفرض الاستسلام عليها، وهي مجازر لم يكن من السهل التعتيم عليها، لا سيما أن المراسلين الموجودين أصلاً داخل القطاع قد كشفوا جزءاً لا بأس به منها، كما أن الصور التي تلتقط للضحايا، وبخاصة الأطفال، باتت تتوزع على مختلف وسائل الإعلام، من دون أن ينفي ذلك أن جزءاً كبيراً من الانتهاكات البشعة لم يفضح بعد، لاسيما استهداف الناس في بيوتهم، وترك جرحاهم ينزفون حتى الموت من دون السماح لطواقم الإسعاف بالوصول إليهم. size=3>size=3>size=3>

أما البعد الثاني، فيتعلق ببسالة المقاومة في قطاع غزة، مقابل جبن الجندي الإسرائيلي، الذي لم يعد هو ذلك الجندي القديم الذي عرفته الدولة العبرية في حروبها السابقة قبل تموز 2006، لا سيما بعد أن تحول إلى شرطي يطارد الأطفال ويمارس القمع خلال الانتفاضتين الأولى والثانية. size=3>size=3>size=3>

إنه جندي مدجج بالتكنولوجيا ووسائل الحماية الشخصية (ستر واقية وما شابه)، وهذه الأخيرة هي التي تفسر قلة القتلى مقابل كثرة المصابين، حتى لو كانت إصاباتهم بليغة، إذ ذكرت بعض المصادر الإسرائيلية قبل يومين أن 42 من الجنود الجرحى يعانون من الشلل الكامل، وهؤلاء أكثر كلفة على الكيان الصهيوني، ومن ثم أكثر تأثيراً (من الناحية النفسية) على مجتمعه. size=3>size=3>size=3>

لتجنب القتل أو الإصابة يفضل الجنود عدم التقدم من دون التأكد من ضرب وتدمير كل شيء، حتى لو انطوى ذلك على حصد أرواح المدنيين الأبرياء. والنتيجة أن جنوداً بمثل هذه المعنويات البائسة لا يحسن أن يتحركوا أمام وسائل الإعلام، فكيف حين يكون مقابلهم مقاومون أبطال لا يهابون الموت. size=3>size=3>size=3>

إنهم يخشون من تأثير ذلك على مجتمع لم يعد مؤهلاً لتحمل التضحية، ولا شك أن صور القتلى من الجنود ومشاهد زملائهم يبكونهم، في مقابل بسالة المقاومين وإقبالهم على الشهادة تؤثر تأثيراً كبيراً في المجتمع الإسرائيلي، وحين يحدث ذلك سيتبدد إجماعه من حول المعركة، الأمر الذي يساهم بدوره في تهبيط معنويات الجيش وجنوده أكثر فأكثر. ونتذكر هنا منظمة الأمهات الأربع التي تشكلت إبان حرب لبنان، وكيف ساهمت في الدفع نحو الانسحاب من الجنوب، أيار 2000. size=3>size=3>size=3>

الجيش الذي حارب في تموز 2006، والذي يحارب اليوم في قطاع غزة هو أقل قابلية للتضحية، وهو تبعاً لذلك أكثر دموية، إذ يفضل الحرب التكنولوجية من خلال الطائرات والدبابات، وحيث الشاشات والأزرار، أما في الميدان، فهو جبان ضعيف يحسب كل صيحة عليه. size=3>size=3>size=3>

هذا هو الفارق بيننا وبينهم، فهنا في الحالة الفلسطينية ثمة روح تضحية واستشهاد استثنائية، حيث يقبل الشبان على القتال من دون وجل، تحفزهم روح الشهادة، والإيمان بما أعد الله للشهيد من ثواب، أما أولئك فيهربون من الموت بكل وسيلة، ليس على قاعدة القتال المدروس كما يمكن أن يذهب البعض، بل فراراً من الموت أو الإصابة من أجل بلد صار قادته يحاكمون بتهم الفساد واحداً تلو الآخر. size=3>size=3>size=3>

أياً يكن الأمر، فالمشهد رغم كل التعتيم الإعلامي مفضوح، فهنا ثمة مجازر لن يكون بوسع العدو إخفاؤها، وهي تساهم في فضح وحشيته أمام العالم أجمع، وهناك على الطرف الآخر ثمة رجال مقبلون على الشهادة دفاعاً عن وطنهم ودينهم، في مقابل آخرين يجرّون إلى القتال جراً، ومن ورائهم مجتمع تنخره الهزيمة، وتتراجع فيه روح التضحية عاماً إثر آخر. تلك هي الحقيقة، ولكن المهزومين لا يعلمون.size=3>size=3>size=3>

ــــــــــــــــــــــــsize=3>size=3>size=3>

الدستور الأردنيةsize=3>size=3>size=3>

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!