لماذا يُعَدُّ النوم مفتاح تحقيق النجاح!

في المرة القادمة التي تقول فيها لنفسك أنَّك لن تنام إلَّا حينما تشعر أنَّك على وشك "الموت" تذكَّر أنَّك تتّخذ قراراً يمكن أن يجعل ذلك اليوم (يوم الموت) أقرب بكثير

Share your love

لماذا أنت في حاجةٍ إلى الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم:

لقد كنا دائماً نعلم أنَّ النوم مفيدٌ للدماغ، لكنَّ بحثاً جديداً أجرته جامعة روشستر يقدم أول دليلٍ مباشر يثبت حاجة خلايا الدماغ إلى النوم (وإلى النوم المريح بشكلٍ خاص)، حيث أظهرت الدراسة أنَّ الدماغ حينما تنام يتخلص من البروتينات السامة الموجودة في خلاياه العصبية والتي يسببها النشاط العصبي الذي يحدث في أثناء اليقظة، ولسوء الحظ لا يستطيع الدماغ التخلص من هذه السموم بشكلٍ مناسب إلَّا حينما تكون نائماً. لذلك حينما لا تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم تبقى البروتينات السامة في خلايا الدماغ وتُلحِق الضرر بها من خلال إضعاف القدرة على التفكير – وهو الشيء الذي لا تستطيع أيَّة كميةٍ من الكافيين إصلاحه.

يُعطّل الحرمان من النوم وظائف الدماغ بشكلٍ شامل إذ إنَّه يجعل القدرة على معالجة المعلومات وحلّ المشكلات أبطأ، ويقتل الإبداع، ويرفع مستويات الشعور بالضغط، ويزيد احتمال إصدار الشخص ردود فعل عاطفية.

كيف تتأثَّر الصحّة بالحرمان من النوم:

يرتبط الحرمان من النوم بمجموعةٍ متنوعةٍ من الأمراض الصحية الخطيرة التي تتضمن النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والسكري من النوع الثاني، والبدانة، والشعور بالتوتر لأنَّ الجسد حينما يُحرَم من النوم يفرز كمياتٍ كبيرة من هرمون الضغط (الكورتيزول). وفي حين أنَّ إفراز كمياتٍ كبيرةٍ من الكورتيزول له آثارٌ سلبيةٌ واسعة سببها الضرر الذي يُلحقه بالجهاز المناعي فإنَّ الكرورتيزول يجعلك تبدو أكبر سنَّاً أيضاً لأنَّه يدمر الكولاجين الموجود في الجلد وهو الهرمون الذي يحافظ على نعومة الجلد ومرونته. ويؤدي عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم بالنسبة إلى الرجال إلى انخفاض مستويات التستوستيرون وتدني عدد الحيوانات المنوية.

وقد أظهرت العديد من الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم يعيشون حياةً أطول وأكثر صحة، لكنَّني أعي أنَّ هذا في بعض الأحيان لا يثير الحافز بما فيه الكفاية، حينئذٍ تذكر أنَّ عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يجعلك بديناً، إذ يُعرِّض الحرمان من النوم قدرة الجسد على تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة والتحكم باستهلاك الطعام للخطر، فحينما تنامٍ ساعاتٍ أقل ستزداد كميات الطعام التي تتناولها وستواجه صعوبةً أكبر في حرق السعرات الحرارية التي تستهلكها. وسيجعلك الحرمان من النوم تشعر بجوعٍ أكبر لأنَّه يزيد إفراز هرمون الشهية الـ “جريلين” ويجعل الشعور بالشبع أصعب لأنَّه يقلل مستويات الهرمون المسؤول عن منح الجسم هذا الشعور “اللبتين”. فالأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة تزيد نسبة إصابتهم بالبدانة 30% موازنةً مع أولئك الذين ينامون 7-9 ساعات في الليلة.

كم عدد ساعات النوم الكافية؟

يحتاج معظم الناس إلى 7-9 ساعات من النوم ليلاً ليشعروا أنَّهم حصلوا على ما يكفي من الراحة، في حين يشعر قليلٌ من الناس أنَّهم بأفضل حالاتهم حينما ينامون أقل من 7 ساعات، وقليلون هم الذين يحتاجون إلى أكثر من 9 ساعات دون أن تكون لديهم أمراض صحيّة خفية. وهنا تكمن المشكلة الأساسية حيث ينام أكثر من نصف الأمريكيين أقل من 7 ساعات كل ليلة وفقاً لمؤسسة النوم الوطنية (National Sleep Foundation).

وتبدو الأمور بالنسبة إلى الأشخاص الناجحين أسوأ بكثير، إذ وجد استطلاعٌ أجراه موقع (Inc. 500 CEOs) أنَّ نصف هؤلاء ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة، لكنَّ المشكلة لا تقتصر على الأشخاص الذين يشغلون المناصب العليا، إذ وفقاً لـ “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها” ينام ثلث العمال في الولايات المتحدة أقل من 6 ساعات كل ليلة وهذا الحرمان من النوم يُكلف الشركات الأمريكية أكثر من 63 مليار دولار كل عام بسبب انخفاض إنتاجية العمُّال.

هل يمكننا القيام بأي شيءٍ حيال ذلك!

تتجاوز فوائد الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم وضوح التفكير والحفاظ على الصحة إلى تعزيز القدرة على ضبط العواطف والحفاظ على الهدوء عند التعرض للضغط وهذه الأمور تأثر تأثيراً مباشراً في أداء الشخص. فقد أجرى موقع (TalentSmart) بحثاً شمل أكثر من مليون شخص وقد وجدنا أنَّ 90% من أصحاب الأداء المميز لديهم مستويات ذكاء عاطفي مرتفعة، فهؤلاء الأفراد بارعون في فهم العواطف واستثمارها لصالحهم والنوم الصحي يُعَدُّ واحداً من أروع الأدوات التي يسخرونها لخدمتهم.

يعلم الأفراد الذين يمتلكون مستوياتٍ عالية من الذكاء العاطفي أنَّ عدد ساعات النوم ليس وحده المهم وأنَّ طريقة النوم مهمةٌ أيضاً، فحينما تقف ظروف الحياة في طريق الحصول كمية النوم التي تحتاج إليها من المهم بكل تأكيد أن تحسِّن نوعية النوم من خلال اتباع عادات نوم صحية. ثمَّة العديد من العوامل الخفية التي تؤثر سلباً في جودة النوم، حيث ستساعدك الاستراتيجيات العشر الآتية في تحديد هذه العوامل وجعل النوم صحياً أكثر، فاتبعها لتجني إلى جانب الحصول القدر المناسب من النوم كماً ونوعاً فوائد على صعيدي الأداء والصحة:

1- ابتعد عن الحبوب المنوِّمة:

حينما أقول الحبوب المنوِّمة أنا أعني أيَّ شيءٍ تتناوله ليهدِّئك من أجل أن تستطيع الخلود إلى النوم سواءً كان هذا الشيء كحولاً أو أدويةً مثل الـ (Nyquil)، أو الـ (Benadryl)، أو الـ (Valium)، أو الـ (Ambien)، حيث تُفْسِد العناصر الموجودة في هذه المواد عملية النوم الطبيعي التي يؤديها الدماغ. ألاحظت قطُّ أنَّ المهدئات يمكن أن تجعلك ترى أحلاماً غريبةً فعلاً؟ حينما تنام ويتخلص دماغك من المواد السامة المؤذية يدخل الدماغ في سلسلة معقدة من المراحل يعيد فيها ترتيب الذكريات التي عاشها خلال اليوم فإمَّا أن يخزنها أو أن يتخلّص منها (وهذا يسبب رؤية الأحلام)، لكنَّ تناول المهدّئات يُعيق سير هذه العملية ويُغيّر طبيعتها في الدماغ.

إنَّ أي شيءٍ يحدث خللاً في العمليات التي يقوم بها الدماغ لجعل الإنسان ينام بشكلٍ طبيعي له عواقب وخيمة على جودة النوم، والعديد من الاستراتيجيات التي سنتحدث عنها تزيل العوامل التي تعرقل عملية التعافي هذه. فإذا وجدت أنَّ التوقف عن تعاطي الحبوب المنّومة أمرٌ صعب تأكَّد من أن تجرب بعض الاستراتيجيات الأخرى (كالتقليل من استهلاك الكافيين) التي تجعل الخلود إلى النوم بشكلٍ طبيعيٍّ أسهل وتقلل الاعتماد على المهدئات.

2- توقّف عن استهلاك الكافيين (بعد الغداء على الأقل):

يمكنك من خلال تقليل استهلاك الكافيين النوم وقتاً أطول والحصول على نومٍ صحي، إذ يُعَدُّ الكافيين من المنبهات القوية التي تعيق النوم من خلال زيادة إفراز الأدرينالين ومنع الدماغ من إفراز المواد الكيميائية التي تعطي الشخص الرغبة في النوم. يبلغ “نصف العمر الإشعاعي” (المدة التي تحتاج إليها المادة المشعة لتفقد نصف نشاطها الإشعاعي) للكافيين 6 ساعات ما يعني أنَّه يحتاج إلى 24 ساعة كاملة للخروج من الجسد، فإذا احتسيت كوباً من القهوة في الثامنة صباحاً سيظل لديك في الساعة الثامنة مساءً 25% من كمية الكافيين الموجودة في الكوب، وأي كميةٍ تحتسيها بعد الظهر ستكون لديك 50% من فعاليتها في وقت التوجه إلى السرير، ووجود الكافيين في مجرى الدم يجعل الخلود إلى النوم والاستمرار فيه أصعب.

وحينما تخلد أخيراً إلى النوم يكون الأسوأ في انتظارك، إذ يفسد الكافيين جودة النوم من خلال تقليل المدة التي يقضيها الإنسان نائماً في مرحلة حركة العين السريعة وهي مرحلة النوم العميق التي يستعيد فيها الجسد معظم عافيته. وحينما يفسد الكافيين النوم ستشعر عندما تستيقظ في اليوم الآتي أنَّك مقيدٌ ذهنياً وعاطفياً وستشعر بشكلٍ طبيعي برغبةٍ في احتساء القهوة أو مشروب الطاقة لتحاول أن تكون أكثر يقظةً وستدخل في دوامةٍ من المشاكل تعيدك إلى المشكلة الأولى في نهاية المطاف.


اقرأ أيضاً:
نصائح للتخلص من سيطرة الكافيين على جسدك

 

3- ابتعد عن الضوء الأزرق ليلاً:

تُعَدُّ هذه المشكلة من أكبر المشكلات التي لا يدرك معظم الناس أنَّها تخرب النوم، حيث يؤدي الضوء الأزرق ذو الموجات القصيرة دوراً مهماً في التحكم بالمزاج، ومستويات الطاقة، والنوم الصحي. في الصباح يكون تركيز هذا الضوء “الأزرق” مرتفعاً في أشعة الشمس، وحينما تتعرض العينان له بشكلٍ مباشر (وليس من خلال النافذة أو النظارات الشمسية) سيمنع الضوء الأزرق إفراز هرمون الرغبة في النوم “الميلاتونين” وسيمنحك شعوراً باليقظة، فالتعرض لأشعة الشمس في الصباح يمكن أن يحسن المزاج ويعزز مستويات الطاقة.

في فترة بعد الظهر تفقد أشعة الشمس الضوء الأزرق الموجود فيها مما يتيح للجسم إفراز الميلاتونين فتبدأ تشعر بالنعاس، ومع حلول المساء لا يتوقع الدماغ التعرّض لأي ضوءٍ أزرق ويكون شديد الحساسية له. المشكلة التي يسببها هذا الأمر على مستوى النوم هي أنَّ معظم الأجهزة التي نفضل استخدامها في المساء – اللابتوبات، والأجهزة اللوحية، والتلفزيونات، والهواتف – تصدر ضوءً أزرق ذا طول موجةٍ قصير. وفي حال استخدام اللابتوب، أو الجهاز اللوحي، أو الهاتف يكون هذا الانبعاث ساطعاً وموجهاً إلى الوجه بشكلٍ مباشر. يعرقل التعرض إلى هذا الضوء إفراز الميلاتونين، ويعيق القدرة على الخلود إلى النوم، إضافةً إلى أنَّه يُفْسِد جودة النوم بعد أن يتمكن الشخص من الرقود في النهاية. وتذكَّر أنَّ دورة النوم هي عملية تستغرق اليوم بأكمله، أي أنَّ الدماغ يبدأ الدورة مع بداية اليوم ويختمها مع نهايته، وحينما تربك الدماغ من خلال تعريضه في المساء إلى ما يعتقد بأنَّه أشعة الشمس ستخفق هذه العملية بأكملها وستمتد تأثيرات ذلك إلى ما بعد النوم. أفضل أمرٍ تستطيع القيام به هو الابتعاد عن هذه الأجهزة بعد العَشاء (لا بأس في مشاهدة التلفاز بالنسبة إلى معظم الناس طالما أنَّهم يجلسون بعيداً عنه بشكلٍ كافٍ). فإذا كنت مجبراً على استخدام أحد هذه الأجهزة في المساء تستطيع الحد من الضوء الذي تتعرض له من خلال استخدام جهاز تنقية الأشعة أو ارتداء شيء لحماية العينين منها.

4- استيقظ في الموعد نفسه كل يوم:

يُعَدُّ الثبات مفتاح الحصول على نوم جيدٍ خلال الليل لا سيما حينما يتعلق الأمر بالاستيقاظ، إذ إنَّ الاستيقاظ في الموعد نفسه كل يوم يحسّن المزاج وُيعزّز جودة النوم من خلال تنظيم الساعة البيولوجية للإنسان. فحينما يكون لديك موعد استيقاظ ثابت يتأقلم الدماغ مع هذا الموعد فيسير في دورة النوم بحيث يصل إلى موعد الاستيقاظ المُحَدَّد والجسم مهيأ للشعور بالراحة واليقظة. وقبل ساعةٍ من الاستيقاظ تقريباً يرتفع تدريجياً مستوى الهرمونات (وترتفع معه درجة حرارة الجسم ويرتفع ضغط الدم) ممَّا يمنح الإنسان شعوراً أكبر باليقظة. ولهذا السبب تجد غالباً أنَّك استيقظت قبل أن يرن المنبه بوقتٍ قليل.

أمَّا حينما لا تستيقظ في الموعد نفسه كل يوم لن يعرف الدماغ متى ينهي عملية النوم ومتى يجب عليه أن يهيئك للاستيقاظ. في الماضي كانت أشعة الشمس تضمن ثبات مواعيد الاستيقاظ أمَّا في هذه الأيام يُعَدُّ المنبه الطريقة الوحيدة التي يستطيع معظم الناس من خلالها النجاح في ذلك وهذا يحتاج إلى مقاومة إغراء النوم حينما تشعر بالتعب وتذكُّر أنَّك ستشعر فعلاً بشعورٍ أفضل من خلال الحفاظ على ثبات مواعيد الاستيقاظ.

5- لا تنم حتى ساعاتٍ متأخرة في عطلة نهاية الأسبوع:

يُعَدّ النوم حتى وقتٍ متأخر في عطلة نهاية الأسبوع لتعويض ما فاتك من النوم خلاله طريقةً ذات أثرٍ عكسي، إذ إنَّ عدم الالتزام بموعد الاستيقاظ الثابت يربك الساعة البيولوجية، وحينما تستيقظ في موعدٍ ثابت خلال أيام العمل وتنام إلى ما بعد ذلك الموعد خلال نهاية الأسبوع ستشعر بالإرهاق والتعب في النهاية لأنَّ دماغك لم يهيئ جسدك للاستيقاظ. هذا الأمر لا يُعَدُّ مشكلةً كبيرةً في يوم العطلة لكنَّه يجعلك أقل إنتاجيةً في بداية أسبوع العمل لأنَّه يفسد دورة النوم ويجعل الرجوع إلى المواعيد المنتظمة مجدداً أمراً صعباً.

شاهد: 8 أضرار صحيّة يسببها السهر

[wpcc-iframe src=”https://www.youtube.com/embed/ANEE4p1_QNM” width=”425″ height=”350″]

6- اعرف عدد ساعات النوم التي تحتاج إليها فعلاً:

يُعَدُّ مقدار النوم الذي تحتاج إليه من الأمور التي لا يمكنك التحكم بها وقد بدأ العلماء يكتشفون الجينات التي تحدد ذلك المقدار. المشكلة هي أنَّ معظم الناس ينامون أقل بكثيرٍ من عدد الساعات التي يحتاجون إليها ويعانون من ضعف الأداء لأنَّهم يعتقدون بأنَّهم يحصلون على كفايتهم من النوم، وقد يكتشف بعض الناس ذلك بعد خوض تجربة مريرة حيث كانت “أريانا هوفينغتون” واحدةً من الأشخاص المفعمين بالطاقة فكانت تنام ساعاتٍ قليلة وترهق نفسها بالعمل حتى انهارت فجأةً بسبب الإرهاق في مساء أحد الأيام. وقد أضحت تعزو الفضل في نجاحها وتمتعها بالصحة منذ ذلك الحين إلى تغيير عادات نومها حيث تقول: “بدأت أنام 30 دقيقة إضافية في الليل إلى أن حصلت تدريجياً على 7-8 ساعات وقد كانت تلك نقطة تحولٍ في حياتي. يؤكد العلماء اليوم بصورةٍ قاطعة أنَّنا حينما نحصل على قسطٍ كافٍ من النوم يصبح كل شيءٍ أفضل: صحتنا، وقوتنا الذهنية، وصفاء أذهاننا، واستمتاعنا بالحياة، وقدرتنا على عيش حياةٍ بعيدةٍ عن التصرف بانفعال بسبب جميع الأمور السيئة التي تحصل لنا”.

هافينغتون ليست الوحيدة فقد تغنَّى كلٌّ من “جيف بيزوس”، و”وارن بافت”، و”شيريل ساندبيرغ” بفوائد الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، حتى “بيل جيتس” المعروف بأنَّه يسهر حتى ساعاتٍ متأخرة من الليل أكَّد فوائد تحديد مقدار النوم الذي تحتاج فعلاً إليه حيث قال: “أُفضِّل النوم 7 ساعات في الليلة لأنَّ هذا ما أحتاج إليه للحفاظ على يقظة الذهن، والإبداع، والتفاؤل”. لقد حان وقت قبول التحدي والبدء بالتوجه إلى السرير مبكراً واكتشاف عدد ساعات النوم التي ستمكِّنك من تقديم الأداء الأفضل.

7- توقَّف عن العمل:

حينما تعمل في أوقات المساء يجعلك هذا في حالةٍ من الانتباه واليقظة في الوقت الذي يجب عليك فيه أن تكون مرتاحاً ومسترخياً استعداداً للنوم، وقد أظهرت استطلاعاتٌ أُجريَت مؤخراً أنَّ 60% من الأشخاص تقريباً يظلون يترقبون وصول الرسائل الإلكترونية المرتبطة بالعمل إلى هواتفهم الذكية حتى يتوجهوا إلى أسرَّتهم. إنَّ الابتعاد عن الأجهزة التي تصدر الضوء الأزرق (الفكرة التي تحدثنا عنها في الأعلى) بعد ساعةٍ معينة في المساء يُعَدُّ أيضاً طريقةً رائعة لتجنُّب العمل بحيث تتمكن من الاسترخاء والاستعداد للنوم، لكن يجب عليك تجنَّب ممارسة أي نوعٍ من الأعمال قبل التوجه إلى السرير إذا كنت تريد الحصول على نومٍ مريح.

8- تخلَّص من الأمور التي تسبب النوم المتقطّع:

لا يحصل الأشخاص الذين لديهم أطفال صغار للأسف على نومٍ مريح بسبب اضطرارهم دائماً إلى الاستيقاظ في أثناء النوم. أهم أمرٍ هنا هو التخلص من جميع الأمور التي تؤدي إلى مقاطعة النوم فإذا كان الجيران يصدرون أصواتاً مرتفعة ارتدِ سدادات الأذن في أثناء النوم، وإذا كان لديك صديقٌ يحب أن يتصل بك ليلاً تأكَّد من أن تضع الهاتف على الوضع الصامت قبل التوجه إلى السرير، وإذا كنت قد اضطررت إلى الاستيقاظ مبكراً جداً في صباحٍ ما تأكَّد من أن تعيد ضبط ساعة المنبه على التوقيت المعتاد حينما تذهب إلى السرير، ولا تشرب الكثير من الماء في المساء لتجنُّب الذهاب إلى الحمام في منتصف الليل، وإذا كانت كثرة التفكير تمنعك من النوم ثمَّة الكثير من الأشياء البسيطة التي تستطيع القيام بها للتخلص من الأمور التي تقاطع نومك دون ضرورةٍ إلى ذلك.

 

اقرأ أيضاً: موضوع شامل عن اضطرابات النوم والأرق عند الإنسان


9- تعلَّم ممارسة التأمل:

يذكر العديد من الأشخاص الذين تعلموا ممارسة التأمل أنَّ التأمل يجعل نومهم مريحاً ويمنحهم الراحة التي يحتاجون إليها خلاله حتى لو لم يكونوا قادرين على زيادة عدد ساعات نومهم بشكلٍ كبير. وقد شارك أشخاصٌ مصابون بالأرق في دورة لممارسة التأمل والعلاج السلوكي المعرفي استمرت 6 أسابيع أُقيمت في “مركز ستانفورد الطبي” (Stanford Medical Center)، حيث انخفض الوقت الذي يحتاج إليه المشاركون للخلود إلى النوم في نهاية الدورة إلى النصف (من 40 دقيقة إلى 20 دقيقة) وتعافى 60% منهم من الأرق، وقد أُخضِع المشاركون لمتابعة استمرت عاماً كاملاً حافظوا خلاله على المكاسب التي حققوها في الدورة. ووجدت دراسةٌ مشابهة أجرتها كلية الطب في جامعة ماساشوستس (University of Massachusetts Medical School) أنَّ 91% من المشاركين إمَّا أصبحوا يحتاجون إلى كميةٍ أقل من الدواء من أجل النوم وإمَّا توقفوا عن تناول الدواء تماماً بعد أن أجروا دورةً في التأمل والعلاج بالنوم. فجرِّب ممارسة التأمُّل لأنَّه على الأقل سيجعلك تخلد إلى النوم بشكلٍ أسرع وسيجعلك تتعلم كيف تسترخي وتتوقف عن التفكير حينما تضع رأسك على الوسادة.

10- خذ قيلولة:

تُعَدُّ الفترة الممتدة من الواحدة إلى الثالثة من بعد الظهر واحدةً من الفترات التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في إفراز الميلاتونين وهذا يفسر شعور معظم الناس بالنعس خلال فترة بعد الظهر. وقد استثمرت شركاتٌ مثل “جوجل” و”زابوس” هذه الحاجة من خلال منح الموظفين فرصة النوم مدةً قصيرة في فترة بعد الظهر. فإذا كنت لا تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم خلال الليل ستشعر على الأرجح برغبةٍ شديدةٍ في النوم في فترة بعد الظهر، وحينما يحصل هذا يُعَدُّ أخذ غفوةٍ قصيرة (حتى لو كانت مدة 15 دقيقة) أفضل من اللجوء إلى الكافيين للحفاظ على اليقظة. ستمنحك القيلولة الراحة التي تحتاج إليها لإكمال بقية فترة بعد الظهر وستحصل على نومٍ أفضل من الذي كنت ستحصل عليه لو أنَّك استهلكت الكافيين أو نمت مدةً طويلة.


اقرأ أيضاً:
فوائد القيلولة: 6 أسباب تدفعك للقيلولة كل يوم

 

زبدة القول:

أعلم أنَّ كثيراً من الذين يقرؤون هذه المقالة الآن يقولون: “لكنَّني أعرف شخصاً يقضي طول الليل إما في العمل وإمَّا مع الأصدقاء وهو الموظف الأول من حيث كفاءة الأداء في فرع الشركة”. الإجابة عن هذا السؤال بسيطة: هذا الشخص يقدم أداءً أضعف من الذي يجب عليه أن يقدمه، إذ إنَّنا نمتلك جميعاً قدراتٍ فطرية ًيجب علينا أن نستغلها لنصل إلى أقصى إمكاناتنا. أنا أعمل في مساعدة الناس في القيام بذلك – مساعدة الأشخاص البارعين في أن يكونوا أشخاصاً رائعين من خلال إزالة الأمور الخفية التي تعرقل الأداء. حينما تكون الموظف الأول في الشركة هذا إنجاز لكنَّني متأكِّد من أنَّ هذا الشخص يستطيع تحقيق إنجازاتٍ أكبر وما منعه من تحقيقها هو أنَّ الحرمان من النوم جعله يقدم أداءً لا يساوي إلَّا جزءً صغيراً من الإمكانات الكاملة التي يتمتع بها. لذلك يجب عليك أن ترسل له هذه المقالة لعلها تلفت انتباهه إلى أمرٍ ما.

الأمر الوحيد الذي يستحق أن تقوم به ليلاً في النهاية هو النوم.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!