‘);
}

تعريف الأضحية وحكمة مشروعيتها

تُعرف الأضحية بأنّها ما يُذبح من بهيمة الأنعام في أيام النحر بقصد التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد سُميت بذلك لأنها تُذبح في وقت الضحى بعد صلاة عيد الأضحى الذي يأتي في العاشر من ذي الحجة كل عامٍ هجريّ، وقد أجمع العلماء على مشروعية الأضحية، إلّا أنهم اختلفوا في حكمها تبعاً لكثرة الأدلة الواردة فيها والتي تُشعر بالتعارض في ظاهرها، وجمهور العلماء يُجمعون على أنها سنّة نبوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد فعلها عليه السلام، إلا أنّ بعضاً من صحابته لم يقم بها، وذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بوجوبها على الموسر المقتدر، ورجح الإمام ابن تيمية رحمه الله وجوبها كذلك، ولشدة اعتناء الإسلام بها وترغيبه فيها فالأولى بالمسلم المقتدر أن لا يتركها، بل يحرص على تحصيل الأجر الوارد فيها، ولا يصحّ التصدق بثمن الأضحية أو شراء اللحم والتصدّق به بدلاً من إراقة الدم، فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله لذلك على مدار عشر سنوات كان يضحي فيها بالمدينة، وكذلك كان يفعل السلف الصالح من بعده عليه السلام.[١]

ولتشريع الأضحية في الإسلام حِكم عديدة، ففيها إحياء لسنّة نبي الله ابراهيم عليه السلام، فيتعلم المسلم منه الصبر والامتثال لأوامر الله عز وجل وقضائه؛ حيث يتذكر ما كان منه عليه والسلام ومن ابنه اسماعيل عليه السلام من ثباتٍ وتسليمٍ لأمر الله وتقديره، وإيثارهما لطاعة الله عز وجل ومحبّته على محبّة كل شيء سواه، فتتقوّى بذلك عزيمته، وترتفع همته، ومن حِكم تشريع الأضحية أيضاً ما فيها من توسيع على الأهل، والجيران، والأقارب، وفقراء المسلمين عامّة، فتنتشر الألفة والمودة بين أفراد المجتمع المسلم، وتتقوّى روابطه، وهو أمرٌ مُستحبّ مطلوب، خصوصاً في تلك الايام الفضيلة، ثم إنّ الأضحية تعُبّر عن شكر العبد لله عز وجل، فهو صاحب النعم الكثيرة التي لا تحصى على عباده، من نعمة الإيمان، ونعمة السمع، والبصر، والأولاد، والمال، وغيرها، وكلّها نِعَمٌ تستحقّ الشكر وتحتاجه لبقائها ودوامها، ومن طرق شكرها أن ينفق الإنسان من ماله في سبيل الله تبارك وتعالى، وما الأضحية إلّا صورةٌ من صور ذلك.[٢]