‘);
}

مقاصد الشّريعة

مقاصد الشّريعة هي الغايات التي جاء الإسلام لتحقيقها للنّاس؛ بجلب المنافع لهم، ودرء المفاسد عنهم في الدنيا والآخرة، وتضمّ المقاصد خمسة أمور، هي: حفظ الدّين، وحفظ النّفس، وحفظ العقل، وحفظ النّسل، وحفظ المال، فكلّ ما يُحفَظ هذه المقاصد يُعدّ مصلحةً للإنسان، ومن الضروريّ الحفاظ عليها، وكلّ ما يخلّ بهذه المصالح يُعدّ مفسدةً يجب الابتعاد عنها،[١] وقد ميّز الله -سبحانه وتعالى- الإنسان عن غيره من المخلوقات بالعقل؛ ليُرشده إلى طريق الخير والرشاد، وكما ذُكِر آنفاً فإنّ من الضروريات الشرعيّة المحافظة على سلامة العقل من المُفسِدات؛ فالعقل مناط التكّليف، حيثُ قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (رُفِعَ القلَمُ عن ثلاثٍ: عنِ النَّائمِ حتَّى يستيقِظَ، وعنِ الصَّغيرِ حتَّى يكبَرَ، وعنِ المجنونِ حتَّى يعقِلَ ويُفِيقَ)،[٢] وعلى ذلك فقد حرّم الإسلام كلّ ما يمسّ العقل بسوءٍ من شراب.[٣]

والأصل في حُكم الطعام والشراب الإباحة إلّا ما حرّمه الشّرع، واستثناه، ووصفه بالخبائث، حيث قال الله تعالى: (الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ)،[٤] وقد قال بعض العلماء: إنّ كلّ ما أحلّه الله -تعالى- من المأكل فهو طيّب ونافع في البدن والدّين، وكلّ ما حرّمه فهو خبيث وضارّ في البدن والدّين[٥]، ولكن أوردت الشّريعة بعض المشروبات والأطعمة التي ورد النص في حُرمتها، مثل: الخمر، وأكل لحم الخنزير، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ)،[٦] وقال أيضاً: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ).[٧]