‘);
}

أهمية دراسة العقيدة وحكمه

للعقيدة أهمية كبيرة في الدين الإسلامي، فالإسلام مُتكوّنٌ من عقيدةٍ وعمل، ولا يصحّ العمل دون اعتقاد، وإذا عَرَف الإنسان أهمية تعلّمها زاد حرصاً على ذلك ونشط في طلبه، وتكمن أهمية دراسة العقيدة في مجموعةٍ من الأمور، فهي أولاً أهمّ علوم الدين على الإطلاق، أهمّ من الأخلاق، وأهم من العبادات والمعاملات، وهي أوّل الواجبات على المكلّف، حتى أنّ الإنسان إذا أراد دخول الإسلام فعليه معرفة التوحيد أولاً قبل العبادات، لذلك فقد مكث الرسول صلى الله عليه وسلم سنواتٍ عديدةً في مكة المكرمة يدعو الناس إلى تصحيح عقيدتهم، ولم تنزل الفرائض إلّا في المدينة، ثم إنّ لدراسة العقيدة أهميةً كبيرةً تكمن في تصحيح الإنسان لمعتقداته، فذلك أمرٌ مهمٌّ يتوقف عليه قبول أعمال الإنسان جميعها، فلو كانت عقيدة الإنسان مشوبةً بكفر أو شرك لكان كافراً، والكافر لا ينتفع بعمله الصالح يوم القيامة أبداً، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)،[١] فتعلّم العقيدة يقي الإنسان ويحميه من الوقوع في الشرك.[٢]

كما أنّ شرف العلم يُستمدّ من شرف موضوعه ومعلومه، ومعلوم دراسة العقيدة هو الله سبحانه وتعالى، ولا أكبر أو أعظم من ذاته وصفاته جلّ جلاله، وهذا ما يجعل العقيدةَ أشرفَ العلوم وأعلاها منزلةً ومكانة، وممّا يزيد من أهميّة دراسة العقيدة أنّ الإنسان يزداد خشية لله تبارك وتعالى وبُعداً عن الذنوب والمعاصي والآثام كلّما صحّت عقيدته، فإذا علم الإنسان أنّ الله سبحانه وتعالى سميعٌ عليمٌ بصيرٌ يطّلع عليه ويعلم أفعاله ارتدع عن فعل المعاصي بلا شكّ، كما يقي تعلّم العقيدة الصحيحة طالِبَه من الشبهات، ويحميه من الغرق في أمواجها، فالعالم مليء بالمذاهب والمعتقدات الفاسدة الباطلة، ولا بدّ للمسلم حتى ينجو من هذه الفتن أن يكون ذا علمٍ وفهمٍ صحيح للعقيدة يُمكّنه من تمييز الصالح من الفاسد، والحقّ والباطل فيها، أما حكم تعلّم العقيدة فهو على قسمين، الأوّل منهما فرض العين، فمن العقيدة ما يكون تعلّمه فرض عين على كلّ مسلم، وهذا يشمل ما لا يصحّ إيمانه إلّا به، كالعلم بأركان الإيمان الستة على وجهٍ مجمل، وأمّا الثاني فهو فرض الكفاية، ويشمل تعلّم تفاصيل هذه الأركان الستة وشُبَه المعترضين عليها والرد عليها.[٢]