‘);
}

العلماء ورثة الأنبياء

العلماء العاملون هم النّور الذي يُضيء العالم ويخرجه من ظلام الجهل، وهُم الخلفاء بعد الأنبياء على أُممهم، وهُم ورثة الأنبياء، قال الله -تعالى-:(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)،[١] قال الزمخشريّ في الكشّاف: “ما سماهم ورثة الأنبياء إلا لمداناتهم لهم في الشرف والمنزلة؛ لأنهم القوام بما بعثوا من أجله”،[٢] ولا يكون العالِم بهذه الصفة إلا إذا صفى علمه وعمله، وارتقى إلى معالي الكمال، وابتعد عن الشهوات التي تُخفضه، قال الحسن: “من طلب العلم يريد ما عند الله، كان خيراً له ممّا طلعت عليه الشمس”.[٣].

ولا رتبة فوق رتبة النبوّة، ولا شرف أعظم من هذا الشّرف، ولم يُقال عنهم أنّهم ورثة الرّسل، وإنّما ورثة الأنبياء لتكون أعمّ وأشمل، وإنّ الأنبياء لم يُورِّثوا شيئاً من الدّنيا، وذلك مصداقاً لما جاء في الحديث الذي رواه أبو الدرداء عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ)،[٤] ولذلك ما بقي بين أيدي العلماء إنّما هو ميراث الأنبياء، حيث تنتفع بهم الأمة في إظهار الإسلام، ونشر الأحكام، وصلاح الأحوال الظاهرة والباطنة.[٥]