‘);
}

قناة السويس

لم تكن فكرة حفر قناةٍ تصل مياه البحر الأبيض المتوسط بمياه البحر الأحمر فكرةً وليدة الحاضر، بل كانت هناك قنواتٌ تصل ما بين نهر النيل وسواحل البحر الأحمر حُفرت عبر تاريخ مصر القديم واستُخدمت في نقل البضائع.[١]

فرنسا وقناة السويس

بعد حملة إمبراطور فرنسا نابليون بنوبارت على مصر واطّلاعه على القنوات القديمة التي استُخدمت في العصور المصرية القديمة، ورغبةً منه في محاربة النفوذ البريطاني كلّف أحد المهندسين بعمل دراسةٍ عن توصيل مياه البحر الأبيض المتوسط بمياه البحر الأحمر فتوصل المختصون إلى أنّ تنفيذ الفكرة صعبٌ بسبب ارتفاع منسوب المياه في البحر الأحمر عن منسوب المياه في البحر المتوسط، إلا أنّه تمّ تشكيل لجنةٍ إخرى برئاسة مهندسٍ فرنسيّ يعمل مع الحكومة المصرية ويدعي “ديليسبس” لإعادة دراسة الفكرة وتوصل إلى أن فكرة اختلاف منسوب المياه في البحرين الأبيض المتوسط والأحمر فكرةٌ خاطئةٌ، وأنه بالإمكان حفر القناة بسهولةٍ، وتمّ عرض الفكرة على السلطان محمد علي باشا والي مصر آنذاك، إلا أنّه رفض الفكرة من منطلق أنها تجلب لمصر الأطماع الاستعماريّة وتؤدي إلى التدخل بالسياسة المصرية، وبعد وفاة محمد علي وتولّي السلطان إبراهيم باشا الحكم في مصر، وتمّ إعادة طرح الفكرة مرةً أخرى فوافق على تنفيذ الفكرة وتمّ توقيع اتفاقيةٍ مع فرنسا لتنفيذ العمل مقابل حصولها على امتياز تشغيل القناة لمدة 99 عاماً، وتمّ المباشرة بحفر القناة في عام 1859م واستمرّ لمدة عشر سنوات، وتمّ استكمال أعمال الحفر والتقت مياه البحرين الأبيض والأحمر عبر هذه القناة بتاريخ 17 نوفمبر من عام 1869م وبدأ الإعداد لافتتاح هذا المشروع المعجزة الذي استطاع أن يتغلّب على كافة العوائق الطبيعية التي واجهت تنفيذه وكان يعدّ حفر هذا الممر المائي الضخم من أعظم الإنجازات البشرية في ذلك الوقت.[٢]