‘);
}

وفاة أنس بن مالك

توفي أنس بن مالك رضي الله عنه بعد السنة التسعين للهجرة، ولكن العلماء اختلفوا في تحديد العام الذي توفّي فيه، فمنهم من قال بأنّه توفي في سنة 91 هـ، وآخرون قالوا في سنة 92 هـ، ولكن ذكر الحاكم في المستدرك بأنّ أنس رضي الله توفّي في سنة 93 هـ، وكان يبلغ من العمر عند وفاته 103 سنوات، وهو آخر من توفّي من الصحابة رضوان الله عليهم، توفي رضي الله عنه في قصره بالطف، ودفن في مدينة البصرة،[١] وكان رضي الله عنه يملك شعرة لرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أوصى بأن تدفن معه وقد دفنت وهي تحت لسانه.[٢]

التعريف بأنس بن مالك

هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاريّ الخزرجيّ النجاريّ من بني عدي بن النجار، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وُلد رضي الله عنه قبل الهجرة بعشر سنوات، وكنيته أبو حمزة، تربّى أنس بن مالك رضي الله عنه على يد الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم تربية خاصة، فعندما بلغ العاشرة من عمره أتت به أمّه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ليخدمه ويتربّى على يديه، وعندما أتت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه، أخبرته بأنّه كاتب، وهذه الميزة لم تكن موجودة إلا عند القليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وهذا يدلّ على فطنة أنس رضي الله عنه، وذكائه، وحبه لطلب العلم منذ الصغر، فقد كان حينها لم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد حفظ رضي الله عنه وتعلّم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بعد ابن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما- في كثرة الأحاديث التي رواها وحفظها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسنده ألفان ومئتان وستة وثمانون حديثًا، اتفق له البخاري ومسلم على مئة وثمانين حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديثًا، ومسلم بتسعين حديثًا.[٣]