من مكتشف الحديد غير القابل للصدأ

‘);
}

الحديد

هو المعدن الوحيد الّذي وصل كوكبنا الأرض عن طريق النيازك عبر الزّمان السحيق من عمر الكرة الأرضية، ومع تطوّر الإنسان بات هذا المعدن القوي يٌستخدم في كافّة الصناعات؛ بل وتكاد لا تخلو صناعةٌ منه، ولكن متانته وقوّته وصلابته لم تحمهِ من آفةٍ تصيبه وتنخر فيه كما يفعل الفيروسٍ أو الورمٍ الخبيث في جسد الإنسان، هذه الآفة هي الصدأ، والتي تجعل من الحديد مع مرور الأيّام يتفتّت مثل قطعةٍ من البسكويت الهش إذا ما تعرّض للماء والرطوبة والهواء وتقلّبات المناخ، وتمّ القضاء على هذه الآفة إلى حد كبيرٍ على يد العالم هاري بريلي الّذي استطاع أن يستحدث حديداً أو صلباً أو فولاذاً يستطيع الصمود لفتراتٍ طويلةٍ جداً دون أن يتعرّض للصدأ. 

اكتشاف هارلي بيرلي

لقد استطاع هذا العالم في عام ألفٍ وتسعمائة واثني عشر ميلاديّة من إنتاج سبيكةٍ من الحديد مخلوطةً بما نسبته اثني عشر بالمائة من معدن الكروم، وأطلق على هذه السبيكة مسمّى الفولاذ غير القابل للصدأ؛ حيث استطاعت الصمود في الهواء متعرّضةً لكافّة العوامل الطبيعيّة الأخرى لفترةٍ طويلةٍ لا يستطيع الحديد العادي بلوغها، ومن هنا بدأت الأبحاث تسير قدماً من أجل تطوير هذا الاكتشاف، والوصول إلى فولاذٍ يستطيع الصمود لفتراتٍ أطول في مقاومة الصدأ، لأنّه من ناحية المبدأ لا يوجد حديد لا يصدأ إلى الأبد، ولكن أصبح بالإمكان استحداث حديد يستطيع الوقوف شامخاً لفتراتٍ قياسيةٍ طويلةٍ معتبرة في وجه التآكل.