‘);
}

من الذي ينفخ في الصور يوم القيامة

ينفُخ في الصُّور مَلَكٌ بأمرٍ من الله -تعالى-؛ وهو إسرافيل؛ استدلالاً بِما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (ثمَّ يأمرُ اللهُ إسرافيلَ فينفخُ نفخةَ الصعقِ)،[١] فإسرافيل مُستعِدٌّ للنَّفْخ في الصُّور منذ خلقَه الله -سبحانه-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إن طرفَ صاحبِ الصورِ منذُ وُكّلَ بهِ مُستعدّ ينظرُ نحو العرشِ، مخافةَ أن يُؤمَرَ قبل أن يَرتدّ إليهِ طرفهُ، كأنّ عينيهِ كوكبانِ دُرّيانِ)،[٢] وهو يترقّب أمر الله -سُبحانه-؛ لأداء ما وكّله به،[٣] وتجدر الإشارة إلى أنّ النَّفخ في الصُّور يكون مرّتين؛ النّفخة الأُولى: نفخة الفَزَع، والنَّفخة الثانية؛ لبعث المخلوقات حَيّةً، استدلالاً بقَوْله -تعالى-: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ).[٤][٥]

كما يُستدَلّ أيضاً على النَّفخ بِما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (ثُمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ، فلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا، قالَ: وَأَوَّلُ مَن يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إبِلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ، أَوْ قالَ يُنْزِلُ اللَّهُ، مَطَرًا كَأنَّهُ الطَّلُّ أَوِ الظِّلُّ، نُعْمَانُ الشَّاكُّ، فَتَنْبُتُ منه أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فيه أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)،[٦] أمّا فيما يتعلّق بالمدّة أو الفترة الواقعة بين النفخات؛ فقد تمّ بيان ذلك فيما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما بيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أرْبَعُونَ قالَ: أرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قالَ: أبَيْتُ، قالَ: أرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قالَ: أبَيْتُ، قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً؟ قالَ: أبَيْتُ، قالَ: ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيَنْبُتُونَ كما يَنْبُتُ البَقْلُ، ليسَ مِنَ الإنْسانِ شيءٌ إلَّا يَبْلَى، إلَّا عَظْمًا واحِدًا وهو عَجْبُ الذَّنَبِ، ومِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَومَ القِيامَةِ).[٧][٥]