‘);
}

الصحابة رضي الله عنهم

يُمكن القول إنّ الصحابيّ هو من قابل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وآمن به وبقي على ذلك حتى مات، وللصّحابة -رضي الله عنهم- عدّة فضائل؛ حيث إنّهم أطهر الناس قلوباً، وأعمقهم علماً، وأكثرهم اتّباعاً وحبّاً للرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فالله -تعالى- نظر إلى قلوب البشر فوجد قلب محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- خير القلوب فاختاره لرسالته، ثمّ نظر إلى قلوب البشر فوجد قلوب أصحابه خير القلوب فاختارهم لصحبته، فهم أفضل البشر بعد الأنبياء والرّسل عليهم السلام، واصطفاهم من بين عباده الصالحين، حيث قال: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)،[١] وقال ابن عباس -رضي الله عنه- مفسّراً الآية السابقة: (هم أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم)، وقال أيضاً الله تعالى: (وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ)،[٢][٣] فالصحابة منهم المهاجرين ومنهم الأنصار؛ ويُمكن القول بأنّ المهاجرين هم الذين أسلموا قبل فتح مكّة وهاجروا إلى المدينة المنورة، تاركين أهلهم وأموالهم وأرضهم لنصرة الإسلام والدعوة إليه، أمّا الأنصار فهم سكّان المدينة المنورة الذين استقبلوا الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه ونصروهم وأكرموهم، وجاهدوا في سبيل الله حقّ الجهاد، ومن أبرز أعلام الصحابة المهاجرين -رضي الله عنهم- وأحد العشرة المبشرين بالجنّة، وأمين الأمة؛ أبو عبيدة عامر بن الجرّاح رضي الله عنه.[٤]

أمين الأمة

هو عامر بن عبد الله بن الجرّاح بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فِهْر بن مالك بن النضر بن كنانة، يكنّى بأبي عبيدة، وأمّه هي: أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العُزّى بن عامرة بن عميرة بن وديعة، كان أبو عبيدة طويل القامة، نحيف الجسم، معروق الوجه، خفيف اللحية، أثرم، ومن الجدير بالذكر أنّه أسلم على يد أبي بكر الصّديق في بداية الدعوة المكيّة، وبشّره الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالجنّة؛ حيث قال: (أبو بكرٍ في الجنةِ، وعمرُ في الجنةِ، وعليٌّ في الجنةِ، وعثمانُ في الجنةِ، وطلحةُ في الجنةِ، والزبيرُ في الجنةِ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ في الجنةِ، وسعدُ بنُ أبي وقاصٍ في الجنةِ، وسعيدُ بنُ زيدِ بنُ عمرو بنُ نُفَيْلٍ في الجنةِ، وأبو عبيدةَ بنُ الجراحِ في الجنةِ)،[٥] كما لقّبه رسول الله بأمين الأمة، وذلك لمّا جاء أهلُ نجرانَ إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قائلين له: (ابعث لنا رجلاً أميناً، فقال: لأبعثنَّ إليكم رجلاً أميناً حَقَّ أمينٍ، فاستشرَفَ لهُ الناسُ فبعثَ أبا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ)،[٦] وقال أيضاً الرسول: (إنَّ لكلِّ أمَّةٍ أميناً، وإنَّ أميننَا، أيَّتُها الأمَّةُ، أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ).[٧][٨]