‘);
}

أسباب الطّلاق

يُعد الطّلاق من أبرز المشاكل المعاصرة، فقد قال الله تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[١] وقد ارتفعت نسبة الطّلاق في السّنوات الأخيرة بشكلٍ لافتٍ، دون وجود أي مبادرةٍ للحدِّ من وقوعه، أو العمل على إجراء دراساتٍ جادّة تبحث في الأسباب التي تدعوا إليه، وإيجاد حلول واقعية له، حيث إنّ غالب حالات الطّلاق تُسجَّل في الأعوام الأُولى من الزواج، وأسباب الطّلاق كثيرةٌ يَصعب إحصاؤها، وغالباً ما تكون هذه الأسباب ناتجةٌ عن تراكمات، فيكون السّبب الدّاعي للطّلاق غير مبرّر، ويعود السّبب في ذلك إلى عدم اتباع المعايير التي أمر بها النّبي -صلى الله عليه وسلم- لاختيار الخاطب والمخطوبة.[٢]

فقد أخبر النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ المعيار الصّحيح في قبول الشّاب المُتقدم للزّواج هو الدّين والخُلق، أمَّا المخطوبة فيكون اختيارها بناءً على ما لها من النّسب، والجمال، والمال، والدّين، إلا أنَّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- أمَر بالزّواج من ذات الدين، فالطّلاق ما هو إلا نتيجةٌ لاختلال الموازين في انتقاء شريك الحياة، وقد ظهرت في النّاس ظاهرة الاختيار على أساس المال، فالأب يختار لابنته صاحب المال الوفير دون مراعاة باقي الجوانب التي تتمثّل في الخلق والدّين، مع المغالاة بما يَتّبع الزّواج من المهور العالية والتّكاليف التي لا توافق الشّرع، مما يُثقل كاهل الزّوج بالدّيون والأعباء التي من شأنها أن تؤدّي إلى تراكم المشكلات فيما بعد، فيكون الطّلاق هو أفضل الحلول، ومن أسباب الطّلاق تجاهل الكفاءة العلمية، والاجتماعية، والفكرية بين الزّوجين، فالكفاءة مطلوبة في الرجل دون المرأة، فلا إشكال في زواج الرجل من امرأةٍ أقلّ منه في العلم، أو المكانة الاجتماعية، فالزّواج من القرارات المصيرية التي تحتاج إلى الدراسة من جميع الجوانب، مع استخارة الله -تعالى- واستشارة أهل الرأي.[٢]