‘);
}

ما سبب عدم قبول الصلاة

هناك العديد من الأمور التي تُعدّ سببا في عدم قبول الصلاة، منها ما يأتي:[١][٢]

  • ترك المصلّي أحد أركان الصلاة أو أحد واجباتها: على أن يكون ذلك عن عمدٍ وقصدٍ؛ كتركه الطمأنينة في ركوعها أو سجودها، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال: (رأَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا لا يُتِمُّ ركوعَه، وينقُرُ في سجودِه وهو يُصلِّي، فقال: لو مات هذا على حالِه هذه مات على غيرِ ملَّةِ محمَّدٍ ينقُرُ صلاتَه كما ينقُرُ الغرابَ الدَّمَ! مثلُ الَّذي لا يُتِمُّ ركوعَه وينقُرُ في سجودِه مثلُ الجائعِ الَّذي يأكلُ التَّمرةَ والتَّمرتَيْن لا يُغنيان عنه شيئًا)،[٣] وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الرجلَ ليُصلِّي ستِّينَ سنةً و ما تُقبَلُ له صلاةٌ، لعله يتمُّ الركوعَ، ولا يتمُّ السُّجودَ، ويتمُّ السجودَ ولا يتمُّ الركوعَ).[٤]
  • الصلاة أمام الإمام: تعدّدت آراء الفقهاء في حكم صلاة المأموم أمام الإمام كما يأتي:[٥][٦]
    • الحنفية والشافعية: قالوا بعدم صحة صلاة المأموم أمام الإمام مطلقا سواء لِعذر أو بدونه.
    • المالكية: قالوا بصحة صلاة المأموم أمام الإمام لعذرٍ كضيق المسجد ولغير عذرٍ لكن مع الكراهة.
    • الحنابلة: قالوا بصحة صلاة المأموم أمام الإمام لعذرٍ دون غيره، كمَن اضطرّ أن يصلّي الجُمعة أمام الإمام لِشدّة الزحمة واكتظاظ المصلّين.
  • الإخلال بأحد شروط الصلاة: والتي تنقسم إلى قسمين: أوّلهما شروط وجوب؛ وهي دخول وقت الصلاة، والبلوغ، والعقل، فلا تجب الصلاة قبل دخول وقتها ولا تصح، وكذلك الصبي والمجنون لا تجب عليهما الصلاة، وثانيهما شروط صحة؛ وهي استقبال القبلة؛ فلا تصح صلاة من لم يستقبلها عامداً، وستر العورة؛ فلا تصحّ صلاة من لم يستر عورته عامداً، والطهارة؛ فلا تصحّ صلاة من لم يتطهّر، وذلك لِقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أحَدِكُمْ إذا أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ)،[٧] وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بغيرِ طُهُورٍ).[٨][١][٩]
  • عدم الخشوع في الصلاة: ذهب العلماء إلى أنّ العبد لا يُثاب على صلاته إلّا بما عَقِل منها، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ العبدَ لَيصلِّي الصَّلاةَ ما يُكتُبُ لَهُ منْها إلَّا عُشرُها، تُسعُها، ثمنُها، سُبعُها، سُدسُها، خمسُها، ربعُها، ثلثُها نصفُها)،[١٠] لِذا فإن غلب الخشوع على الصلاة يُعتدّ بها بالإجماع، وما حدث فيها من نقصان تجبره السنن والأذكار التي تتبعها،[١١][١٢] وتجدر الإشارة إلى توضيح عدّة أمور حال كون الصلاة لم يغلب عليها الخشوع وكثر فيها حديث النفس:[١١]
    • أوّلها: إنّ التفكير وحديث النفس بأمور الآخرة أثناء الصلاة لا يؤثّر على ثوابها، لِكون ذلك انتقال من عبادة إلى عبادة، إلّا أنّه لا يجوز تعمّد ذلك، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن عبد الرحمن بن مل النهدي -رضي الله عنه- قال: (قال عمرُ رضي اللهُ عنه: إنِّي لأُجهِّزُ جَيْشي وأنا في الصلاةِ).[١٣]
    • ثانيها: إنّ التفكير وحديث النفس بأمور الحياة الدنيوية أثناء الصلاة من غير قصدٍ وعمدٍ لا يؤثّر على ثوابها، لِكون ذلك نسياناً معفوّاً عنه، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ، و النسيانَ، و ما اسْتُكرِهوا عليه)،[١٤] ولِما ثبت عن عقبة بن الحارث -رضي الله عنه- قال: (صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العَصْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ سَرِيعًا دَخَلَ علَى بَعْضِ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ ورَأَى ما في وُجُوهِ القَوْمِ مِن تَعَجُّبِهِمْ لِسُرْعَتِهِ، فَقالَ: ذَكَرْتُ وأَنَا في الصَّلَاةِ تِبْرًا عِنْدَنَا، فَكَرِهْتُ أنْ يُمْسِيَ – أوْ يَبِيتَ عِنْدَنَا – فأمَرْتُ بقِسْمَتِهِ).[١٥]
    • ثالثها: أنّ جمهور الفقهاء قالوا بعدم وجوب إعادة الصلاة التي لم يغلب عليها الخشوع، وذلك لِأمرين: أوّلهما أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لم يأمر مَن سها في صلاته بإعادتها، وإنّما بسجدتي سهو، لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الشيطانَ يأتِي أحدَكُم في صلاتِهِ فلا يدرِي أنْ زادَ أم نَقُصَ فإذا وَجَدَ أحدُكُم ذلكَ فليسجدْ سجدتَيْنِ)،[١٦] وثانيهما أنّ الخشوع في الصلاة سببٌ في نيل الأجر والثواب من الله -تعالى- والرفعة في الدرجات.[١١][١٢]
وقد دلّ على ذلك العديد من الأحاديث منها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن أحَدٍ يتوضَّأُ فيُحسنُ الوضوءَ ويصلِّي رَكعَتينِ يُقبِلُ بقلبِه ووجهِهِ عليهِما إلَّا وجبَت لَه الجنَّةُ)،[١٧] وما ثبت عن ربيعة بن كعب الأسلمي -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ)،[١٨] أمّا لو شاء العبد إعادة صلاته لِتحصيل الثمرات الآنف ذكرها فلا بأس في ذلك.[١١][١٢]