‘);
}

أهل الجنّة

تعرّف الجنّة في الاصطلاح الشرعي بأنّها دار الخلود والكرامة، التي جعلها الله تعالى لعباده الصالحين الطائعين في الحياة الدنيا، ويكرمهم فيها بلذّة النظر إلى وجهه الكريم، وأصنافٍ كثيرةٍ منوعةٍ من النعيم والملذّات، وأهل الجنّة لهم أوصافٌ عديدةٌ في القرآن الكريم، والسنة النبوية، كلّها تُشير إلى ما كانوا عليه من صفاتٍ صالحةٍ حسنةٍ في الدنيا، وما هم عليه من نعيمٍ مقيمٍ في الجنة، فأوّل هذه الصفات أنّهم متقون؛ أي أنّهم اتخذوا من أعمالهم الصالحة بفعل ما أمرهم الله -تعالى- به، وترك ما نهاهم عنه وقايةً من عذابه، ومن صفاتهم أنّهم ينفقون في السرّاء والضرّاء، فينفقون أموالهم في الأوجه التي أمرهم الله -تعالى- بها، ويخرجون الزكاة، ونفقات الجهاد، ونحو ذلك مهمّا كانت أوضاعهم، حتى في حال حاجتهم للمال، كمّا أنّهم كاظمون للغيظ، فلا يعتدون على غيرهم، ولا يحقدون على أحدٍ، بل يعفون عمّن ظلمهم أو اعتدى عليهم، ولا تأخذهم الحميّة لينتقموا لأنفسهم، وهم حريصون أيضاً على استغفار الله -تعالى- من ذنوبهم الصغيرة، والكبيرة لخشيتهم إيّاه سبحانه.[١][٢]

ومن صفات أهل الجنة أيضاً أنّهم كانوا حريصين على صلاتهم، فيخشعون فيها، ويؤدونها بسكينةٍ ووقارٍ، مستحضرين فيها وقوفهم بين يدي الله عزّ وجلّ، كما أنّهم يحفظون فروجهم عن الفواحش والآثام، مثل: الزنا، واللواط، بل ويحفظونها عن مجرّد اللمس والنظر، وأهل الجنة أيضاً يحفظون أماناتهم، مهما كانت هذه الأمانات من قولٍ، أو فعلٍ، أو عينٍ، فلا يحدّثون أحداً بما قاله آخرٌ لهم، ولا يخبرون أحداً بما فعله غيرهم أمامه، وإذا ائتمنهم أحدٌ على مال له أعادوه إليه كما هو، كما أنّهم يحافظون على عهدهم للآخرين، فإذا ما عاهدوا أحداً بأمرٍ ما التزموا به، وحرصوا على عهدهم ذلك، ويدخل في ذلك وفاءهم بالعقود، وجميع الشروط المباحة فيها، وأمّا في صفاتهم التي يكونون عليها في الجنة؛ فقد أخبر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّهم يكونون على طولٍ كبيرٍ يبلغ ستين ذراعاً، وتكون أجسادهم جرداء من الشعر، وتكون أعمارهم بين الثلاثين والثلاث وثلاثين عاماً، كما أنّهم يكونوا على جمال يوسف عليه السلام، وتكون قلوبهم على قلب أيوب عليه السلام.[٢][٣]