معلومات عن الشعر الأندلسي

معلومات عن الشعر الأندلسي

بواسطة:
كتّاب سطور
– آخر تحديث:
١٣:٠٦ ، ٩ أكتوبر ٢٠١٩
معلومات عن الشعر الأندلسي

‘);
}

العصر الأندلسي

يبدأ العصر الأندلسي من دخول العرب إلى الأندلس عام 91هـ، وكان فتح الأندلس امتدادًا لحركة الفتح الإسلامي؛ لنشر الدعوة الإسلامية هناك، ففتحت الأندلس بحملة أعدها موسى بن نصير، بقيادة طارق بن زياد، وبقي الحكم العربي الإسلامي في الأندلس إلى عام 898هـ، وقسّم المؤرخون الفترة الزمنية إلى أقسام حسب التغيرات السياسية التي حصلت في الأندلس، وهي: عهد الولاة، عهد الإمارة، ملوك الطوائف، دولة المرابطين، دولة الموحدين، بني الأحمر[١]، والدارس للعصر الأندلسي يلاحظ أن الأدب تأثر بالأحوال السياسية في الأندلس، فازدهر الشعر الأندلسي في عصر ملوك الطوائف؛ لأن كل شاعر اتصل بحاكم يدافع عنه، كما أن الطبيعة الأندلسيّة أثرت في الشعر الأندلسي ولغته.

موضوعات الشعر الأندلسي

تنوّعت الموضوعات في الشعر الأندلسي، فجمع بين الموضوعات التقليدية للشعر من مدح، والغزل، وغيرها، إلى جانب موضوعات توسع بها الشعراء كرثاء المدن، والشعر التعليمي، وكذلك فإن الاهتمام بالغناء أدى إلى وجود فنون شعرية مستحدثة أهمها: الموشحات، والزجل، ومن هذه الموضوعات ما يأتي.

‘);
}

شعر المدح

هو من فنون الشعر التقليدية التي نظم فيها الأندلسيون الشعر وأكثروا منه، بسبب اتصالهم بالحكام الأندلسيين على اختلاف المراحل السياسية التي مرّت بها الأندلس، ومن أهم الشعراء: ابن هانئ الأندلسي، وابن درّاج القسطلي، وابن حمديس الصقلي، وقد تأثر هؤلاء الشعراء بالشعراء القدماء في شعرهم.[٢]

شعر الغزل

هو من فنون الشعر التقليدية التي نظم فيها الأندلسيون الشعر، فأجاده كثير من الشعراء، وعبّروا عن حبّهم وألَمِهم من الفراق، وقد تأثر هذا الموضوع الشعري بالقدماء من جهة، وكانت له خصوصيته من جهة أخرى؛ لأن الشاعر الأندلسي متأثر بالطبيعة الأندلسية مما أثر في الشعر ألفاظًا وبناءً، ومن أشهر قصائد الغزل قصيدة ابن زيدون في حب ولادة بنت المستكفي.[٣]

رثاء المدن

هو من الموضوعات التي توسع بها الشعراء الأندلسيون فكانوا يرثون المدن والإمارات التي تسقط من الأندلس، ويبكون الأندلس وضياعها، ويعبرون عن ألمهم وحزنهم، ويصورون الأحوال التي تتزامن مع سقوط هذه المدن والإمارات، والحال الذي آل إليه العرب، وكانت أول مدينة سقطت مدينة طليطلة، وقد عبر الشعراء عن صدمتهم بسقوطها بقصائد متعددة، ومن الشعراء من رثى الأندلس، ومن أشهر القصائد: قصيدة لأبي البقاء الرندي.[٤]

الشعر التعليمي

هو من الموضوعات التي توسع بها الشعراء الأندلسيون أيضًا، فقد كان الشعر التعليمي موجودًا في العصر العباسي، والهدف من هذا الشعر تسهيل علم من العلوم، ومحاولة حفظه وتذكره، وتنظم على بحر الرجز، وانتقل الشعر التعليمي إلى الأندلس، ومن الأمثلة على هذا الشعر: ألفية ابن مالك في النحو، وألفية لسان الدين بن الخطيب في الفقه، وغيرها، بالإضافة إلى ذلك أرجوزة يحيى بن حكم الغزال في فتح الأندلس.[٥]

الموشحات

فن شعري مستحْدَث وهو خاص بالعصر الأندلسي، وله قواعد معيَّنة في التقفية، والشكل البنائي للقصيدة وأقسامها، وباستعماله اللُّغة الدارجة وبعض الألفاظ الأعجمية في الخرجة، وقد اتصل اتصالًا وثيقًا بالغناء، وقد سمي الموشح بهذا الاسم لأسباب منها: لما فيه من تزيين وصنعة، وبعضهم شبَّهه بوشاح المرأة. ومن أهم الشعراء في الموشحات: لسان الدين بن الخطيب، وابن زهر الإشبيلي.[٦]

الزجل

هو فن شعري مستحْدَث أيضًا في الأندلس، ويمكن تعريفه بموشَّح منظوم باللغة العاميَّة، نسجته الطبقة العاميَّة على سليقتها، التي كانت تؤدَّى مصحوبة بالموسيقى، ونظمت دون التِزام بقافية أو وزن، وهي تقابل فن الموشحات عند المثقفين، وأوَّل مبتكر للزَّجل هو أبو بكر بن قزمان، ومن الزجَّالين الكبار في الأندلس أيضًا: أحمد بن الحاج المعروف بمدغليس الذي يعد من أهم الزجالين بعد ابن قزمان عند الأندلسيين.[٦]

خصائص الشعر الأندلسي

يمتاز الشعر الأندلسي بخصائص متعددة، بسبب تأثره بالحياة السياسية، والاجتماعية، والحضارية، وما يتعلق بخصوصية الأندلس، وطبيعتها
وهذا كله أثر في الشعر الأندلسي شكلًا ومضمونًا، وأثر بالشعراء الأندلسيين فنظموا شعرًا متميزًا، عبروا فيه عن عصرهم ومن أهم هذه الخصائص ما يأتي:

  • إيثارالشعراء الأندلسيين الأسلوب، الذي يتَّسم باللين والرقة والسهولة، وهذا لا يعني ضعف الشعر، فقد استخدمواالألفاظ الموحية بالمعنى عن قرب، وهذا يجعل القارئ يقف على حقيقة مشاعرهم وأحاسيسهم بسهولة ويسر. وفي ذلك يقول أحمد ضيف: “فقد عهدنا الأندلسيين برعوا في نوع جميل من الخيال، ورقة الأسلوب، وجزالة اللفظ، والأوصاف التي دعتْهم إليها آثار تلك المدنية الحديثة، ولم يَعهدها شعراء العرب”.[٧]
  • حافظ الشعراء الأندلسيون على الأسلوب العربي المحكم البناء، القوي والرصين، وتأثروا بالشعراء المشارقة، ومن ذلك قول المعارضات الشعرية للمتنبي، ولأبي العلاء المعري وغيرهما، ولكن هذا لم يمنع أن يكون لهم خصوصية في شعرهم من حيث اللغة والأسلوب.[٧]
  • مراوحة الأدب الأندلسي بين التقليد والتجديد، وقد جدد الشعراء الأندلسيون في الشعر، وبلغ التجديد في الشعر ذروته في القرن السادس الهجري، ومن شعراء هذا القرن ابن خفاجة، وابن عبدون وغيرهما.[٨]
  • تخلص الشعر الأندلسي من قيود القصيدة التقليدية، ويظهر هذا واضحًا في الموشحات الأندلسية، وذلك تأثرًا بالبيئة الأندلسية.[٨]
  • تميز الأندلسيون بشعر الطبيعة، و تفوقوا فيه، وأتوا بقصائد كثيرة تعبرعن جمال طبيعة الأندلس من بساتين، وحقول، وأزهار، وأنهار، وغيرها.[٩].

أهم شعراء الأندلس

  • ابن خفاجة: شاعر أندلسي قصر شعره على وصف الطبيعة، ولذلك عرف بصنوبري الأندلس وجنّان الأندلس. ولد ابن خفاجة ونشأ وتوفي في مدينة بلنسية، وقد عاش في زمن ملوك الطوائف، ولكنه لم يمدحهم، عاش بين عامَيْ “450 – 533 هـ”، ومن أشهر قصائده “وصف الجبل”، وله ديوان شعر مطبوع.[١٠]
  • المعتمد بن عبّاد: كان ملكًا على مدينة إشبيلية في الأندلس بين عامي”461-484″، وكان فارسًا وشاعرًا مجيدًا، وقد وقع في أسر المرابطين الذين جاءوا من المغرب؛ ليسيطروا على الأندلس، وأسر المعتمد على أيديهم في مدينة أغمات في المغرب، وتوفي في الأسر عام “488هـ” وله أشعار قالها وهو في السجن. [١١]
  • ابن عبدون: هو أبو محمد عبد المجيد بن عبد اللّه بن عبدون الفهري اليابري، من يابرة غربي بطليوس، وكان صاحب ملكة شعرية، وقد ظهر هذا عنده في سن مبكرة، فمدح المتوكل عمر بن المظفر أمير بطليوس، و كان كاتبًا شاعرًا شجاعًا فارسًا، و كان مثل أبيه يعد ملاذًا لأهل الأدب و الشعر، و أعجب المتوكل بالشاعر في إمارته، ولكن لم يكن ثمة قبول بين الطرفين، فاتصل الشاعر بالمعتمد بن عبّاد ومدحه.[١٢]
  • ابن دراج القسطلي: هو شاعر أندلسي مُجيد اسمه أحمد بن محمد بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر، كان شاعر المنصور بن أبي عامر، في عهد الحجابة العامرية، وكاتب الإنشاء في أيامه، ويعد من العلماء المتقدمين، والشعراء الفحول في عصره، يجيد نظم الشعر، وله أشعارٌ حسنة، وقد أشاد بالشاعر كل من كتب عنه من النقاد في المشرق والمغرب، فقد شبهه الثعالبي في كتاب اليتيمة بالمتنبي.[١٣]

نماذج من الشعر الأندلسي

بما أن العصر الأندلسي من العصور التي ازدهر فيها الشعر، فقد ظهر عدد كبير من الشعراء والشاعرات الذين نظموا الشعر في موضوعات متعددة، وكان شعرهم معبرًا عن عصرهم بجوانبه المختلفة، السياسية، والحضارية، والمظاهر الطبيعية ، ومن النماذج الشعرية ما يأتي:

  • قصيدة الشاعر ابن زيدون في ولادة بنت المستكفي:[١٤]

أَضحى التَنائي بَديلًا مِن تَدانينا

وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا

أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا

حَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينا

بنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا

شَوقًا إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا

نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا

يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا

عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللَهِ ما بَقِيَت’

صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينا
  • ابن حمديس في وصف البرَد:[١٥]

نَثَرَ الجوُّ على الأرْضِ بَرَدْ

أيّ دُرٍّ لنحورٍ لو جَمَدْ

لؤلؤٌ أصْدافُهُ السُّحْبُ التي

أنْجَزَ البارقُ منها ما وَعَد

وتحلّي منهُ أجيادًا إذا

عَطِلَتْ راقَتكَ في حَلي الغَيَد

ذَوّبَتْهُ من سماءٍ أدْمُعٌ

فَوْقَ أرْضٍ تتلقاهُ بِخَد

فَجَرَتْ منهُ سيولٌ حولَنا

كثعابين عجالٍ تَطّرِد
  • ابن شهيد الأندلسي في وداع أصدقائه قبل الموت:[١٦]

أستودع الله إخواني وعشرتهم

وكل خرق إلى العلياء سباق

وفتية كنجوم القذف نيرهم

يهدي وصائبهم يودي بإحراق

وكوكبًا لي منهم كان مغربه

قلبي ومشرقه ما بين أطواقي

الله يعلم أني ما أفارقه

إلا وفي الصدر مني حر مشتاق

كنا أليفين خان الدهر ألفتنا

وأي حر على صرف الردى باقي
  • المعتمد بن عباد أبيات قالها في أول عيد له في الأسر:[١٧]

فيما مَضى كُنتَ بِالأَعيادِ مَسرورا

فَساءَكَ العيدُ في أَغماتَ مَأسورا

تَرى بَناتكَ في الأَطمارِ جائِعَةً

يَغزِلنَ لِلناسِ ما يَملِكنَ قَطميرا

بَرَزنَ نَحوَكَ لِلتَسليمِ خاشِعَةً

أَبصارُهُنَّ حَسراتٍ مَكاسيرا

يَطأنَ في الطين وَالأَقدامُ حافيَةٌ

كَأَنَّها لَم تَطأ مِسكًا وَكافورا

قَد كانَ دَهرُكَ إِن تأمُرهُ مُمتَثِلًا

فَرَدّكَ الدَهرُ مَنهيّاً وَمأمورا
  • عائشة القرطبية تمدح المظفر بن المنصور بن أبي عامر:[١٨]

أراكَ اللهُ فيه ما تُرِيدُ

ولا بَرِحَت معاليه تزيدُ

فقد دلَّت مَخَايِلُهُ على ما

تُؤَمّله، وطالعــه السعيدُ

تشوّقت الجيادُ لهُ وهَزّ الحـ

سامُ هوى وأشرقت البنودُ

فسوف تراهُ بَدرًا في سَماءٍ

مــن العليا كواكبه الجنودُ

وكيف يخيب شِبل قد نَمَتْهُ

إلــى العليا ضراغمةٌ أُسودُ
  • حمدونة الأندلسية في وصف واد ووجه حسن:[١٩]

أباح الدمع أسراري بوادي

له في الحسن آثار بوادي

فمن نهر يطوف بكل روض

ومن روض يرف بكل وادي

ومن بين الظباء مهاة إنس

سبت لبي وقد ملكت فؤادي

لها لحظ ترقّده لأمر

وذاك الأمر يمنعني رقادي

إذا سدلت ذوائبها عليها

رأيت البدر في أفق السواد

كأن الصبح مات له شقيق

فمن حزن تسربل بالسواد

المراجع[+]

  1. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 19، 18. بتصرّف.
  2. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 49. بتصرّف.
  3. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 58.بتصرّف.
  4. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 139-140، 278. بتصرّف.
  5. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 150-151. بتصرّف.
  6. ^أب“الشعر الأندلسي مميزاته وخصائصه (2/2)”، اطّلع عليه بتاريخ 06-10-2019. بتصرّف.
  7. ^أب“من سمات الشعر الأندلسي”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-10-2019. بتصرّف.
  8. ^أبسامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 45. بتصرّف.
  9. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 79. بتصرّف.
  10. صلاح جرار (2009)، قراءات في الشعر الأندلسي (الطبعة الثانية)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 99، 100. بتصرّف.
  11. صلاح جرار (2009)، قراءات في الشعر الأندلسي (الطبعة الثانية)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 139. بتصرّف.
  12. “ابن عبدون “، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.
  13. “ابن دراج القسطلي”، al-hakawati.la.utexas.edu، اطّلع عليه بتاريخ 8-10-2019.
  14. “أضحى التنائي بديلا من تدانينا”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019.
  15. “نثر الجو على الأرض برد”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019.
  16. “أستودع الله إخواني وعشرتهم”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019.
  17. “فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019.
  18. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 234.
  19. “حمدة ويقال حمدونة “، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!