ما سبب نزول سورة الكوثر

‘);
}

لماذا نزلت سورة الكوثر؟

تعدّدت الآراء والروايات في سبب نُزول سورة الكوثر؛ وفيما يأتي ذكر هذه الأقوال والروايات:[١]

  • أنها نزلت في العاص بن وائل السَّهمي والذي رأى النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يوماً وتكلَّم معه على مرأى من قريش، فسألوا العاص مع من كان يتحدَّث، فقال إنه كان يتحدَّث مع الأبتر؛ وكان يقَصد بذلك الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ لأنَّ أبناءه الذُّكور القاسم وإبراهيم قد توفَّاهم الله -تعالى- ولم يبقَ له ذريَّةً من الذُّكور، فقصد بذلك أنَّه لن يكون له ذِكر بعد ذلك، وسينقطع ذِكره بعدم وُجود أولادٍ ذُكور له، فأنزل الله -تعالى- سُورة الكوثر ردَّاً على زعمه الباطل في حقِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
  • ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (بيْنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ بيْنَ أظْهُرِنَا إذْ أغْفَى إغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: ما أضْحَكَكَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ: بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ* إنَّ شَانِئَكَ هو الأَبْتَرُ}).[٢]
  • ما رواه ابن عباس -رضي الله عنه- في شأن نزول هذه السُّورة أنّه: (لما قدم كعبُ بنُ الأشرفِ مكةَ؛ أتوْهُ فقالوا: نحنُ أهلُ السقايةِ والسدانةِ، وأنت سيدُ أهلِ يثربَ، فنحنُ خيرٌ أم هذا الصنيبيرُ المنبترُ من قومِه يزعمُ أنَّهُ خيرٌ منا؟ فقال: أنتم خيرٌ منه، فنزلتْ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)،[٣] فنزلت السُّورة ردَّاً على مزاعم كعب بن الأشرف الذي ادَّعى أنَّ قريشاً خيرٌ من النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-.[١]

وللجمع بين هذا الآراء ومعرفة الرَّاجح منها، قام العلماء في البحث عن نوع سورة الكوثر هل هي مكِّية أم مدنيَّة؛ فهي عند الجمهور سورةٌ مكيَّة، بينما قال الحسن وقتادة ومجاهد وعكرمة إنَّ سورة الكوثر من السُّور المدنيَّة، ودليلهم حديث أنس المُتقدِّم ذكره؛ حيث إنَّ أنس أسلم في بداية الهجرة، وقد ذكر في حديثه: “أُنزلت علي آنفاً سورة”، وكلمة آنفاً تدلُّ على الزَّمن القريب، ممَّا يعني أنَّ السُّورة نزلت في المدينة.[١]