‘);
}

نسب بني أميّة

بنو أمية هم أحد القبائل القرشية التي يرجع نسبها إلى عبد شمس عبد مناف، ومن الجدير بالذكر أنّ عبد شمس بن مناف ولد أمية الأكبر، وعبد العزّى، وحبيب، وسفيان، وربيعة، وولد ثلاثة أولاد أطلق عليه اسم العبلات؛ والسبب في التسمية يرجع إلى اسم أمّهم عبلة، وهم: أميّة الأصغر، وعبد أميّة، ونوفل، ثمّ وُلد لأمية الأكبر عددٌ من الأولاد؛ ومنهم: حرب، وأبو العاصي، وولد حرب أبو سفيان بن حرب، وأمّ جميل بنت حرب زوجة أبي لهب، وولد أبو العاص عفان والد عثمان بن عفان رضي الله عنه، بالإضافة إلى أنّ عبد العزّى بن عبد شمس ولد ربيع، وربيعة، وجرو البطحاء، وربيع أبو العاص بن الربيع هو زوج زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[١]

علاقة بني أمية بالهاشميين

ادّعى البعض أنّ العلاقة بين بني هاشم وبني أميّة كانت مبنيةً على المنافسة، إذ إنّ تلك القبيلتين العظيمتين يرجع نسبهما إلى عبد مناف، وقد بدأت المنافسة بينهما من الجاهلية، واستمرّت إلى زمن هاشم وحرب بن أميّة، وحاول أصحاب هذا الادّعاء إثبات تلك المنافسة، وقالوا بأنّها استمرّت حتى بعد الإسلام، ولذلك كان بني أميّة يُعارضون بني هاشم، وكانوا يناصبونهم العداء في بعض الأحيان، بل اتهموا بني أميّة زُوراً بأنّهم كانوا يُدبّرون المؤمرات لإسقاط الحكومة الإسلاميّة، واستمروا على ذلك إلى أن استولوا على الحكم غصباً، ولمّا تمكّنوا منه أنزلوا الظلم والقهر ببني هاشم، وفي الحقيقة أنّ هذه الافتراءات ليس لها أي أصلٍ في التاريخ الإسلامي، إذ لم يكن أي منافسةٍ بين بني أمية وبني هاشم في الجاهلية، ولا في عهد النبوّة، ولا في عهد الخلافة الراشدة، بل كان يجمع القبيلتين علاقة قرابة قويةً متينةً، فهما من سلالة عبد مناف، وممّا كان يزيد المحبة والألفة بينهم علاقة المصاهرة، حيث إنّ أبا لهب بن عبد المطلب الهاشمي، وابنتاه: أم الحكم بيضاء وصفية كانوا ينتسبون إلى بني أميّة، وزوّج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ابنتاه: السيدة رقية، والسيدة أم كلثوم -رضي الله عنهما- لرجلٍ من بني أميّة، وتزوّج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بإمرأةٍ من بني أميّة، وهي: أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما، واستمرّت هذه المصاهرة بينهم خلال العهد الأموي والعباسي أيضاً.[٢]