‘);
}

فضل يوم عرفة

يوم عرفة؛ هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو اليوم الذي يسبق آخر يوم من أيام العشر، والتي فضّلها الله -تعالى- على سائر أيّام الدنيا، وجعل أوقاتها من أفضل الأوقات، ويسارع المسلمون في هذه الأيام إلى عمل الصالحات، وفعل الطاعات، مغتنمينها في مرضاة الله -تعالى-، وقد عظَّم الله -تعالى- مكانة يوم عرفة، ورفع منزلته، وجعله أفضل الأيّام؛ ففيه تتنزّل الرحمات، وتجاب فيه الدعوات، ويغفر الله -تعالى- فيه الأخطاء والزلّات، ويُعين فيه أهل العثرات،[١] ويتباهى الله -سبحانه وتعالى- في يوم عرفة أمام ملائكته بعباده المؤمنين من أهل عرفة، الذين ارتفعت أيديهم إلى الله -تعالى- بالدعاء؛ خشية منه، ورغبة بما عنده، وقد أقسم الله -تعالى- بهذا اليوم العظيم في كتابه الكريم؛ فقال -عزّ وجلّ-: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)،[٢] والمراد باليوم المشهود؛ هو يوم عرفة؛ وذلك لأنّ الحجاج يحضرون هذا اليوم، ويجتمعون فيه، وقد ذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- أنّ اليوم المشهود هو يوم عرفة؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ، والشَّاهدُ يومُ الجمعةِ).[٣][١]

أفضل الأعمال في يوم عرفة

الصوم

صيام التطوع يكون أعظم استحباباً، ويتأكّد حال موافقته لأيّام فاضلة، ويعدّ يوم عرفة من الأيام الفاضلة التي يُستحبّ الصيام فيها،[٤] وقد استحبّ الفقهاء صيام يوم عرفة لغير الحاج، وقالوا في حكم صيام يوم عرفة للحاج أقوال؛ فذهب الحنفيّة إلى استحباب صيام يوم عرفة للحاج إن كان الصيام لا يضعفه عن أداء مناسك الحجّ؛ وذلك لفعل أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وذهب الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة إلى كراهية صوم الحاج يوم عرفة، وقالوا باستحباب الإفطار في يوم يوم عرفة للحاجّ،[٥] ويكفّر صيام يوم عرفة صغائر الذنوب والمعاصي التي وقع بها العبد في سنتين؛ الماضية واللاحقة؛ فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ)،[٦][٧] والمقصود بتكفير السنة القادمة؛ أي أنّ الله -تعالى- يوفّق عبده المؤمن في اجتناب الذنوب والمعاصي التي تحتاج إلى تكفير في سنته القادمة؛ جزاءاً له على صيام يوم عرفة.[٨]