مقالة عن بر الوالدين

إليكم من موسوعة مقالة عن بر الوالدين، فمن المهم أن يطيعهم كل إنسان، فهم قيمة كبيرة لا يعوضهم الفرد مهما طال عمره، فالله عز وجل ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حثونا على بر الوالدين وطاعتهم في كل أمر إلا الشرك بالله، وبكل تأكيد الوالدين لهم فضل كبير على الأبناء، فالأب مسئول عن توفير الاحتياجات والمتطلبات اليومية، أما الأم فمسئولة عن منزلها وتربية أبناءها بشكل صحيح، ويُشاركها في تربيتهم الأب، فهو يتعبون ويسهرون الليالي من أجلنا، فلابد وأن نعطيهم حقوقهم ونرعاهم في الصغر والكبر، كما رعونا واهتموا بنا، ولم يتركونا ، فهم دائماً كانوا مصدر الأمن والأمان، والسند الحقيقي للأبناء.

ومن هنا سنتحدث معكم بالسطور التالية بشئ من التفصيل عن بر الوالدين، ودورنا نحوهم، فقط تابعنا.

مقالة عن بر الوالدين

في البداية إذا تحدثنا عن بر الوالدين سنجد أن معناه حُسن مُعاملتهم، وتنفيذ كل ما يؤمرون به، والعمل دائماً بما يرضي الله ويرضيهم، ولابد من البُعد عن عقوقهم، فهو آثم كبير نهانا المولى عز وجل عنه، ومن هنا لابد وأن يكون بداخل الأبناء رحمة وبر بأهلهم.

بر الوالدين في الإسلام

تحدث الدين الإسلامي عن بر الوالدين وجزائه العظيم، وأنه من الأعمال المُحببة عند الله سبحانه وتعالى، ووعدنا بالثواب والأجر، وقال أنه من ضمن العبادات التي تُقرب الإنسان من الله، وتجعله يرضى عنه.

فقال المولى عز وجل من سورة الإسراء :”۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)”.

ومن هنا يتضح لنا مدى أهمية بر الوالدين وطاعتهم، وأيضاً توضح الآية أن الأبناء لابد وأن يعاملوا الوالدين بالإحسان، وحينما يكبرون لا يتضايق الأبناء منهم ولا ينهاروهم، أو يتحدثوا بأسلوب سيء معهم، فلابد من التحدث بطريقة لائقة.

وأيضاً هناك مواضع أخرى بالقرآن الكريم ذكرت بر الوالدين وأهميتهم ومنها قول الله تعالى من سورة الأحقاف:”وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ……..”.

بالإضافة لذلك هناك عدد من الأحاديث الشريفة التي ذكرت أهمية بر الوالدين، ومن بينها الآتي:-

عن عبد الله بن مسعود قال:”سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ، قالَ:ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي”.

أهمية بر الوالدين

• يرضى الله عن الإنسان بالدنيا والأخرة.
• يكون سبباً قوياً لدخول الشخص الجنة.
• يشعر الإنسان بالاطمئنان والسلام النفسي، وينتهي ما بداخله من حزن وهم.
• يُساهم هذا الأمر في انشراح الصدور، وفرج الكرب.
• يجلب الله الرزق الواسع للإنسان.
• يحصل الفرد على توفيق الله بكل خطواته.
• تحل البركة في الحياة، والمال، والعمل، والذرية، وكل شئ.

كيفية بر الوالدين

هناك أشكال مختلفة لبر الوالدين ومن بينهم الآتي:-

• طاعتهم بكل ما يُرضي الله عز وجل.
• العيش معهم ومُعاشرتهم بالمعروف، والحسنة.
• النظر إليهم أثناء حديثهم، والجلوس باعتدال أمامهم، وأن نتحدث معهم بنبرة صوت منخفضة، ولا نقاطعهم خلال حديثهم معنا.
• لابد من تقديمهم عنك بالسير، والأكل والشراب، وعند الخروج أو الدخول لمكان ما؛ فهذا دليل على احترامك لهم.
• إرضائهم ومساعدتهم على تجاوز المحن، والشدائد الصعبة التي قد يتعرضون إليها بالحياة.
• مدحهم دائماً وتذكيرهم بفضلهم علينا.
• ترك أي شئ يُسبب حزنهم، أو غضبهم.
• خفض الجناح لهم، ومُعاملتهم بالحسنى.
• لا نُشعرهم بالضجر من وجودهم، أو حديثهم، ولا نتكبر عليهم.
• الاهتمام بالأم ورعايتها؛ لأنها تعبت كثيراً بولادة الأبناء، وإرضاعهم، ورعايتهم حتى كبروا.
• صلة أرحام الوالدين، من بعد وفاتهم، وذلك استناداً على قول الرسول صلى الله عليه وسلم بإحدى الأحاديث الشريفة، فعن عبد الله بن عمر قال النبي الكريم(ص):” مَنْأحبَّأنْيَصِلَأباهُفيقبرِهِ ؛ فَلْيَصِلْإِخْوَانَأَبيهِ بعدَهُ، وإنَّهُ كان بين أبي عمرَ، وبينَ أَبيكَ إِخَاءٌ ووُدٌّ، فَأَحْبَبْتُ أنْ أَصِلَ ذَاكَ”.
• عند وفاة الوالدين، أو أحدهم فهنا لابد من الدعاء والاستغفار لهم باستمرار، وإخراج الصدقات الجارية على روحهم.
• لابد من تنفيذ وصيتهم وعهودهم إن وجدت، وأيضاً قضاء ديونهم وسدادها بالكامل