مقدمة حول شعر عمر بن أبي ربيعة
Share your love
مقدمة حول شعر عمر بن أبي ربيعة
من هو عمر بن أبي ربيعة
ولد عمر بن أبي ربيعة عام 23 هجرية، في ذات اليوم الذي توفي فيه الخليفة عمر بن الخطاب، وولد ابن أبي ربيعة لعائلة ميسورة، وفرت له التدليل والرفاه، فعاش حياة الترف والمجون، ولم يكن له هم يشغله في حياته سوى النساء، حتى ان كل شعره كان عنهن. وقد روي أن الناس قد قالوا عن مفارقة مولد عمر ابن أبي ربيعة في يوم وفاة عمر بن الخطاب: “أي باطل وُضِع، وأي حقٍّ رُفِع” وفيه إشارة واضحة إلى حياة المجون التي كان يعيشها ابن أبي ربيعة.
كان أبوه من سادة أثرياء قريش، وروي أنه أيام النبي صلى الله عليه وسلم كانت قريش تكسي الكعبة من مالها عامًا، ويكسوها هو من ماله منفردًا عاما، فأطلقوا عليه لقب “العِدل” أي الذي يعدل قريشًا كلها.
وقد ورد عنه أنه عاش حياة المجون واللهو في صغره ثم تال عنها لما بلغ المشيب، ومن تلك الآثار: «إني لأطوف بالبيت فإذا أنا بشيخ في الطواف، فقيل لي: هذا عمر بن أبي ربيعة. فقبضت على يده وناديته: يا ابن أبي ربيعة! فقال: ما تشاء؟ قلت: أكل ما زعمته في شعرك فعلته؟ فأومأ إليَّ: إليك عني. قلت: أسألك بالله، قال: نعم وأستغفر الله.» فهذا يدل على أنه قد تاب عن ما كان يفعله في شبابه.
واختلف المؤرخون في وفاته، فقالوا أنه مات مقتولا، أو مدعوًا عليه، وقيل أنه مات في فراشه.
خصائص شعر عمر بن أبي ربيعة
يعرف عمر ابن أبي ربيعة بأنه شاعر الغزل الصريح، وذلك لأن شعره يدور حول فلك واحد فقط، وهو الغزل بالمرأة، ويتسم شعر عمر بن أبي ربيعة:
- بالخلاعة والمجون
- بسهولة الألفاظ ووضوح المعاني
- يتميز شعر عمر بن أبي ربيعة بالطابع الموسيقي
- كان عمر بن أبي ربيعة معجبًا بنفسه، متصورًا أن النساء يتهافتن عليه ويثير إعجابهن، فكانت هذه إحدى مميزات شعره.
- أدخل عمر بن أبي ربيعة الطابع القصصي على الشعر الغزلي، وهو ما لم يكن معروفا بين الشعراء قبله.
قصة عمر بن ابي ربيعة مع المرأة في الحج
مما يؤثر عن عمر بن أبي ربيعة أنه كان ينتظر الحج والعمرة، لا ليحج أو يعتمر كما ينتظرهم باقي المسلمون، ولكن لأنها فرصته التي ينتظرها ليتغزل بالنساء! وقد اشتهر بذلك، حتى أن خليفة المؤمنين عمر بن عبد العزيز حينما ذهب إلى الحج ومعه زوجته، وأرسل أبوها عبد الملك بن مروان يحذره من أن يذكرها في شعره، فرآها عمر بن أبي ربيعة وخاف أن يذكر اسمها حتى لا يثير غضب والدها، فلما انتهى الحج، ورحلت أنشد قائلا:
كدت يوم الرحيل أقضى حياتي
ليتني مت قبل يوم الرحيل
لا أطيق الكلام من شدة الخوف
ودمعي يسيل كل مسيل
ذرفت عينها وفاضت دموعي
وكلانا يلقى بلبّ أصـيل
لو خلت خلتي أصبت نوالا
أو حديثا يشفى من التنويل
لـظل الخـلخال فوق الحشايا
مثل أثناء حية مقـتول
فلقـد قالت الحـبيبة لـولا
كثرة النـاس جدت بالتقبيـل.
ومن الآثار المشهورة عنه كذلك، أنه لما كان الحج في أحد الأعوام، كانت امرأة جميلة ترمي الجمرات فرآها، وأراد أن يتحدث إليها فرفضت. ثم في اليوم التالي كرر محاولته ولكن المرأة رفضت كذلك وقالت له: إليك عني؛ فإني في حرم الله، وفي أيام عظيمة الحرمة. وخشيت أن يتحدث عنها الناس بالسوء، فعادت إلى خيمتها وفي اليوم التالي طلبت إلى أخيها أن يرافقها في أداء المناسك. وكان عمر ابن أبي ربيعة ينتظرها حتى يكرر محاولاته في التحدث إليها، فلما رأى أخاها معها لم يجرؤ على التحدث إليها، ووقف ينظر إليها من بعيد، فلما أبصرته قالت: تعدو “الكلاب على من لا أسود له
وتتقي صولة المستأسد الضاري”
مقتطفات من شعر عمر بن ابي ربيعة
من أجمل الأبيات التي قالها عمر بن أبي ربيعة في قصائده:
فَبِتُّ قَريرَ العَينِ أُعطيتُ حاجَتي
أُقَبِّلُ فاها في الخَلاءِ فَأُكثِرُ
فَيا لَكَ مِن لَيلٍ تَقاصَرَ طولُهُ
وَما كانَ لَيلي قَبلَ ذَلِكَ يَقصُرُ
–ثم قالـوا تُحبُّهـا قلت بَهرا
عَدَد الرَّملِ والحصَى والتراب.
—