لها قيمة أثرية وتاريخية.. لشخص يجمع “ثروة” من الحجارة

لم يكن الخمسيني الفلسطيني رمضان أحمد يتوقع أن مئات القطع الحجرية التي بدأ بجمعها قبل 13 عامًا من أنحاء قطاع غزة، ووضعها داخل منزله جنوبي القطاع، ستكون لها قيمة كبيرة إلا بعد أن اطلع عليها أخيرا خبراء بهذا المجال، ليكتشف أن بعضها أثري ونادر. كما رفد متحف الجامعة الإسلامية بغزة بحوالي 300 قطعة من الحجارة والصخور الأثرية والنادرة التي جمعها.

وكان الرجل يجمع الحجارة والصخور التي تلفت النظر من منطقة المستوطنات الإسرائيلية في مدينة خان يونس جنوبي القطاع (انسحبت منها إسرائيل عام 2005 ضمن خطة الانفصال أحادي الجانب).

حجارة قديمة ونادرة

وقرر أخيرًا عرضها على خبراء بهذا المجال منهم رئيس قسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية بمدينة غزة غسان وشاح وخبير الأثار الأردني غسان شاكر، ليكتشفا أن لها قيمة كبيرة نظرا لقدم بعضها وندرة بعضها الآخر.

ولم يعد منزل هاوي جمع الحجارة الفلسطيني يتسع للقطع التي جمعها على مدار سنوات طويلة، فوزنها يزيد حاليًا عن طن ونصف الطن، وضع جزءًا منها على رفوف خشبية، وأخرى على الأرض، وبعضها وزعت على غرف المنزل.

وهاوي الحجارة مستاء من الناس الذين لا يعرفون قيمة الحجارة والصخور التي توجد في المناطق النائية بالقطاع، فيقومون بجمعها وتحطيمها إلى حصى صغيرة تستخدم في عملية البناء. وأبلغ الجهات المختصة في وزارة السياحة والآثار بغزة بشأن ذلك، وأرسلت الأخيرة قوة شرطية لتمنع بعض ما يحدث.

بصمة وسجيل وعقيق يمني

من بين الحجارة والصخور الثمينة التي عثر عليها الفلسطيني أحمد حجر العقيق اليمني (نوع من الحجارة الكريمة)، وحجر سجيل وتوجد نسخة منه في متحف بالمملكة العربية السعودية، إضافة لحجارة كريستالية وشفافة.

وتضم مجموعة أحمد حجر البصمة الشهير، وحجر نيزك قمري وهو من أندر الأنواع بالعالم، وحجارة مرسوم عليها أشكال غريبة تعود لعصور قديمة، وصخور نيازك فضائية، إضافة لطاحونة قمح صخرية يزيد عمرها عن 160 عامًا.

ولا يزال جامع الحجارة الفلسطيني يمارس هوايته حتى اليوم، فيذهب بين الحين والآخر إلى شاطئ البحر، والمعامل التي تحطم الصخور وتحولها لحصى تستخدم في البناء، إضافة إلى أنه يشتري بعض القطع الحجرية النادرة من الأسواق الشعبية.

واكتسب الفلسطيني أحمد إلى جانب هوايته خبرةً جيدة بصقل الصخور دون إتلافها باستخدام آلة خاصة، لتكتسب ملمسًا ناعمًا جميلًا بعد صقلها. ويتمنى أن يجد مكانًا يعرض فيه ما جمعه من قطع حجرية مميزة ونادرة ليطلع عليها الناس ويدركوا قيمتها الأثرية والتاريخية.