مسيرة استانبول المليونية

شهدت مدينة استانبول اليوم(6/1/2009) تظاهرة شعبية حاشدة دعا إليها حزب السعادة  وشاركه فيها ما يربو على المائة من منظمات المجتمع المدني والنقابات وجمعيات حقوق الإنسان ونواب البرلمان والشخصيات السياسية والفكرية .. size=3>

ورغم البرد القارس والمطر المنهمر الذي لم يتوقف طوال اليوم فقد جاوز عدد المتظاهرين المليون حسب التقديرات الميدانية .. الكلمات الحماسية واللافتات المرفوعة عكست تنامي الروح الإسلامية للشعب التركي وارتباطه بتاريخه العريق رغم كل المخططات والمحاولات لتغريبه وإبعاده عن محيطه الإسلامي , تجلى ذلك في الكلمات الملقاة , والهتافات والشعارات المنددة بالعدوان والهمجية والوحشية الإسرائيلية .size=3>size=3>

 لكن اللافت للانتباه بشكل أكبر وجود يافطات من الحجم الكبير رسم عليها صورة السلطان عبد الحميد الثاني الذي رفض إعطاء اليهود أرض فلسطين , فقاموا بزحزحته عن منصبه كسلطان , ثم الإطاحة بالامبراطورية العثمانية لتتمزق الأمة الإسلامية شذر مذر. size=3>size=3>

وهذا يدل أيضا على الشعور بالمسؤولية التاريخية والوجدانية لدى الشعب التركي وبمختلف شرائحه السياسية وانتماءاته الفكرية وروابطه الاجتماعية تجاه القضية الفلسطينية بشكل خاص , والعالم الإسلامي عموما .. وقد تضمنت كلمات الخطباء هذه المعاني فأشارت إلى أن غزة والقدس كانتا مدينتين عثمانيتين شأنهما شأن استانبول أو أنقرة , وأن الظلم والقلاقل والفتن والمشاكل لم تأت إلا بعد خروج الحكم العثماني العادل من هناك , وحلول الاستعمار وأنظمة الظلم والقهر والاستبداد .size=3>size=3>

 كما طالب المتظاهرون إغلاق السفارة الإسرائيلية وطرد السفير , وإنهاء التعاون العسكري بين تركيا والكيان الإسرائيلي , وإلغاء كتلة الصداقة التركية الإسرائيلية البرلمانية – استقال معظم أعضائها منذ اليوم الأول للعدوان – ومقاطعة المنتجات والشركات التي تربطها صلة بدولة إسرائيل . size=3>size=3>

الحراك الشعبي التركي بدأ ليلة البارحة مع بدء الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة , فقد توجهت جموع المحتجين ومستنكري العدوان الإسرائيلي إلى كل من السفارة الإسرائيلية في أنقرة وقنصليتها في استانبول , وقاموا بتطويق المكانين ومحاولة اقتحامهما لكن قوى الأمن حالت بينهم وبين ذلك فحدثت بعض الاشتباكات أعقبتها اعتقالات لبعض المتظاهرين .size=3>size=3>

 هذا الحراك الشعبي أدى إلى توجيه اهتمام وسائل الإعلام على اختلاف مشاربها بالقضية الفلسطينية والعدوان على غزة , تجلى ذلك في قيام سبع قنوات تلفزيونية ببث المظاهرة على الهواء مباشرة إلى جانب قناة الجزيرة الفضائية , كما أن بقية القنوات لم تتوقف طوال اليوم عن تناول هذه المظاهرة بالنقل والتحليل واستضافة المعلقين والمحللين السياسيين ليدلوا بآرائهم وتحليلاتهم حول العدوان الإسرائيلي على غزة ..size=3>size=3>

 ما تميزت به هذه المظاهرة عفويتها من ناحية , ودقة تنظيمها من ناحية أخرى .. فبالرغم من أن الداعي إليها حزب سياسي إلا أن الكلمات والهتافات والشعارات كانت متجهة وبعفوية تامة نحو التنديد بإسرائيل وجرائمها , والإشادة بحركة بحماس , وروح الجهاد والمقاومة والبسالة لدى الشعب الفلسطيني ..size=3>size=3>

 ثم النظام ومراعاة وطاعة أوامر اللجنة المنظمة بروح مدنية عالية .. فرغم الجو العاطفي المشحون المفعم بالغضب إلا أنه لم تسجل أي مخالفة أو تخريب , لتنفض الجموع كما أتت بترتيب وانتظام. size=3>size=3>