مهارات التحدّث الارتجالي

من المُقرّر أن يقدّم رئيسك في العمل خطاباً في المؤتمر بعد ظهر هذا اليوم. لكن في اللحظة الأخيرة، عانى رئيسك من تسمُّمٍّ غذائيٍّ وأنت مُلزمٌ أن تأخذ مكانه. وليس لديك وقتٌ تقريباً للتحضير، وأنت قلقٌ من أن يطغى توتّرك على أفضل ما لديك، سمعتك ومصداقيّتك الآن على المحك. ولكنّ هناك عددٌ من الطرق التي يمكنك من خلالها إعداد نفسك لتقديم خطابٍ فعّالٍ وغير مُخطُطٍ له. في هذه المقالة، سننظر في أهمية مهارات التحدّث الارتجالي، وسوف نستكشف كيف يمكنك الاستعداد لهذه الفُرص في اللحظة الأخيرة.

Share your love

الفوائد والفرص:

كثيرٌ من النّاس يشعرون بالتوتّر أو الخوف من التحدّث أمام الجمهور، فمن السهل الشعور بالإرباك، عندما تحتاج إلى التحدّث أمام الناس، ولديك وقتٌ قليلٌ أو معدومٌ للتحضير.

قد يبدو التحدّث الارتجالي وكأنّه شيءٌ يجب تجنبّه ما أمكن، لكن من الممكن أن يفتح الأبواب ويؤدّي إلى فُرصِ عمل جديدة غير مُتوقّعة. على سبيل المثال، يمكن أن تمنحك مهارات التحدّث الارتجالي الثقة بالنفس التي تحتاج إليها لتقديم عرضٍ تقديميٍّ في اللحظة الأخيرة، واجتياز مقابلة عملٍ صعبة، أو إقناع عميلٍ صعب.

يمكنك بناء سمعتك وإقناع القادة في مؤسستك عندما تتعلّم التحدّث بفعاليّة تحت الضغط، كما تستطيع مهارات التحدّث الارتجالي مساعدتك في إيصال فكرة مُنتجٍ بشكلٍ وافٍ خلال فترةٍ قصيرة، وفي جلسات استجواب ناجحة، أو إجراء اتّصالاتٍ مهمّة في حدثٍ اجتماعيّ.

ومن خلال تطوير مهارات التحدّث الارتجالي، يمكنك تعلّم التحدّث ببلاغة وامتلاك روح الدعابة والثقة بالنفس، وستضمن أنّك تستطيع ايصال رسائلك بوضوحٍ وإيجاز.

كيف تبني مهاراتك في التحدّث الارتجالي؟

استخدم الاستراتيجيات أدناه لتطوير مهارات التحدّث الارتجالي لديك:

1. عدّل موقفك:

لا يجب أن يكون التحدّث الارتجالي مخيفاً، بل من الممكن أن يكون مُمتعاً! لموقفك تأثيرٌ كبيرٌ على مستوى أدائك الجيّد، وضبط تفكيرك بوضعٍ إيجابيٍّ هو الأساس للنجاح.

أولاً، استخدم التفكير الإيجابي لمحاولة رؤية الموقف كفرصة لمشاركة المهارات والخبرات الخاصة بك، وبناء سمعتك، ومساعدة الآخرين. بعد ذلك، خذ لحظةً لتصوّر نجاحك، فتخيّل أنَّ الخطاب قد انتهى، والجميع يبتسم ويصفّق. ستشعر بالفخر لأنّك قمت بعملٍ عظيم، فقد ساعدت جميع مَن في القاعة. إنّه شعورٌ جيّد، أليس كذلك؟

أخيراً، استخدم التأكيدات لتطوير موقفٍ إيجابيٍّ وواثق. فكّر في استخدام الحالات التالية:

  • “جمهوري مُهتمٌّ حقّاً بما يجب أن أقوله”.
  • “الأمر يتعلّق بهم، وليس بي”.
  • “عليَّ فقط التحدّث إلى مجموعةٍ من الناس، إنّها ليست مشكلةً كبيرة!”.
  •  “سأكون هادئاً ومسترخياً أثناء حديثي”.
  • “الكلّ يريد منّي أن أُحْسِنَ الأداء”.
  •  “سيستفيد الجمهور من خبرتي”.

اخرج بتأكيداتك الشخصيّة الإيجابيّة والمُفعمة بالمغزى، وكرّرها لنفسك قبل أن تبدأ خطابك.

2. استعدّ:

قد لا يكون لديك وقتٌ طويل، لكن استخدم الوقت الذي لديك لتهيئة نفسك، فكّر فيما يتوقّع جمهورك مناقشته وماذا يجب أن يكون هدفك الرئيسي. على سبيل المثال، إذا كان شخصٌ ما يدعوك للتحدّث في اجتماع، فكّر في جمهورك. لماذا هم هناك؟ ماذا يحتاجون لمعرفته؟ لماذا طُلب منك الكلام؟ ما القيمة التي يمكنك تقديمها؟. إذا كان لديك ما يكفي من الوقت، قم بتخطيط مخطّطٍ تقريبيٍّ لما تريد قوله باستخدام تقنية PREP التذكرية. PREP تعني:

  • الهدف (النقطة الرئيسية) Point: اجعل النقطة الرئيسية واضحةً في المقدّمة.
  • السبب Reason: اذكر سبب قيامك بالنقطة الرئيسية. بما في ذلك الرأي والبحث، والإحصاءات، وأيّ مواد أخرى تضيف مصداقيّة.
  • المثال Example: استشهد بمثالٍ يدعم وجهة نظرك.
  • الهدف (النقطة الرئيسية) Point: أوضح هدفك أو نقطتك الرئيسية مرّةً أخيرة. واسعَ إلى ربط الاستنتاج الخاص بك بعرضك.

تأكّد من أنّك دائماً على استعدادٍ لاحتمال تكليفك بإجراء خطابٍ ارتجاليّ. احتفظ بقلمٍ وورقةٍ معك، بحيث يمكنك تدوين الملاحظات وإنشاء مسوّدة خطّة. أثناء التحدّث، استخدم طريقة PREP لتذكّر النقاط التي تريد إيصالها.

3. تمهّل:

فُرص تكليفك بالتحدّث في اللحظة الأخيرة قد تجعلك تشعر بالتوتّر وعدم الاستعداد والقلق، تعلّم أن تفكّر وتتفاعل بسرعة حتى تظلَّ هادئاً ومتماسكاً. إذا كان لديك بضع دقائق فقط للتحضير قبل التحدّث إلى جمهورٍ ما، خُذ عدّة أنفاسٍ عميقة لتهدأ وتسترخي. إذا كنت في مجلسٍ عام، فانهض من مقعدك ببطء، واتّخذ خطوات محسوبة نحو المنصّة. هذا سوف يعطيك وقتاً إضافياً لجمع أفكارك. عندما تقف أمام جمهورك، قاوم الرغبة في بدء التحدّث فوراً. بدلاً من ذلك، خذ نفساً عميقاً للهدوء وتجميع أفكارك. كن واعياً بلغة جسدك وقِف بشكلٍ مستقيمٍ والكتفين إلى الوراء، وانظر مباشرة إلى الجمهور.

لا تعتذر عن عدم استعدادك، أو للتحدّث في اللحظة الأخيرة. غالباً لن يلاحظ الجمهور ذلك! بدلاً من ذلك، كرّر التأكيدات الخاصة بك لنفسك، وتذكّر أنّ الجمهور يريد منك أن تكون جيّداً. تحدّث ببطءٍ ومباشرةً مع الناس وفكّر في كيفيّة إضافة قيمةٍ لهم أو مساعدتهم.

استمرّ في التركيز، وحاول ألّا تترنّح، أو تكرّر الأفكار، أو تَتَشتّت. إذا كنت تشارك في جلسة أسئلةٍ وأجوبة، كرّر أو أعد صياغة الأسئلة ببطء بعد أن يسألها الناس. سيوفّر لك هذا وقتاً إضافياً للتفكير في ردّك، وسيُظهر للجمهور أنّك تستمع بفعاليّةٍ إلى السائل.

4. انضم لمنظمات مختصة:

واحدةٌ من أفضل الطرق للشعور بالراحة أثناء الخطاب هو الانضمام إلى مجموعةٍ مثل “توست ماستر العالمية” (Toastmasters International). تركّز منظمة “توست ماسترز” حصراً على مساعدة الناس على تعلًم مهارات التحدّث أمام الجمهور.

النهج بسيط: تقابل أعضاء آخرين في مجتمعك وتقدم خُطَبَاً مُعدّة ومرتجلة. لا يوجد مدرّب، بل يقدّم الأعضاء ملاحظاتٍ بنّاءةً حول أدائك. هذا يمكن أن يكون طريقةً عمليّةً وممتعةً لاكتساب خبرةٍ في التحدّث أمام الجمهور.

ابحث عن طرق أخرى للخروج من “منطقة الراحة” الخاصة بك أيضاً، اعرض إلقاء نُخَب في حفل زفاف صديق، وقم بحضور اجتماعات المجتمع، والتحدّث عن القضايا المُهمّة بالنسبة لك، أو تطوّع لتكون متحدّثاً في الاجتماع الدوري مع سكان البلدة المجاورة.

كلّما زادت خبرتك في التحدّث علناً، أصبح من السهل التحدّث عندما يطلب منك شخصٌ ما قيادة اجتماعٍ في اللحظة الأخيرة.

5. اضبط أعصابك:

إذا كنت متوتّراً قبل البدء في الكلام، خذ نفساً عميقاً بطيئاً. يبطّئ التنفس العميق معدّل دقات قلبك ويُهدّئ أفكارك، ويمكن أن يساعدك على أن تبدو أكثر ثقةً بالنفس.

قد يكون من المفيد أيضاً وضع الأمور في نصابها الصحيح، هل هذا الكلام الارتجالي سيَهمُّ خلال شهر، سنة، أو خمس سنوات؟ وما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث إذا كنت لا تقوم بأداءٍ جيّد؟ في معظم الحالات، لن يكون هذا الموقف مهماً إذا نظرت إلى الصورة من منظورٍ أكبر، لذلك ركّز على الاسترخاء والاستمتاع بالتجربة!

أخيراً، تعرّف على كيفية إدارة عواطفك، من الممكن التحكّم تماماً بالتوتّر. وفي الواقع، يمكن للكميّة الجيّدة من التوتّر أن تعطيك الدفعة التي تحتاجها لتقديم خطابٍ ممتاز.

 

المصدر موقع “مايند تولز”.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!