‘);
}

ذو النون يونس عليه السلام

إنّ ذا النون لقبٌ لنبي الله يونس -عليه السلام-، ويُقصد بالنون الحوت، وجاءت تسميته بهذا الاسم لأنّ الحوت التقمه، وعليه فإنّ ذا النون هو صاحب الحوت،[١] وتجدر الإشارة إلى أنّ الله -تعالى- بعث نبيّه يونس -عليه السلام- بالدعوة لعبادته وحده دون الإشراك به، إلّا أنّ قومه كذبّوه وتمرّدوا عليه وأصرّوا على كفرهم وعنادهم، وحين رأى يونس أنّ القوم لم يتغيّر حالهم خرج من بينهم وتوعّدهم بالعذاب، فتيقّنوا من حلول العذاب بهم، وبدؤوا بالتضرع إلى الله ليكشف عنهم العذاب، فرفع الله عنهم العذاب برحمته وقوّته.[٢]

ذكر يونس في القرآن

ورد ذكر نبي الله يونس في العديد من سور القرآن الكريم، منها: النساء والأنعام والصافات، إضافةً إلى السورة التي سُمّيت باسمه؛ سورة يونس، وقد ورد ذكره فيها باسمه صريحاً دون اللقب، وورد ذكره بلقبه مرتين في القرآن الكريم؛ إحداهما في سورة الأنبياء بلقب “ذي النون”، والأخرى في سورة القلم بلقب “صاحب الحوت”،[٣] وتجدر الإشارة إلى أنّ جميع الأنبياء والرسل -عليهم السلام- أُرسلوا بالدعوة إلى توحيد الله -تعالى-، وما ينبني على ذلك من تصحيح العقائد والانحرافات التي وقع بها الأقوام، وما من نبيٍ إلّا وقال لقومه: (اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ)،[٤] كما كان الرسل قدوةً لأقوامهم في تبليغ ما أمرهم الله به، فمنهم من آمن ومنهم من كفر، ومن مهام الرسل الأساسية أيضاً إقامة الحُجّة على أقوامهم، قال -تعالى-: (وَلَو أَنّا أَهلَكناهُم بِعَذابٍ مِن قَبلِهِ لَقالوا رَبَّنا لَولا أَرسَلتَ إِلَينا رَسولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أَن نَذِلَّ وَنَخزى)،[٥] وكان واجباً على الأمم طاعة رسلهم وما يبلّغوا به، وإلّا كان خطاب خزنة جهنم لهم يوم القيامة: (قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ)،[٦] ومن الأمور المهمة التي يجدر ذكرها أنّ النبوة لا تُكتسب اكتساباً؛ أي لا يُمكن للعبد أن يجتهد ليبلغ درجة النبوة بطاعةٍ أو مالٍ أو جاهٍ، وإنّما هي اصطفاءٌ واختيارٌ وفضلٌ من الله، ويكون ذلك بعد تهيئتهم لتحمّل مشاقّ الدعوة، كما أنّهم من أكمل الناس أجساداً، وأبلغهم لساناً، وأحسنهم أخلاقاً ونسباً، وأرجحهم عقلاً، كما أنّ الله اختصّ الرجال بالنبوة، قال -تعالى-: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إِلّا رِجالًا نوحي إِلَيهِم).[٧][٨]