‘);
}

الرسالات السماويّة

عندما خلقَ الله آدم – عليه السلام – ونفخ فيه الروح أخرج من صُلبه كلَّ ذريّته إلى يوم القيامة، وأشهدَهم على أنّهُ هو الله لا إله إلا هو، ولا شريك له، وبأنّهُ هو المُستحقّ للعبادة، فلا تكون حجّة لأحد أن يَكفُرَ بالله بعد ذلك، وهذهِ الشهادة التي شهدتها البشرية لله – جلّ جلاله – في عالم الغيب هي الفِطرة الراسخة التي وُلِد الناس عليها، فما من مَولود إلاّ ويُولَدُ على الفطرة، كما قال المصطفى – صلى الله عليه وسلم – في الصحيح: (ما من مولودٍ إلا يولَدُ على الفَطرَةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه أو يُنَصِّرانِه أو يُمَجِّسانِه)،[١] فتتردّد روحُ الإيمان وتدور في ذهن الإنسانِ بوجودِ الخالق مهما كانت عَقيدته وديانته، وهذا هو الدليل البديهيّ المُتأصّل في الإنسان على توحيد الله ووحدانيته، وهو داعي الإيمان الخفيّ في قلبه.

مع وجود الفطرة الإيمانيّة لدى الإنسان إلاّ أنّ الله عزَّ وجلّ برحمته وعظيم إرادته الخير للبشر أرسل الرُسُل من عنده بالرّسالات ليدعوا الناس إلى الإيمان بالله وتوحيده ونبذ ما يُشركونَ معهُ جلَّ جلاله من آلهة لا قِبل لهم بشيء، وقد أرسل الله – سبحانه وتعالى – من الرُسل ما أقامَ بهِ الحُجّة على الناس، حيث لم تخلُ أمةٌ من رسول، ففي بني إسرائيل كانَ كُلّما ماتَ نبيّ قامَ نبيّ بعده، وقد جاء بعض الرسل والأنبياء بالرسالات والشرائع، وسُمّي أقوامهم بناءً على ذلك أهل الكتاب، فمن هم أهل الكتاب؟