من هو أبو العتاهية

في المقال التالي نعرض لكم نبذة مختصرة عن من هو أبو العتاهية وخصائص شعره، ازدهر الشعر في العصر العباسي بصورة كبيرة، ووصل إلى مقام عالي لم يصل إليه الشعراء

mosoah

من هو أبو العتاهية

في المقال التالي نعرض لكم نبذة مختصرة عن من هو أبو العتاهية وخصائص شعره، ازدهر الشعر في العصر العباسي بصورة كبيرة، ووصل إلى مقام عالي لم يصل إليه الشعراء في العصر الأموي وعصر صدر الإسلام والعصر الجاهلي، ويرجع سبب الازدهار والتطور إلى دعم الخلفاء والأمراء للشعراء، وتشجيعهم لكتابة الأبيات الشعرية والقصائد، كما تحسنت أحوال البلاد الاقتصادية في تلك الفترة بصورة كبيرة، الأمر الذي ساعد في ظهور علوم الشعر مثل علم العروض الذي نشأ عد يدل الخليل بن أحمد الفراهيدي، كما نبغ الكثير من شعراء العرب الذين كتبوا القصائد التي خلدها التاريخ حتى يومنا هذا، ولعل من أبرز شعراء العصر العباسي الشاعر أبو العتاهية، وسنعرض لكم من خلال فقرات موسوعة التالية نبذة مختصرة عنه.

من هو أبو العتاهية

هو أبو اسحق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان العيني، والمُلقب بأبو العتاهية، وُلد في قرية عين تمر والتي تقع بالقرب من مدينة الحجاز، وكان ذلك في عام 747 ميلادياً، وانتقل فيما بعد إلى بلاد الكوفة ليعيش بها، وكان من الذين عاشوا حياة اللهو والترف والخلاعة في شبابهم، وعمل وكسب الأموال من صناعة الأواني الفخارية والجرار، فكان يلقبه الناس بالجرار، وقد وردت الأقاويل التي تشير إلى سفره لبغداد بهدف الحصول على الأموال والشهرة، ونشر الأفكار والمعتقدات التي كان يؤمن بها، بالإضافة إلى نشر العقيدة المانوية، وقد حصل على الثروة الطائلة من وراء عمله وكتابته للقصائد، وبالرغم من ثراءه وأمواله الطائلة، إلا أنه كان بخيلاً، وُتوفي أبو العتاهية في عام 828 ميلادياً أثناء حكم الخليفة المأمون.

لماذا سمي ابو العتاهية بهذا الاسم

وردت الكثير من الأقاويل التي تفسر سبب تسمية أبو العتاهية بهذا الاسم، واختلفت الأقاويل حول هذا الاسم، وهل هو كنية يحملها، أم لقب يناديه به الناس، وقد قيل أنه تم تسميته بأبي العتاهية لأنه كان مضطرباً ومعتوهاً، فقد جُن بحب الشهرة والمتعة، وقد وصفه الخليفي المهدي بالمتحذلق.

ومن الجدير بالذكر أنه تم إطلاق هذا اللقب عليه بما كان يعيش في بغداد، ويقول بعض المؤرخون أن هذا اللقب هو كنية له وُلد بها منذ صباه، وسواء كان هذا الاسم كنية يحملها أو لقباً يناديه الناس به، فقد كان أبو العتاهية يكرهه ولا يحب أن ينادى به، وكان يُفضل أن يلقبه الناس بأبي اسحق، مثلما كان يفعل أصدقائه.

خصائص شعر أبو العتاهية

في عهد خلاقة هارون الرشيد، زهد أبو العتاهية في حياته، كما اختلط بالصالحين وأهل العلم، وبدأ بكتابة الأبيات الشعرية التي تحمل المواعظ والحكم، والتي تتحدث عن الزهد في نعم الدنيا ولذاتها، كما أنه كان يخاف من الموت والأخرة، وكان يكتب المواعظ للناس في الأبيات الشعرية.

وما يميز أسلوبه الشعري هو الأصالة، والبعد عن التقليد، وغزارة المصطلحات والمعاني بالإضافة إلى التأثير القوي، ويرجع سبب ذلك إلى نشأة الشاعر في أسرة فقيرة لا تملك الكثير من الأموال، الأمر الذي جعل من الصعب التحاقه بالتعليم، فعاش في الكوفة حياة بسيطة متواضعة في طبقة فقيرة، وخالط الناس وتعلم منهم الأسلوب البسيط، فكتب الأشعار بالألفاظ العامية التي كانت قادرة على أسر قلوب من يسمعها.

كما أنه كان منظماً في كتابه الأبيات الشعرية، وتنوعت المواضيع التي تناولتها الأبيات التي كتبها، فكتب أبو العتاهية في الهجاء وذكر مساوئ العدو، بالإضافة إلى مديح الخليفة وذكر صفاته الحسنة، كما كتب عن الموت والأمثال، وكان أبو العتاهية يحب مرأة تدعى عتبة، وكانت تعمل جارية عند الخليفة المهدي، فكتب فيها أشعار الغزل،حتى اعتزل هذا النوع من الشهر ليتجه إلى التصوف والزهد في الحياة وطلب المغفرة من الله تعالى، وفي أخر أيامه عندما كان مريضاً كتب أبيات شعرية خلدها التاريخ حتى يومنا هذا، فقد قال الشاعر أبو العتاهية:

إلهي لا تعذّبني فإنّي
مُقِرٌّ بالذي قد كان منّي
فما لي حيلة إلّا رجائي
لعفوك وإن عفوت وحسن ظنّي

المراجع

1

2

3

Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!