‘);
}

المعجزة

كلمة المعجزة في اللغة بضمّ الميم مأخوذة من العجْز، وهو انعدام القدرة تجاه أمرٍ ما، وأمّا في الاصطلاح الشرعيّ فالمعجزة هي أمر خارق للعادة يؤيد به الله -تعالى- أنبياءه بإجراءه على أيديهم، ويكون مخالفاً لطبيعة الكون وسنن الحياة التي اعتاد عليها النّاس، والهدف من ذلك إظهار صدقهم وصدق نبوّتهم، ويكون ذلك الأمر مقروناً بالتحدّي للنّاس بأن يأتوا بمثله أو بما يقاربه،[١][٢] وتأتي المعجزة كبرهان ودليل على صدق النبيّ أو الرّسول الذي أرسله الله تعالى، فلو ادّعى إنسان أنّه رسول من عند الله ثمّ لم يُقِم بيّنة أو برهاناً على صدق دعواه لَما صدّقه أحد.[٣]

وبما أن التحدّي من خصائص المعجزات فقد جعل الله -تعالى- معجزة كلّ نبي من أنبيائه -عليهم السّلام- من نوع ما يُتقن قومه من الأمور، فمعجزة رسول الله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- كانت في القرآن الكريم؛ حيث كان قومه من الأقوياء في اللغة والبلاغة والفصاحة في فنونها وآدابها، وهكذا في كلّ معجزة يهبها الله -تعالى- لنبيّ من أنبيائه، ومع ذلك فقد يؤيد الله -تعالى- أنبياءه بمعجزاتٍ أخرى غير التي من جنس ما برع بها أقوامهم إلّا أنّ المعجزة الرئيسيّة تكون ممّا يُتقنه قومه، وجعل الله -عزّ وجلّ- خَرْق المعجزة للعادة البشريّة والسنن الكونيّة أمراً جليّاً واضحاً حتى تُقام الحجّة على النّاس، وذلك رحمة منه بهم لكي لا يبقى الأمر مُشتبهاً ومُشكلاً عليهم، ولتتم إقامة الحجّة على النّاس اصطفى الله -تعالى- للمعجزات رجالاً عظماء يحملونها.[٣]