‘);
}

ما هي مفاتيح الغيب

مفاتيح الغيب خمسةُ أُمورٍ، وجاء ذِكرُها في قول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (مِفْتَاحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُهَا إلَّا اللَّهُ: لا يَعْلَمُ أَحَدٌ ما يَكونُ في غَدٍ، ولَا يَعْلَمُ أَحَدٌ ما يَكونُ في الأرْحَامِ، ولَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وما تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وما يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ المَطَرُ)،[١] وهناك العديد من التعريفات حول مفاتيح الغيب، وهي:[٢][٣]

  • أولا: مفاتيح تعني: الخزائن أو ما يُتوصّل به إلى الغيبيّات؛ واقتصر الحديث على ذكر الخمسة، مع أنّ الغيبيّات لا تنتهي؛ وذلك لأنّ هذه الأمور الخمسة أُمّهات الأُمور، أو لأنّهم كانوا يدّعون علمها، فلا أحد يعلمُ منها شيء، وفيهِ دلالةٌ على عدم صدق المُنجّمين والكهنة والعرّافين.
  • ثانيا: من معاني مفاتيح الغيب الآلة التي يُفتحُ بها، فلا سبيل للوصولِ إلى الشّيء إلا عن طريق بابه، وفي حال إغلاقه فلا بُدّ من مفتاحٍ له، وفيه دلالة على عجز الإنسان في التّوصّل إليها.[٤]
  • ثالثا: قال الضّحّاك ومُقاتل: إنّها خزائن الأرض وعلم وقت نُزول العذاب؛ وقال عطاء: إنّها كُل شيءٍ يغيبُ عن الإنسان من الثّواب والعِقاب، وقال ابن عبّاس: إنّها خزائن الغيب في السّماوات والأرض من الأقدار والأرزاق.[٤]
  • رابعاً: مفاتيح الغيب هي انتهاء الأجل وعلم العباد وأحوالهم من السّعادة والشّقاء والأعمال، فالخمس الواردة هي للمثال وليس للحصر، وكُلٌّ منها تُشير إلى عالمها، فالأرحام تُشيرُ إلى عالم الأنفس والأرواح، والمطر إلى العالم العلويّ، وغير ذلك من المفاتيح الخمسة.[٤]

وعبّر الله -تعالى- عنها بالمفاتيح؛ لتقريبها إلى السّامع، فإذا كان لا يستطيعُ الوصول إلى المفتاح الذي هو السّبيل إلى معرفة الغيب، فكيف بما هو بداخل ذلك الغيب، وهي كذلك جُزءٌ من الغيب؛ وأمّا ما يعرفهُ الأنبياء من بعض الغيب فهو مما استثناه الله -تعالى- بقوله: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا* لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ)،[٥] وهو من قبيل المُعجزات التي تُبيّنُ صدقهم، وتبيّنُ كذب غيرهم ممن يدّعون الغيب والولاية، كالذين يَزعُمون معرفة المُستقبل، والغيب المذكور في الحديث هو الغيب الحقيقيّ المُتعلّق بالله -تعالى- ومخلوقاته وصفاته وحقائقه،[٦] وسبب تسميتُها بالمفاتيح الخمسة؛ لأنّه لا سبيل لأحدٍ لمعرفة الغيب، فمفاتيحه بيد الله -تعالى- وحده، فهذه المفاتيح لا سبيل لأحد للوصول إليها،[٧] فلا أحدٌ يعلم الغيب أو الطُّرق الموصلةِ إليه، لأنّها داخلةٌ في علم الله -تعالى- فقط.[٨]