‘);
}

الكبائر

هي الذنوب العظيمة التي اقترنت بوعيد شديد، وجعل الله لفاعلها العذاب، أو اللعنة، أو عذاب جهنم ،أو وُصف فاعلها بالفسق أو الكفر أو النفاق أو أنّ الله -تعالى- تبرء منه، أو جعله ممّن تعدوا حدود الله، أو وصفه بالضلال، والذنوب تكفّر إن شاء الله طالما اجتنبت الكبائر، كما قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ)،[١] وعلى الرغم من الوعيد الشديد بالعذاب لفاعل الكبيرة إلّا أنّ الله وعده بالمغفرة إن تاب وأصلح وعمل صالحاً، والكبائر كثيرة ولم يتفّق العلماء على عدد محدّد لها، ولكنّهم وضعوا العلامات التي تميّزها، فمنها الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله، والسحر، وترك الصلاة، وعقوق الوالدين، ومن الجدير بالذكر أنّ الكبائر درجات فبعضها أعظم من الآخر، وأكبر الكبائر وأعظمها الشرك بالله.[٢]

أعظم الذنوب

لا يُعصى الله -تعالى- بذنبٍ أعظم من الشرك به، فهو أكبر الكبائر، كما قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا)،[٣] والشرك هو أن يجعل الإنسان لله نداً من شجر، أو حجر، أو بشر، وهو ظلم عظيم، كما أنّه وضع للشيء في غير موضعه، فالمشرك يصرف العبادة لمن لا يستحقّها، مثل: الخوف، والرجاء والمحبة، والذبح، فالله هو الخالق وهو وحده المستحق للعبادة، وممّا يدلّ على عظم الذنب أنّه لا يقبل من فاعله عمل، بل تُحبط أعماله كلّها بمجرد إشراكه بالله، كما أنّ الله حرّم على فاعله الجنة، وكتب له الخلود في نار جهنم، فقد قال الله تعالى: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)،[٤] والشرك بالله درجات وأنواع؛ وهي: الشرك الأصغر الذي لا يُخرج صاحبه من ملّة الإسلام، والشرك الأكبر الذي يُخرج فاعله من الملّة ويستحق الخلود في النار إلّا إذا تاب منه قبل الموت.[٥]