لمحة عن بلاد الأندلس

لمحة عن بلاد الأندلس

بواسطة:
محمد وائل
– آخر تحديث:
٠٩:٣٠ ، ٨ يوليو ٢٠١٩
لمحة عن بلاد الأندلس

‘);
}

بلاد الأندلس

تقع الأندلس في شبه الجزيرة الأيبيرية الواقعة جنوب غرب أوروبا، ويمتاز موقع الأندلس الجغرافي بقرب المياه سواء البحار أو الأنهار منه، ويحدها بحر الكنتبريك وخليج بسكاية، وأيضًا البحر الأبيض المتوسط، ومضيق جبل طارق والمحيط الأطلسيّ، هذه المنطقة شكّلت مادّة غنيّة وقدمت لمحة عن بلاد الأندلس، وشبه الجزيرة الأيبيرية هي اليوم عبارة عن إسبانيا والبُرتغال، وجاءت تسمية الأندلس من كلمة الوندال، والوندال هم شعوب جرمانية حكموا في مناطق جنوب إسبانيا، وقد تشكّلت لمحة عن بلاد الأندلس، وهي لم تكن مجرد لمحة عابرة بل كانت ذات تاريخ عميق وضارب في المنطقة، وقد حكم المسلمين بلاد الأندلس حتى سقوط آخر معاقل الأندلس غرناطة.[١]

لمحة عن بلاد الأندلس

مرّت بلاد الأندلس بعصور متعددة كان أبرزها العصر الذي حكم فيه المسلمين المنطقة، وقد بدأ التفكير في فتح بلاد الأندلس في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفّان -رضي الله عنه-، ولكن لم تنجح محاولات القائد عقبة بن نافع في ذلك الوقت وبالرغم من ذلك فهذه المحاولات اندرجت ضمن التاريخ الذي شكّل لمحة عن بلاد الأندلس، وتجدّد التفكير في فتح بلاد الأندلس في عهد الدولة الأمويّة التي أسسها معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-[٢]، ولم يكن فتح الأندلس بمرحلة واحدة بل بثلاث مراحل متتالية، وكانت أوّل مرحلة عام 91هـ وذلك عندما وجّه القائد العام لفتح بلاد الأندلس موسى بن نُصير حملة استطلاعية بقيادة القائد طريف بن مالك، وكانت هذه الحملة هدفها الرئيس معرفة أحوال تلك البلاد المقبلين على فتحها، وقد كان للحملة أثر في صياغة لمحة عن بلاد الأندلس.[٣]

‘);
}

وكانت المرحلة الثانية لفتح الأندلس عام 92هـ بقيادة القائد طارق بن زياد، وكانت بداية مؤشرات فتح بلاد الأندلس عام 92هـ عندما انتصر جيش المسلمين بقيادة طارق بن زياد على جيش القوط الإسباني والذي كان بقيادة لذريق، وهذه المعركة من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي وقد أمدّت التاريخ بنصر مهم ساهم في صياغة لمحة عن بلاد الأندلس، وبعد هذا النصر الذي حققه طارق بن زياد، توجه نحوه القائد العام لفتح الأندلس موسى بن نُصير لاستكمال الفتح لكامل المدن الأندلسية عام 93هـ، وقد كان لطارق بن زياد وموسى بن نُصير دور مهم في تشكيل لمحة عن بلاد الأندلس.[٣]

تاريخ الأندلس

بعد فتح بلاد الأندلس واستقرار الوضع في المنطقة، بدأ عهد ولاة الأندلس الذين يتبعون للدولة الأمويّة في بلاد الشام، وكان أوّل ولاة الأندلس عبد العزيز بن موسى بن نُصير، وقد بدأت ولايته عام 95هـ وانتهت بمقتله عام 97هـ، وبعد مقتل الوالي عبد العزيز تولّى الولاية أيوب بن حبيب الذي استمر في الحكم لأشهر قليلة وكان من أبرز إنجازاته نقل عاصمة الولاية من إشبيلية إلى قُرطبة، واستمر عهد الولاة حتى عام 138هـ، وانتهت بهذه الفترة بقدوم عبد الرحمن بن معاوية صقر قريش، وقد ساهم صقر قريش بصياغة لمحة عن بلاد الأندلس في عهده.[٤]

بعد سقوط الدولة الأمويّة في بلاد الشام انتهى عصر الولاة في الاندلس وبدأ عصر الدولة الأموية في الأندلس، وكان ذلك بعد أن استطاع عبد الرحمن بن معاوية الهروب من العباسيين الذين أسقطوا بلاد الشام، وبالفعل تم تأسيس الدولة الأمويّة في الأندلس عام 138هـ، وقد كانت الدولة الأمويّة في الأندلس من الدويلات المستقلة عن الدولة العباسية التي أعجزت محاولات العباسيين على ضمها وأبرز من حاول من الخلفاء العباسيين أبو جعفر المنصور، واستمر حكم الدولة الأمويّة حتى عام 422هـ وذلك عندما تمّ إلغاء الخلافة الأمويّة في الأندلس ليبدأ عهد ملوك الطوائف، وقد كانت هذه الفترة من الفترات المهمة التي صاغت لمحة عن بلاد الأندلس.[٥]

سقوط الأندلس

بدأت فترة ملوك الطوائف التي صاغت لمحة عن بلاد الأندلس عام 422هـ، وقد تقسّمت بلاد الأندلس خلال هذا العهد إلى إمارات متعددة يحكمها أسر مختلفة، وكان كل مدينة عبارة عن دولة منفصلة عن الأخرى ومن هذه المدن كانت: قرطبة، إشبيلية وغيرها، وكان أبرز ما يُميز عهد ملوك الطوائف النزاعات والتنافس بين الأسر الحاكمة، وقد كان أيضًا خلال هذه الفترة خطر الممالك المسيحية التي وضعت هدف إسقاط المدن الأندلسية نصب أعينها، وقد استغلت الممالك المسيحية حالة الضعف عند حكام الطوائف وساهمت في نشر بذور الفتنة حتى يتسنى لها السيطرة على البلاد الأندلسية بكل سهولة ويُسر، وبالفعل سقطت المدن الأندلسية المدينة تلو الأخرى حتى سقطت آخر معاقل المسلمين في الأندلس غرناطة والتي كان يحكمها بني الأحمر والمنسوب إليهم قصر الحمراء الشهير، وكان ذلك بعد أن تم توقيع معاهدة تسليم غرناطة عام 897هـ، ليشكل سقوطها لمحة عن بلاد الأندلس.[٦]

أبرز المعالم الأندلسية

من أبرز المعالم الأندلسية والماثل للعيان حتى وقتنا الحاضر قصر الحمراء، ويقع القصر الذي شكل صياغة لمحة عن بلاد الأندلس جنوب مدريد، وقد تم بناؤه في عهد بني الأحمر آخر حكام غرناطة، وجاءت التسمية نسبة لمن قام بتشييده وهم بني الأحمر[٧]، وقد احتلّ قصر الحمراء مكانة مهمة في الأدب العربيّ، حيث كان مادة للقصائد يتغنى به الشُعراء، وكان الشاعر السوريّ نزار قبّاني قد ذكر قصر الحمراء في قصيدة أسماها غرناطة، وقد تناول في قصيدته الجمال الأندلسيّ وأشار إلى القائد طارق بن زياد.[٨]

المراجع[+]

  1. د.محمد حتاملة (2010)، مدخل لدراسة تاريخ الأندلس (الطبعة الأولى)، الأردن: مطبعة الجامعة الأردنية، صفحة 9-11. بتصرّف.
  2. “فتح الأندلس”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  3. ^أبد. محمد حتاملة (2010)، مدخل لدراسة تاريخ الأندلس (الطبعة الأولى)، الأردن: مطبعة الجامعة الأردنية، صفحة 41-42-43-44-45. بتصرّف.
  4. د. محمد حتاملة (2010)، مدخل لدراسة تاريخ الأندلس (الطبعة الأولى)، الأردن: مطبعة الجامعة الأردنية، صفحة 48-49. بتصرّف.
  5. “أمويو الأندلس”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  6. د. محمد حتاملة (2010)، مدخل لدراسة تاريخ الأندلس (الطبعة الأولى)، الأردن: مطبعة الجامعة الأردنية، صفحة 97-134. بتصرّف.
  7. “قصر الحمراء”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  8. “غرناطة”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!