‘);
}

متى كانت حجّة الوداع

تاريخ حجّة الوداع هجريّاً

نُقِل عن علماء الأمّة إجماعُهم دون خِلافٍ بينهم على أنّ حجّة الوداع كانت في السنة العاشرة للهجرة،[١] فقد ذهب إلى ذلك ابن كثير -رحمه الله-، وذلك في كتابه البداية والنهاية؛ إذ قال إنّ حجّة الوداع التي تُعرَف بحجّة الإسلام، أو حجّة البلاغ كانت في السنة العاشرة للهجرة،[٢] وقال الإمام القرطبيّ في تفسير قَوْل الله -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)،[٣] إنّها نزلت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وهو واقفٌ بعرفة في السنة العاشرة للهجرة، وتحديداً بعد صلاة العصر من يوم الجُمعة،[٤] وقد ورد ذلك أيضاً في كتاب (القول المُبين في سيرة سيّد المُرسَلين) لمحمّد الطيّب النجّار؛ بالتأكيد على وقوع تلك الحجّة في السنة العاشرة للهجرة؛ حيث تجهّز رَكْب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قاصداً بيت الله الحرام؛ لأداء مناسك الحجّ، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد اصطحب في تلك الرحلة نساءه جميعهنّ، على الرغم من أنّه كان يقرع بينهنّ في رحلاته؛ وذلك لشعوره وإحساسه أنّها ستكون آخر رحلةٍ له، ولِئلّا تضيع فضيلة أداء المناسك على أيّة واحدةٍ مِنهنّ.[٥]

وتجدر الإشارة إلى أهميّة بيان أقوال أهل العلم في تحديد اليوم الذي خرج فيه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى مكّة المُكرَّمة؛ لأداء مناسك الحجّ؛ فقد ذكرَ ابن حزم -رحمه الله- أنّ خروج النبيّ كان نهارَ يوم الخميس لسِتّة أيّامٍ من شهر ذي القِعدة،[٦] وقال ابن كثير -رحمه الله- إنّ خروج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من المدينة المُنوَّرة إلى مكّة المُكرَّمة؛ لأداء مناسك الحجّ كان لخمسة أيّامٍ من شهر ذي القِعدة،[٧] وأورد محمد بن شُبهة في كتاب (السيرة النبويّة على ضوء الكتاب والسنّة) قَوْلاً يُفيد خروجَ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من مكّة يوم السبت الموافق للخامس والعشرين من ذي القِعدة، أمّا وصوله إلى مكّة، فكان يوم الأحد الموافق للرابع من ذي الحِجّة.[٨]