‘);
}

طاعة الله ورسوله

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ)،[١] وتعرّف الطاعة بأنها الانقياد والموافقة، فطاعة الله -تعالى- هي الانقياد لأوامره، والالتزام بشرعه، فهو الأحق بالانقياد له؛ حيث أنه الربّ والمعبود، وقد سُبقت الآية المذكورة بآية في بداية السورة تنصّ على أن طاعة الله شرط من شروط الإيمان، أما هذه الآية فالطاعة مقرونة بالنهي عن التولي بعد الإيمان والإجابة لأمر الله وأمر رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فطاعة الرسول من طاعة الله، وعبادة الله يجب أن تكون وفق ما جاء به سيدنا محمد، ومن عبد الله على غير ما جاء به سيدنا محمد فلن يُقبل منه، وهو في الآخرة من أصحاب النار.[٢]

وقد نهى الله عن مخالفة النبي فيما يأمر به أو ينهى عنه، ووصف من يعبده على غير شريعة سيدنا محمد بقوله سبحانه: (عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً)،[٣] فإن العامل يسعى ويتعب ويجتهد في العبادة، وفي النهاية لن تُقبل منه وسيكون مصيره النار، وعلامة الإسلام أن يشهد الإنسان أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، والشهادتان ينبني عليها العلم والعمل، وهي تقتضي التسليم المطلق والتام لما جاء به سيدنا محمد أو أخبرنا عنه، دون حرج، أو تضييق، أو جدال، أو أخذ البعض دون الآخر، وكل ذلك يعتبر من مقتضيات الإيمان بالله، وطاعة الرسول واجبة في الأمور التي تتعلّق بالدين، أما الأمور التي تتعلق بالدنيا كوضع الخطط الحربية؛ فقد كان النبي يقدّم المشورة لأصحابه على ما يفعله، وكان القدوة لهم في ذلك.[٢]