‘);
}

الظن

يُعرَّف الظنّ لغة كما ورد في قاموس المعجم الوسيط أنّه إدراك ذهن المرء للشيء مع ترجيحه، وقد يكون مختلطاً مع اليقين، ويُقال غلب على الظن ‏أي أنّه كان الأرجح كما ورد في معجم المصطلحات الفقهية،[١] ‏كما يُعرّف الظن بأنه إجازة أمرين يكون أحدهما أظهر من الآخر.[٢] إنّ الظن هو شكل من أشكال التصديق المُعتمِد على الأدلة النظرية مع عدم وجود نقيض له، فيقول الفيروزبادي في قاموسه أنّ الظن هو التردد الذي يُرجّح أمرين يُعتقَد بصحتهما دون الجزم بأحدهما، ويقول الراغب أنّ الظن هو تعبير عن حصول أمارة معينة، فإذا قويت أدّت إلى العلم بالشيء، وإذا ضعفت بشكل كبير فهي ليست إلا وهم، أمّا المناوي فقد عرّف الظن أنّه اعتقاد يتم ترجيحه مع احتمالية وجود ما يناقضه ويعاكسه، وتبعاً لرأي الفيروزبادي إنّ الظن يُستعمَل في اللغة بمعنى اليقين، وكما يرى علماء اللغة أنّ اليقين هو الاعتقاد الجازم بالشيء، وأنّ أي اعتقاد دون الجزم يأخذ اسم الظن، أمّا إن تم الجزم به والتأكد منه فهو يقين،[٣] والظنّ هو يقين تدبُّر، ويقول الجرجاني أنّ الظن هو ترجيح اعتقاد أو فكرة معينة مع احتمال وجود ما يناقضه، ويُستعمَل الظن في حالتي الشك واليقين، وبصفة الترجيح فإن الظن هو طرف من طرفي الشك، أما حسن الظن فهو ترجيح لجانب الخير على جانب الشر.[٤]

يرى سقراط في علم الفلسفة القديم أنّ الظن هو نوع من أنواع المعرفة الأربعة، وهي: الإحساس، والظن، والاستدلال، والتعقُّل، أمّا الظن فقد عرّفه على أنّه الحُكم على الأمور المحسوسة بما هي عليه، ويختلف الحكم باختلاف الموضوع، فإذا كان الموضوع يتعلّق بالمحسوسات المتغيرة بما هي عليه، فيكون الحكم معرفة غير مربوطة بعلة؛ أي أنّه ظن، ولا يصحّ تعليم الظن لأنّ العلم تبيان للأمور بعِلَلِها، كما أنّ الظن ليس شيئاً ثابتاً وهو إما أن يكون صادقاً وإما أن يكون كاذباً، والعلم صادق، ولذلك الظن لا يُعلَّم للآخرين، والظن الصادق يعتبر إلهام، أما الظن الذي يحتمل الصدق أو الكذب فهو تخمين، وهو ما يوجِد القلق في نفس المرء والذي يدفعها بدوره إلى طلب العلم.[٥]