موضوعات علم الأصوات

موضوعات علم الأصوات

بواسطة:
تمام طعمة
– آخر تحديث:
٠٩:٣٨ ، ٢٩ يناير ٢٠٢٠
موضوعات علم الأصوات

‘);
}

علم اللغة

يعدُّ مصطلحُ علم اللغة ترجَمةً للمُصطلح الإنجلِيزي “Linguistics”، ولعلم اللغة تعريفات متعدِّدةٌ، منها التعريف الذي ذكرَهُ دي سوسير وهو باختصار: دراسة اللغةِ في ذاتها ومن أجل ذاتها، والتعريفُ الثاني الذي ذكره الدكتور محمود حجازي بقوله: علم اللغة في أبسط تعريفاته هو دراسةُ اللغة على نحو علميٍّ، فدراسة اللغة ليسَت دراسةً عشوائية، وإنَّما هي دراسةٌ علميَّة تقوم على أسسَ ومبادئَ وإجراءات لتفضي في النهايةِ إلى نتائجَ سليمةً وقواعدَ محدَّدة وواضحة، ومن هذه الإجراءات تحليل اللغة إلى مستوياتها المختلفةِ: الصوتيةَّ والصرفيَّة، والنَّحْوية والدلاليَّة، تحليلًا دقيقًا، يُعطِي صورةً واضحةً عن مكوِّنات هذه اللغة وخصائصها، وهذا المقال سيلقي الأضواء على علم الأصوات وتاريخه وفروعه وموضوعاته [١].

علم الأصوات

علمُ الأصوات هو العلم الذي يدرسُ الأصوات اللغوية، بناءً على مخارج الحروف وكيفيَّة صدورها، ويطلقُ عليه أيضًا: علم الصوتيَّات، وهو من فروع علم اللغة، حيثُ يرى علم الأصوات في اللغة مجموعةً من الأصوات التي ينتجها الإنسان من جهاز الصوت أو جهاز النطق الخاص به، يقوم علماء الصوت بدراسة أمرين هما: مخارج الصوت: أي تحديد منطقة الصوت على جهاز النطق، وصفات الصوت: وهنا يصفون الصوت بناءً على ملاحظة طريقة احتكاك الهواء بعضلات جهاز النطق.

‘);
}

تاريخ علم الأصوات

أخذ علم الأصوات حظًّا وافرًا من البحث في العصور القديمة، فيمكن أن نجدَه عند الهنود والرومان والعرب، وقد اختلفت جهودهم جميعًا من حيث كيفية البحث وكميَّته، ولكنَّها لم تكن بقدر السعة التي تناولوا فيها بقيَّة العلوم اللغوية. ويرى البعضُ أنَّ البداية الحقيقية للبحث الصوتي بدأت مع اختراع الكتابةِ من خلالِ تصوير الكلماتِ والمعاني، وقد تميَّزت الأبحاث في علم الأصوات عند الهنود واليونان والعرب أكثر من غيرهم. فقد تناول الهنود علم الأصوات من قبلُ رغبةً في إتقانِ ترتيلِ طقوسهم الدينيَّة، و تجويدِ أداءِ كتابِهم المقدَّس المعروف باسم “الفيدا Veda”، و كان منهم بانيني في القرن الرابع قبل الميلاد، الذي قدَّم تحليلاً وصفيًّا لصوتيَّات لغةِ الهند القديمة، و بيانِ مقاطعِ الكلماتِ في النُّطق، ودراسَة التراكيبِ اللغويَّة، و كانَ له الأثرُ الكبير في جهودِ اللغويين الغربيِّين في دراسة علم الأصوات.

أمَّا اليونانيون فنجد المادة الصوتيَّة عندهُم في مقالاتٍ متناثرةٍ عند أفلاطون و أرسطو، ويُحسب لهم في هذا الشأنِ تقسيمهُم الأصوات اللغويَّة إلى أصوات صامتة وأخرى صائِتة. أمَّا عند العرب فإنَّ الاهتمام بالبحوث الصوتية جاء نتيجة لجهود العلماء في ضبط تلاوة القرآن الكَريم وحسنِ أدائه، يضاف إلى ذلك أنَّ الصوت يأخذ في اللغة العربيَّة وفي القرآن الكريم قيمةٌ فنيَّةٌ خاصة تمثَّلت من خلال المعايير التي وُضعت لضبطِ هذا الصوت، و إجادة أداءه، ثم إنّ تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها أسهمَ بشكلٍ كبير على اجتهَاد اللغويين في معرفةِ و إدراكِ القيمة الصوتيَّة للغةِ العربية للوصول إلى تعليم الأعاجم لغةَ القرآن الكريم، ومن العلماء الذين مهَّدوا لهذا العلم في العربية الخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه وبعدهم ابن جنِّي وغيرهم.

فروع علم الأصوات

علم الأصوات هو العلم الذي يدرس الأصواتَ اللغوية، وهو المختصُّ بدراسة: “إصدار الصوتِ أو نطقِ الصوت، الانتقالِ والانتشار في الهواء، استقبال الصوت أو الجانبِ السمعي” والبحثِ فيها دون غيره من فروع علم اللغة، ويتطلَّب تعدُّد تلك الجوانب تعدُّدًا في الفروع حتَّى يقوم كلٌّ منها بدراسة جانب من تلك الجوانب ونتيجة لهذه التعدديَّةِ ظهرَت فروعٌ عديدة لعلم الأصوات تختلفُ في وسائِلها وفي أهدافِها، ومن أهمِّ تلك الفروع [٢]:

  • علم الأصوات النطقيِّ: يبحث في عملية إنتاج الأصوات اللغوية وأمكنةِ نطقها، وطرائقِ إصدارها، ويسمى هذا العلم أيضًا علم الأصوات الفسيولوجي.
  • علم الأصواتِ الفيزيائي: يبحث في أصوات اللغة من حيث خصائصِها الماديَّة أو الفيزيائيَّة أثناء انتقالها من المتكلِّمِ إلى السَّامع، ويعرض هذا العلم لتردُّد الصوت وسعة الذبذبة وطبيعةِ الموجة الصوتيَّة.
  • علم الأصوات المعياري: يصفُ أصواتَ لغة معيَّنة، كما يجبُ أن تُنطق بصورتِها الصحيحَة، أو صورتها المثاليَّة، لا كمَا ينطقها الناس.
  • علم الأصوات السمعي: يبحثُ في جهاز السَّمع البشريِّ وفي العمليَّة السمعيَّة وطريقةِ استقبال الأصواتِ اللغويَّة وإدرَاكها.
  • علم الأصوات الآلي: يبحثُ في أصواتِ اللغة باستخدامِ المنهج التجريبيِّ، كما يستخدمُ الآلات الإلكترونيَّة لكشفِ خصائص هذهِ الأصواتِ، مثل جهاز رسمِ الأطيافِ الذي يحدِّد نوعَ الصوت وقوَّته ونغمته. كمَا يستخدم الحنكَ الاصطناعيَّ لدراسةِ الأصواتِ الحنكيَّة.
  • علم الأصوات المقارن: يبحثُ في وجوهِ الشَّبه والاختلافِ بين أصوات لُغة ما، وأصواتِ اللغاتِ الأُخرى.
  • علم الأصوات التاريخي: يبحثُ في أصواتِ لغةٍ ما، لمعرفةِ التغيُّر والتطوُّر الذي أصَابها عبرَ المراحل التاريخيَّة.
  • علم الأصوات البَحت: يبحثُ في الأصوات اللغويَّةِ لمعرفة خواصِّها النُّطقيَّة دونَ البحثِ في تطوُّرِها أو وظيفتِها أو إدراكِها.
  • علم الأصوات الوصفي: يبحث في أصواتِ اللغة المستخدمةِ في فترةٍ زمنيَّة محددة. وهو مقابلٌ لعلم الأصواتِ التاريخيِّ.
  • علم الأصوات القِطعيَّة: يبحثُ في الصَّوائتِ والصَّوامتِ فقط.
  • علم الأصوات فوق القِطعيَّة: يبحث في النَّبر والفواصلِ والنَّغمات.
  • علم الأصوات الوظيفي: يدرس الأصواتَ من حيث وظيفتِها، أي أنَّه يدرس الفونيماتِ وتوزيعاتِها وألوفونَاتها، ويسمَّى علمَ الفونيمات.
  • علم عيوب النطق: يدرسُ عيوبَ النُّطق لدى الأفرادِ وأسبابِها وطرقِ علاجِها.

موضوعات علم الأصوات

وأيضًا هناك موضوعات عديدة لعلم دراسة الصوت وأهمُّ هذه الموضوعات: دراسةُ جهاز النُّطقِ البَشريِّ، ووصفُ الصوت اللغويُّ، والتفريقُ بينَ الفونيم والألوفون، وسيتمُّ شرح كل موضوع على حدةٍ:

  • جهاز النطق البشري: حيث يتناول مكوِّنات جهازِ نطق الصوتِ البشري بالتفصيل، حيث يتكونُ هذا الجهاز من: عضلاتِ البطن والحجابِ الحاجز والرئتينِ والقصبةِ الهوائيَّة والحنجرة والوتَرين الصوتيَّين والمزمَار والحَلق واللسان والشفتَين والأسنانِ العليا والأسنان السُّفلى واللـثة والغَار والطَبق واللهاة والتَّجوِيف الأنفيِّ والتَّجويفِ الفمويِّ والتجويفِ الحلقيِّ، ولكلٍ من هذه الأعضاءِ دورٌ خاصٌّ في عمليَّة النطقِ التي تقوم بها.
  • وصف الصوت اللغوي: لوصفِ الصوتِ اللغويِّ لابدَّ من أخذِ عدة عواملَ مهمَّة في الاعتبار، مثل: مكان النُّطق “شفويّ، أسناني، بين أسناني، لثويّ، وغيرها”. والناطق “الشَّفةُ السُّفلى، ذلَق اللّسان، مُقدّم اللّسان، وغيرها”. و كيفية النُّطق “انفجاريٌّ، احتكاكيٌّ، جانبيٌّ، أنفيٌّ، تكراريٌّ، وغيرها”.
  • التفريق بين الفونيم والألفون: من أكثر المصطلحات المستعملة في علم الأصوات وسيتمُّ الحديثُ عنها في الفقرة الأخيرة من المقال.

الفونيم والمورفيم والألفون

تعتبرُ هذه المصطلحات من أكثر المصطلحات المستخدمة في علمِ الصوت، ومن أهمِّ تعريفات الفونيم: أنَّه مجموعةُ أصواتٍ متماثلةٍ صوتيًّا في توزيعٍ تكامليٍّ أو تغير حر والفونيم هو أصغر وحدة في الصوت غير دالَّة كالحركات مثلًا. أمَّا الألفون: هو عضو في فونيم ما يتماثل صوتيًّا مع سواه من ألفونات الفونيم ذاته ويتوزَّع معها تكامليًّا أو يتغيَّر معها تغيُّرًا حرًّا. أمَّا المورفيم: فهو أصغر وحدة في الصوت دالَّة، وأيضًا تنقسم الفونيمات إلى فونيمات قِطعيَّة: تشمل الصوامت والصوائت. وفونيمات فوق قِطعية: تشمل النبرات والفواصل والنغمات. وتختلفُ اللغات بعدد الفونيمات وليست كلُّ الفونيمات موجودة في جميع اللغات، وقد يكون الفونيم نفسه في لغتين ولكن يختلف بمكان النطق، وما قد يكون فونيم في لغةٍ قد يكون ألفونًا في لغةٍ أخرَى [٢].

المراجع[+]

  1. علم اللغة (تعريفه), ، “www.alukah.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 18-11-2018، بتصرف
  2. ^أبعلم الأصوات, ، “www.marefa.org”، اطُّلع عليه بتاريخ 18-11-2018، بتصرف
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!