موسكو والنووي “الإسرائيلي”

موسكو والنووي الإسرائيلي الصحافة الإسرائيلية جن جنونها بعد المبادرة الروسية التي تحولت إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن حول الأسلحة الكيماوية السورية لكن هذا الجنون ليس بسبب خيبة أمل قادة الكيان من تراجع فرص تدمير سوريا فحسب بل بسبب ما تراها محاولة من جانب موسكو لوضع الملف النووي الإسرائيلي على طاولة مفاوضاته

موسكو والنووي "الإسرائيلي"

الصحافة “الإسرائيلية” جن جنونها بعد المبادرة الروسية التي تحوّلت إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن حول الأسلحة الكيماوية السورية، لكن هذا الجنون ليس بسبب خيبة أمل قادة الكيان من تراجع فرص تدمير سوريا فحسب، بل بسبب ما تراها محاولة من جانب موسكو لوضع الملف النووي “الإسرائيلي” على طاولة مفاوضاتها مع واشنطن، بعد طي ملف الكيماوي السوري.
الإعلام “الإسرائيلي” وضع خطاً تحت قول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أسبوع، إن الأسلحة الكيماوية التي تسلّحت بها سوريا إنما كانت رداً على امتلاك “إسرائيل” للأسلحة النووية، وكلام بوتين هذا، بالنظر للمناسبة والسياق وعودة موسكو للحلبة الدولية، ليس مجرد إشارة عابرة بنظر “إسرائيل” التي لفتت صحافتها ومحللوها إلى أن هذا التصريح من الرئيس الروسي جاء تتويجاً لمواقف شبيهة أبداها مسؤولون بارزون في الكرملين. أي أن الأمر بمجمله يتحوّل إلى قضيّة تنتظر طاولة.

“هآرتس” مثلاً، وهي بالمعنى النسبي وفي تقييم بعض المتّصلين بالشؤون “الإسرائيلية” تعتبر صحيفة يسارية، نشرت تعليقات كثيرة لخبراء صهاينة رأوا هذه المواقف من الجانب الروسي بمثابة محاولات للحصول على أعلى ثمن من واشنطن مقابل قضية نزع الأسلحة الكيماوية السورية، وأن هذه القضية باتت ورقة بيد موسكو.
وما يعزز هذا ويحوّله إلى أداة في حرب على جبهة الدبلوماسية، كلام بوتين عن عدم ثقته الكاملة بإقناع الحكومة السورية بالالتزام بإنهاء الملف الكيماوي، فيما يعرف القاصي والداني أن هذا الكلام لا يخرج عن دائرة التوظيف الأمثل للورقة، خاصة إذا أخذنا بالاعتبار أن العديد من المعلّقين رأوا في الاقتراح الروسي سلّماً لإنزال باراك أوباما من الشجرة، بل إن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل رأى أن المبادرة الروسية – الأمريكية بالأساس أسندت إلى موسكو تجنّبا لانفضاح كون أمريكا في ورطة.

مهما يكن من أمر، فإن قادم الأسابيع والشهور ستشهد انجلاءات في الرؤى وتغميقاً لبعض المواقف ذات الحروف الفاتحة.
فالأزمة السورية بعد أكثر من عامين ونصف أكّدت ما بدأ في حرب القوقاز من عودة للدب الروسي إلى موقع شغر بانهيار الاتحاد السوفييتي ليمنح المجال لأمريكا كي تقود العالم وحدها، في ما يشبه انقلاباً دولياً جزم خبراء ومحللون منذ البداية أنه سيكون مؤقتاً.

من المؤكّد أن ما كانت تحظى به “إسرائيل” لن يستمر بنفس الوتيرة، هذا بافتراض أن العنصر العربي في المعادلة غير محسوب حسابه، ذلك أن العرب بإمكانهم تدارك الأمر سريعاً من خلال البحث عن موقع ملائم لهم في الوضع المستجد، بغية الاستفادة من التوازن الجديد، وعدم تكرار سياسة التفريط بالتوازن الدولي الذي ساد في عصر القطبين.

ثمّة كرة في ملعب العرب وعليهم أن يحسنوا التعامل معها. ففي ظل تفوّق “إسرائيل”، لا أفق للعرب تنمية واقتصاداً وديمقراطية، فالمفهوم “الإسرائيلي” ليس محصوراً بـ  “الأمن” الذاتي، بل يعني التفوّق في كل شيء والتجسس والتدخّل والعبث والعدوان حيثما رأته يخدم هدفاً تكتيكياً أو استراتيجياً. هذا يعني أن العرب مطالبون بأن لا يسيئوا التقديرات بشأن “إسرائيل” كعدو آني واستراتيجي يملك كل أنواع أسلحة الدمار الشامل على مرمى حجر من وسائد نومهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخليج الإماراتية
 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!