‘);
}

تاريخ أم القرى

تباينت آراء المؤرخين، والرواة، وأهل العلم، والدين حول الجذور التاريخيّة لأُمّ القرى، وحول تاريخ ظهورها، ولكن يبقى اتّفاق بينهم على أنّها أقدم مدن الأرض كلها، إذ إنّ الله تبارك وتعالى أول ما خلق من الأرض أُمّ القُرى، ومنها دُحيت الأرض، وتذهب الروايات التي تتحدث عن الجذور التاريخيّة للمدينة على أنّ الملائكة هم الذين بَنْوا بيت الله الحرام في هذه المدينة؛ لتكون مكاناً لزيارة وطواف الناس، ويعدّ هذا البيت أول مكان وضع على الأرض؛ ليعبد العباد ربهم، وليهتدوا إلى الطريق المستقيم.[١]

تنصّ الحقيقة على أنّ أمّ القُرى هي أعظم أماكن الأرض، وأكثرها شهرة، ولم تلقَ أيّ مدينة في العالم مثل التكريم الذي لقيته، حيث كرّمها الله تعالى بأن جعلها أول مكان يُعبد فيه من قبل آدم عليه السلام أبي البشر، وهي قبلة الأرض من مشرقها إلى مغربها، ويشار إلى أنّ نبي الله إبراهيم عليه السلام هو واضع حجر الأساس للمدينة، حتى أصبحت مكاناً مأهولاً بالسكان في عهد قُصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، وقد شهدت في عهده العديد من التطوّرات؛ إذ اهتم بتنظيمها والعناية بها، إلى أن أصبحت مدينة عامرة، مستطيلة المساحة، وذات شعاب واسعة.[١]