ما هو التخاطر وهل هو حرام

” ما هو التخاطر ” قبل الآونة الأخيرة لم يكن مصطلح التخاطر مصطلحا منتشرا، علي نقيض الحال الآن، فقد أخذ مصطلح التخاطر التداول والانتشار حتي أنه قد تصدر مواقع التواصل الاجتماعي، أما بخصوص الإجابة علي سؤال ما هو التخاطر ؟ فهذا هو ما سنتعرف عليه سويا عزيزي القارئ من خلال مقالنا عبر موسوعة .

ما هو التخاطر

• بشكل مبسط جدا عرف التخاطر بإمكانية التواصل مع أي شخص عن طريق العقل والتفكير دون الكلام أو أي طريقة تواصل معروفة.
• بالإضافة إلى تعريف التخاطر بأنه عملية فكرية يقوم بها شخص ليتم من خلالها نقل أفكاره إلى عقل شخص أخر دون أستخدام أي وسيلة تواصل، ويوجد بها عاملان الشخص المرسل والمستلم، أي أن التخاطر هو أحد أنواع الإدراك الغير حسي.

أصل التخاطر ووقت ظهوره

لم تكن ظاهرة التخاطر وليدة اليوم أو حتي الآونة الأخيرة، وأنما مرت ظاهرة التخاطر بالعديد من التطورات والمراحل علي مر العصور، وسار ذلك علي النحو التالي:

• سنة 1882 : تعد سنة 82 هي بداية وضع تعريف فعلي للتخاطر، وكان ذلك علي يد فريدريك مايرز والذي عرف التخاطر بكونه أتصال عقلي بين شخصين بطريقة غير طرق التواصل لمعروفة.
• 1886: في سنة 1886 بدأت أولي عملية البحث العلمي حول عملية التخاطر، وقامت عليه جمعية البحث النفسي في الغرب، وكانت أولي نتائجهما هما كتابان بعنوان أوهام الأحياء.
• 1901: سنة 1901 كانت ظاهرة التخاطر ظاهرة تساءل وحيرة فقد كانت محل نزاع بين علماء الفيزياء وتحدث عنها كثير من مشاهير تلك الآونة، أهمهم كان الفيلسوف سيجموند فرويد وهنري جيمس وويليام جيمس بالإضافة إلى توماس هكسلي وغيرهم من المفكرين وقتها.
• 1927: سنة 1927 كانت أولي التجارب علي عمليات التخاطر، كانت علي يد جي بي راين وفريقه من جامعة ديوك، وقد قام جي بي راين بنشر نتائج تجربته في كتابه ” Extra-Sensory Perception ” .
• 1974: قام مجموعة من الباحثين حول ظاهرة التخاطر بعمل تجربة سميت ” بجانزفيلد ” وكانت واحدة من أشهر التجارب المتعلقة بالتخاطر.
• أخر القرن الـ19: تم إقرار التخاطر كمصطلح دائم، وأنه احدي الظواهر التي تم اكتشافها.

نتيجة التخاطر ليست ثابتة أو مضمونة النجاح، فعملية التخاطر ليست مجرد خطوات يؤديها مريد حدوث عملية التخاطر، وإنما هي ضوابط يجب علي المستخدم ممارستها بشكل متكرر لضمان نجاح عملية التخاطر، وتلك الضوابط تتمثل في الأتي:

• التركيز علي الأفكار: يمكن للمخاطر التركيز علي أفكاره من خلال تحكمه في حواسه وعدم التشتت بالصور والأشياء من حوله، لذا فأمثل طريقة هي إعصاب العين، وسماع الضوضاء البيضاء وهي أصوات تساعد علي تهدئته وتركيزه كصوت البحر أو المطر.
• ممارسة اليوغا:  تعمل اليوغا علي تسهيل الاسترخاء والتركيز للجسم، مما يؤدي إلى زيادة التركيز الذهني، وهذا تحديدا ما تحتاج إليه عملية التخاطر.
• التأمل: لمساعدة الجسم علي التركيز علي التفكير والعقل، يساعد جلوس المرء بشكل قائم مع مراعاة ارتدائه لملابس تريحه، يؤدي إلى نجاح عملية التأمل.
•  استحضار صورة الشخص: يجب تخيل صورة الشخص المراد التواصل معه، من خلال تخيله واقفا أمامك بشكل مباشر أو جالسا مع محاولة التركيز علي ملامحه الشخصية كلون عينه أو طوله وغيره من ملامحه الشكلية.
• إرسال الرسالة: بعد تمكن المخاطر من تكوين صورة ذهنية كاملة عن الشخص المراد، يمكنه تخيل نص الرسالة التي يريدها تنتقل منه إلى الشخص المراد، طالبا منه كتابة ما تبادر لذهنه إليك بمجرد وصول الرسالة لعقله، وبعد ذلك نوازن بين الحاصل والنتيجة المرجوة.

يعد امتلاك قدرات حسية أو روحية عالية احدي أهم عوامل نجاح عملية التخاطر، فمن أشهر أعراض التخاطر أن تفكر بشخص ما وتفاجئ بكونه يتصل بك، فتتعدد المؤشرات التي تدل علي نجاح عملية التخاطر ووصولها، ولعل أبرز تلك العلامات هي ما يلي:

• أن يقوم الشخص الذي مارست التخاطر عليه بالاتصال بك بأي شكل من أشكال الاتصال سواء بشكل تليفوني أو كتابي حتي، وتجده يتحدث بما يتوافق مع ميولك وشعورك.
• في حالة كون الرسالة المرسلة إيجابية فستزيد نسبة التوافق بينكما.
• إذا تصادف الشخصان ودار بينهما حوار دال علي مضمون الرسالة المرسلة.
• من أشهر علامات نجاح التخاطر هو أن تري الشخص الذي دارت عملية التخاطر حوله يرد علي رسالتك في الحلم.
• من المفترض أثناء القيام بعملية التخاطر الشعور بكمال العملية ووصول الرسالة، وفي تلك الحالة يجب إنهاء عملية التخاطر.

تعددت التمارين التي من شائنها تمكين الشخص الذي يريد إجراء عملية التخاطر من الحصول علي نتائج مضمونة وفعالة، وقد جربت تلك التمارين فحصدت أستجابات ناجحة، ولكن يتوقف الأمر علي إيمان الشخص وتصديقه بحقيقة الأمر وثقته الشديدة فنفسه، ولعل أبرز تلك التمارين هي الأتية:

تمرين قوة الخيال: والذي يكون عن طريق اتباع بعض الخطوات والتي تتمثل في الأتي:

• الجلوس في مكان هادئ مضيء ومناسب.
• غلق الأعين والتنفس بشكل عميق.
• الشعور باحتواء النفس كل ما يحيط بك.
• التركيز الكامل علي إرسال الرسالة والعمل علي تصفية الذهن من أي أفكار أو مشتتات.
• تخيل الشخص المراد إرسال الرسالة أليه، بالإضافة إلى التخيل الدقيق لملامحة الوصفية كلون عينيه.
• التحاور معه وإيصال الرسالة المرادة.
• أمر الشخص المخاطب بالحضور إلى المرسل أو التواصل معه، مع تكرار الأمر وتخيل وصول الرسالة إليه، مع مراعاة ضرورة ثقة المرسل في نجاح ومصداقية الأمر، نظرا لكون تشكيكه أو عدم تصديقه سيؤدي بالعملية للفشل.

تمرين المرآة: والذي تتم عملية التخاطر من خلاله عن طريق الخطوات الأتية:

• الوقوف أمام المرآة والتحديق للوجه بتركيز وبشكل هادئ.
• التركيز الجيد والدقيق علي ملامح الوجه.
• تخيل الصورة المعكوسة في المرآة علي أنها صورة الشخص المراد إيصال الرسالة إليه.
• في حالة التركيز علي الصورة ونجاح تخيل الشخص المراد، يبدأ المرسل في مخاطبته مخبرا إياه الرسالة التي يريدها.

• شمل التخاطر بعض الأضرار والجوانب السلبية فلم يقتصر الموضوع علي إرسال رسالة لشخص يبعد عني، وأنما يمكن للمخاطر الإطلاع علي ما يفكر فيه الشخص الأخر.
• وهنا يكمن أسوء وجه للتخاطر، في بناء الخلافات والصراعات بين الناس، في حالة تمكن المخاطر من معرفة معلومة لم يرغب الشخص الأخر في إعلامه بها، أو مثلا سرقة الأفكار الإبداعية وأفكار المشاريع وغيرها.

هل التخاطر حرام

• أغلب من يؤيدون التخاطر الذهني يجعلون برهانهم هو موقف سيدنا عمر بن الخطاب مع سيدنا سارية حيث نصت الحادثة علي الأتي:
• أرسل عمر بن الخطاب القائد سارية للجهاد مع المسلمين في الشام، وبينما عمر بن الخطاب واقفا يخطب في المسلمين علي المنبر، إذ به يقاطع خطبته دون سابق إنذار ليقول ” يا سارية الجبل الجبل “.
• وعندما نزل عمر بن الخطاب من علي المنبر وسأله المسلمون لما قلت هذا ؟ أجاب بأنه قد رأي سارية وجيش المسلمين قد أحاط بهم جيش العدو وهم علي مقربة من الخسارة، فأراد أن يرشد سارية للاحتماء بالجبل.
• في حين رجع سارية أخبر أنهم حين قاربوا علي الخسارة سمع صوت يقارب صوت عمر بن الخطاب يخبره بالاحتماء بالجبل ففعل، فكان السبب في نصرهم.
• لكن قد أجمع العلماء علي أن ما حدث بين سارية وأمير المؤمنين ليس بتوارد للخواطر وإنما هي هبة من الله عز وجل من بها علي أمير المؤمنين، ككرامة.
• وهذا بدليل نص رسول الله الذي نص علي ” قدْ كان يكونُ في الأُمَمِ مُحَدَّثُون فإنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أحدٌ فعُمرُ بنُ الخطَّابِ ” وهو حديث صحيح روته السيدة عائشة.
• لذا فحكم الشرع علي التخاطر بكونه شيء غريب لا يعرف له فائدة، بل أنه نافذة للشعوذة والدجل ولا يوجد دليل لا في القرآن ولا السنة علي جواز التخاطر الذهني، لذا فالواجب هو العمل بقول رسول الله ” اجتنبوا الشبهات ” .

مع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي دار حول إجابة سؤال ” ما هو التخاطر ” نكون قد أجبنا بكونه نوع من أنواع التواصل الذهنية عن طريق طريقة غير طرق التواصل المتعارف عليها، وتكون عن طريق إرسال رسالة لشخص بعيد طريقة غير مباشرة.

المراجع

• 1
• 2