‘);
}

اليوم الآخر

خلق الله تعالى الخَلق؛ لعبادته وتوحيده وتمجيده، ولنشر ذلك في بقاع الأرض وإعمارها على الوجه الذي يرضيه تعالى، وقد جعل الله تعالى كلّ هذه الحياة الدّنيا بمثابة ممرٍّ يُبتلى الإنسان فيه ويُختبر، ويرى الله عمله حتّى يصل إلى الغاية الختاميّة، وهي الاستقرار في الآخرة، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)،[١] فكان الموتُ -وهو نهاية الحياة الدّنيا- سبباً لبداية الحياة الآخرة كما ورد في الآية الكريمة؛ ولذلك قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- موصياً عبد الله بن عمر: (كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ)،[٢] حتّى إذا جاء اليوم الآخر، نظر الله تعالى في أحوال العباد؛ ليوصلهم إلى جنّاته أو إلى ناره، فمنهم من عمل واجتهد في الدّنيا والتزم أوامر ربّه؛ فأفلح وأنجح، وهؤلاء علامة نجاحهم أن ترجح موازين حسناتهم على سيّئاتهم فأولئك هم المفلحون، ومنهم من أسرف على نفسه في المعاصي والحرام في الدّنيا؛ فرجحت كفّة سيّئاته على حسناته، فأولئك خسروا أنفسهم وعرّضوها لوعيد الله وعقابه، وهناك فئةٌ أخيرةٌ قد استوت حسناتها وسيّئاتها، تطابقت الكفّتان فلم ترجح واحدةٌ على الأخرى، هؤلاء هم أهل الأعراف، وسيرد ذكر حالهم في هذا المقال.

أهل الأعراف

يأتي معنى لفظة الأعراف في اللغة والاصطلاح كما يأتي: