مع دخول العشر الأواخر في شهر رمضان المبارك والتي فيهن ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، والتي قال عنها رب العز “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)” يبرز سؤال يقول: من صلى التراويح هل يصلي التهجد؟ وهو ما نتهم به ونفسره لكم بجوابه فيما هو آت من منطلق تقديم كل أشكال المساعدة الثقافية والدينية على الحد سواء، ونأمل أن يكون كل ما هو متعلق بهذه المسألة موضح وبشكل كبير فيما يلي.

من صلى التراويح هل يصلي التهجد اسلام ويب

الحكم الشرعي هو الجواب الفيصلي الذي يخص مسألة: من صلى التراويح هل يصلي التهجد؟ وهو الذي نردفه لكم فيما يلي.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم ـ أولا ـ أن التهجد هو الصلاة في الليل بعد النوم، قاله النووي في شرح المهذب، فلا تعارض إذن بين نية قيام الليل ونية التهجد، فإن من صلى بالليل بعد نوم فهو متهجد وصلاته هذه من قيام الليل.

وأما الصلاة بعد التراويح في جماعة: فهي جائزة لا حرج فيها، فإن كانوا لم يتموا التراويح وأخروا بعضها إلى آخر الليل جاز، وإن كانوا أتموها وأوتروا ثم أرادوا أن يتنفلوا بالقيام بعدها ـ وهو المعروف عند العلماء بالتعقيب ـ جاز ذلك أيضا ولم يكن به بأس، قال ابن قدامة في المغني: فأما التعقيب ـ وهو أن يصلي بعد التراويح نافلة أخرى جماعة، أو يصلي التراويح في جماعة أخرى ـ فعن أحمد أنه لا بأس به، لأن أنس بن مالك قال: ما يرجعون إلا لخير يرجونه، أو لشر يحذرونه ـ وكان لا يرى به بأسا، ونقل محمد بن الحكم عنه الكراهة إلا أنه قول قديم والعمل على ما رواه الجماعة، وقال أبو بكر الصلاة إلى نصف الليل، أو إلى آخره لم تكره رواية واحدة.

والله تعالى أعلى وأعلم.

ننتهي من استعراض الجواب الشافي لحضراتكم وهو ذاك الذي يخص مسألة: من صلى التراويح هل يصلي التهجد، وإلى لقاء آخر.