‘);
}

سقوط الدولة الأموية

انتشرت الدعوة العباسية في المشرق، وتحديداً في خرسان بشكلٍ واسعٍ وسريعٍ، وتزامن ذلك مع انشغال الدولة الأموية في اخماد الفتن والثورات، مما شجّع دعاة العباسيين على الجهر بالدعوة هناك، وحصلوا على الموافقة من إبراهيم الإمام على الجهر بالدعوة، والخروج على الأمويين، فتولى ذلك الأمر رجلٌ يدعى أبو مسلم الخرساني، حيث أخذ البيعة تحت شعار البيعة إلى الرضا من آل محمدٍ، ولمّا شعر والي خرسان نصر بن يسار بخطورة الموقف في البلاد، أرسل كتاباً إلى الخليفة الأموي مروان الثاني، يشرح فيه الموقف، ويطلب منه المدد والعون؛ للسيطرة على الأوضاع، ولكنّ الخليفة الأموي كان عاجزاً عن إرسال الإمدادات لواليه، ممّا فتح الطريق أمام أبي مسلم الخرساني، للسيطرة على كامل خرسان، وهروب نصر بن يسار ومن معه من العرب إلى نيسابور، وسرعان ما هاجمت القوات العباسية في العراق، بقيادة قحطبة بن شبيب الطائي قوات نصر بن يسار، وأجبرته على الخروج من نيسابور، والتوجّه إلى الري، وعندها شعر خليفة الأمويين بخطورة الموقف، أرسل الإمدادات لدعم نصر بن يسار، فوقعت عندها مجموعةٌ من المعارك، كان النصر فيها حليف العباسيين، ومات نصر بن يسار بالري في عام 131 للهجرة، وبويع لعبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، المعروف بأبي العباس بالخلافة، بعد أن أوصى له أخوه إبراهيم الإمام بالأمر من بعده، وعندما استتّب الأمر لأبي العباس في العراق، أرسل جيشاً على رأسه عمّه عبد الله بن عليٍ، لقتال جيش مروان الثاني، فانتصر عليه في معركة الزاب، التي كان النصر فيها نهايةً للدولة الأموية، وبدايةً لعصر العباسيين.[١]

أسباب قيام الدولة العباسية

شكّل قيام الدولة العباسية تغيّراً جذرياً في تاريخ العالم الإسلامي، إذ إنّ تولّي الخلافة، كان يتم من خلال الشورى، كما في عهد الخلفاء الراشدين، وكما تم الأمر عند قيام الدولة الأموية، حيث تنازل الحسن بن علي، عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم جميعاً، ولكنّ قيام الدولة العباسية، تم من خلال ثورةٍ مسلحةٍ على الحاكم من غير مشورة المسلمين، مما أدّى إلى سفك الكثير من دماء المسلمين من بني أمية، وذلك أمرٌ غير مسبوقٍ في الإسلام، وفيما يأتي بيان أسباب قيام الدولة العباسية:[٢]