‘);
}

النسب عند العرب

كان النّسب عند العرب منذ القِدم سبباً من أهمّ أسباب فخرهم، وتباهيهم، وقد سجّلت أشعار العصر الجاهلي في كثير من مشاهدها ما يؤكّد ذلك، ولمّا جاء الإسلام أقرّ ضرورة معرفة النّسب، وذلك في الحدود التي تضمن معرفة الأصول والفروع، وتضمن بالضرورة الحقوق المترتبة على التّشريعات التي أقرّها، ونهى عن أنْ يكون الاعتزاز بالنّسب مقدّماً على أواصر الدين ورابطة العقيدة، غير أنّه أقرّ الحدود المعقولة من الاعتزاز بالأنساب، هذا الاعتزاز الذي أثمر في إسهامات القبائل المسلمة في الانخراط في صفوف جيش المسلمين حين يدعو داعي الجهاد تحت تنظيمات عشائريّة تقاتل كلها باسم الله وفي سبيل الله، وقد كانت قبيلة قريش محطّ اهتمام العرب كلّهم قبل الإسلام وبعده؛ فكان لها شأن عظيم، زاد منه انتساب النبي محمّد -عليه السلام- لهذه القبيلة التي كانت مختصّة برعاية حجاج بيت الله الحرام قبل الإسلام، فضلاً عن كونها صاحبة السيادة في مكة المكرمة، ويتساءل بعض المهتمّين عن نسب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وهل هو من قريش أم غيرها من القبائل، وما صلة نسبه بالنبي -عليه السلام-؟

نسب عمر بن الخطاب

  • نسب عمر: هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط ابن رزاح، وصولاً إلى عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشيّ، ثمّ من النضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد من قبيلة عدنان العربية، يكنّى بأبي حفص العدوي،[١] والعدويون نسبة تصرف لخمسة رجال، منهم عدي بن كعب، وهو أحد أجداد عمر بن الخطاب -رضى الله عنه-، وعشيرته وذرّيته من أولاده من بعده ومواليه ينتسبون إلى العدويين، وهم أصحاب كثرة، وأهل شهرة،[٢] ويلتقي نسب عمر بالنبي -عليه الصلاة والسلام- عند كعب بن لؤي بن غالب.[٣]
  • منزلة عمر في قريش: كان عمر من أشراف قريش وأسيادها، وكان من شأنه فيهم أنّها اختارته في الجاهلية سفيراً لها إذا وقع نزاع، أو حرب بينهم، أو بينهم وبين غيرهم،[٤] وقريش التي ينتسب عمر إلى أحد بطونها هي أكبر وأعظم قبائل العرب، وهي قبيلة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وكان لها مكانة عظيمة ومنزلة كبيرة بين كلّ قبائل العرب، وامتازت من بين شتّى القبائل قبل الإسلام بسيادتها على مكة المكرمة وخدمة حجّاج بيت الله الحرام.[٥]
  • أمّ عمر: أمّ عمر امرأة مخزوميّة اسمها حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر، وهي أختٌ لأبي جهل بن هشام،[١] ذهب بعض المؤرّخين إلى أنّها لو كانت كذلك لكانت أخت الحارث بن هِشَام بن الْمُغِيرَة أيضاً، والحال ليس كذلك، وإنما هي ابنة عمّ أبي جهلٍ، لأنّ هاشم بن الْمُغِيرَة وهشام بن الْمُغِيرَة إخوة، فهاشم والد حنتمة، وهشام أَبو جهل، وهاشم بن الْمُغِيرَة جدّ عُمَر لأمّه.[٦]
  • ذريّة عمر: وهب الله -سبحانه- عمر من الأبناء عَبْد الله، وعبد الرَّحْمَن، وحفصة، وأمّ الثلاثة زينب بِنْت مظعون، وزيد الأكبر، ورقية وأمهما أم كلثوم بِنْت علي بْن أبي طالب وأمها فاطمة بِنْت رسول الله -عليه السلام-، وأمّا زيد الأكبر فلا عقِب له، ولعمر -رضي الله عنه- من أم كلثوم بنت جرول الخزاعية ولدان، هما زيد الأصغر وعبيد الله، وله -أيضاً- عاصم من جميلة بنت ثابت الأنصارية من الأوس، ولعمر ابنة اسمها فاطمة من زوجته أُمُّ حَكِيمٍ بِنْت الْحَارِث المخزومية، وله عبد الرَّحْمَن الأوسط، ويلقّب بأَبي المجبَر، وأمه لهية من الإماء، وله عبد الرَّحْمَن الأصغر وأمّه أم ولد من الإماء، وأمّا آخر ما ولِد له فزينب من فكيهة وكانت أمَةً، وعياض من عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ.[٧]