‘);
}

الدولة العباسية

نشأة الدولة العباسية

نشأت الدولة العباسيّة رسمياً بمقتل مروان بن محمد آخر خلفاء بني أميّة وبسقوط الدولة الأمويّة، حيث تمت مبايعة عبد الله بن محمد للخلافة في مدينة الكوفة في ربيع الأول سنة 132هـ، وكان يلقّب بأبي العباس السفّاح، فقد خلّف هشام بن عبد الملك وراءه أربعة خلفاء أمويين عجزوا عن ممارسة السلطة وإدارة الدولة الأمويّة؛ ممّا أدّى إلى تهاويها واضمحلالها شيئاً فشيئاً، وكان ظهور العباسيين الضربة القاضية التي أطاحت بالدولة الأمويّة، فبعد أن انتهت معركة الزاب سنة 132هـ بهزيمة الأمويين، استولى عبد الله بن علي العباسيّ على الجزيرة والشام. أمّا مروان بن محمد فقد هرب إلى مصر، إلّا أنّ الجيوش العباسيّة استطاعت اللّحاق به وإدراكه، وعند مواجهته بقي يُقاتل حتى قُتل، وبذلك انتهت الدولة الأمويّة وقامت الدولة العباسيّة مكانها.[١]

امتداد الدولة العباسية

وقد استطاع العباسيون إقامة دولة كاملة وعلى بقعة جغرافية كبيرة، حيث عُدّت هذه الدولة امتداداً للدولة الأمويّة، كما تفاعلت في هذه الدولة العديد من العناصر العربيّة، والكرديّة، والفارسية، والتركية، والهندية، والأمازيغية، وكانت رابطة الدين هي الأساس الذي يجمعهم، أمّا فترة امتداد الدولة العباسية فكانت من سنة 132هـ إلى سنة 656هـ.[٢] ضمت الدولة العباسيّة تحت جناحها جميع معارضي الدولة الأمويّة، وقد كانت منظمةً تنظيماً قوياً يحمل شعار الرضا من آل محمد عليه الصلاة والسلام، أمّا تسميتها فيُنسب إلى العباس بن عبد المطلب عمّ الرسول عليه الصلاة والسلام.[٣] وقد كان مكان انطلاق الدعوة العباسيّة مدينة الكوفة وخراسان، وكان الاختيار قائماً عليها لأنّ أكثر أعداء بني أميّة من الكوفة، كما أنّ خراسان تقع على موقعٍ استراتيجي ومناسبٍ للفرار إلى بلاد الترك المجاورة لها في حال وُجدت الظروف الداعية لذلك. كما أنّ خُراسان حديثة العهد بالإسلام، ويُقصد بذلك أنّه من السهل التأثير في نفوس أهلها عاطفياً بسبب محبتهم لآل البيت.[٤]