مِن النّعم التِي أنعم الله بِها على الإنسَان هِي نِعمة الأم والأب، فَالوالِدَين هُم طَرِيق الإنسان في الدّنيا وطريقه للجنّة في الآخرة، فاليوم نطرح موضوع تعبير عن الام والاب للصّف السّادس والمَرحلة الإعدادية والثانوية، فَهو موضوع كامل ومنسّق ويحتوي على العديد من العناصر التي تُبيّن أهمّية الوالدين في حياتنا، حيثُ أنهما قد أفنا حَياتهما في بَذل كُل مَا يَملكُون مِن أجلنا، وقَد أفنَيا عُمرهما  لإسعادنا، رُغم أن الكلمات والكتابة في موضوع تعبير عن الام والاب لا تَكفِي مهما قمنا بالتعبير َعمّا بِداخلنا مِن أجل والدينا، فهم المُجتمع والأسرة والوطن، فالأم والأب مُكمّلان لبعضهمها فِي الحياة.

فضل الام والاب

لِلوالِدَين الأهمّية الكَبِيرة في الحياة، فهما يعتَبران الحياة بالنسبة للإنسان، ولقد أوصى الله سبحانه وتعالى بِطَاعة الوالدين وجعل هذه الطاعة من مراتب الإحسان، وقد قال  في كتابه العزيز: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)، فَالإنسَان بِطَبيعتِه أوّل مَا ينطِق بِه عندما يتحدث هُو الأم والأب، حيثُ أن هذا الأمر يدلّل عَن أهمّية الأم والأب في حياة الانسان، فالرسول صلى الله عليه وسلم أيضََا حَثّ على طاعة وبر الوالدين، فقَد سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: “أمك”، قيل: ثم من؟ قال: “أمك”، قيل ثم من؟ قال “أمك”، قيل ثم من؟ قال: “أبوك”، فهُما اللذان يُكوّنا الحُضن الدافئ والأمن لأبنائهم مِن أجل حياة سعيدة جميلة ومُستقبل مليئ بالحب.

فالأم سَهِرت الّليالي أثناء حَملِها لَنا، وهَذا أمر رُغم صُعوبه إلّا أنّها سَعادة بالنسبة للوالدين، فالذّرية الصّالحة هِي التِي أبويها في كِبَرهما وبَعد مَوتهما، فَهدف الأم والأب في الحياة هو تربية أبنائهم التربية الصحيحة وتأمين مُستقبل لَهُم، وبذَلك يتمّ بناء جيل واعي وصالح مَبنِي عَلى الأخلاق الحَمِيدة.

الذّرية الصالحة هي التِي تَنفع والديها في حَياتهم وفِي مماتِهم، فالإنسان لا يَنفعُه بَعد موته إلّا إبن صالح يدعو لَه فِي كُل صلاة، وفي كل وقت بالرّحمة والمغفرة، فالوالدين دومََا يَبقيان عَلى الدعاء لأبنائهم مِن أجل تسهيل ظروف الحياة الصّعبة، والحُصول على حياة كريمة وسعيدة، فنسأل الله العَلِي العَظِيم أن يَمُدّ فِي أعمَارِهُما و أن يُعطِيهُما الصّحة والعافية طُول حياتهما، وأن تكون هذه الحياة مليئة بالسعادة وراحة البال لهما، وأن يرضَيا عنّا في الدنيا والآخرة، ونكون فخراً لهما.

ماهو بر الوالدين

بِر الوالدين مِن الأمور المفروضة على الإنسان، والتي فيها الرّضا والحياة السعيدة، فأشكال بر الوالدين تتعدّد ولها أوجُه عديدة، والتي سوف نذكرها حيثُ أن مِن أشكال البرّ بالوالدين في حياتهما، ما يأتي:

  • طاعة الوالدين والابتعاد عن معصيتهما، وتقديم طاعتهما على طاعة كلّ البشر، إن لم يكن في ذلك معصية لله عزّ وجلّ أو رسوله صلّى الله عليه وسلّم، إلا الزّوجة حيث إنّها تقدّم طاعة زوجها على طاعة والديها.
  • الإحسان إليهما، وذلك من خلال القول والفعل، وفي أوجه الإحسان كلها.
  • خفض الجناح لهما، وذلك من خلال التّذلل لهما، والتواضع في التعامل معهما.
  • عدم زجرهما، والتلطف بالكلام معهما، والحذر من نهرهما أو رفع الصّوت عليهما.
  • الإصغاء لحديثهما، وذلك من خلال التواصل معهما بصريّاً خلال حديثهما، وترك مقاطعتمها أو منازعتهما في الحديث، والحذر من ردّ حديثهما أو تكذيبهما.
  • عدم التأفّف من أوامرهما، وترك الضّجر، قال الله تعالى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا) سورة الإسراء،23 .
  • مقابلتهما ببشاشة وترحاب، وعدم العبوس في وجههما أو التّجهم.
  • التحبّب لهما والتّودد إليهما، مثل البدء بالسّلام، وتقبيل يديهما، والتوسّع لهما في المجلس، وعدم الأكل قبلهما، والمشي خلفهما نهاراً وأمامهما ليلاً.
  • احترامهما في المجلس، من خلال تعديل الجلسة، والبعد عمّا يمكن أن يشعرهما بالإهانة.
  • عدم التمنّن عليهما في العمل أو الخدمة، فإنّ هذا من مساوئ الأخلاق.
  • تقديم حقّ الأمّ، وتقديرها، والعطف عليها، والإحسان لها، وذلك لما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – فقال: يا رسول الله من أولى النّاس بحسن صحابتي؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أبوك)رواه البخاري.
  • مساعدتهما في أعمالهما، فليس من حسن الخلق أن يرى الولد أباه أو أمّه يعملان ويقف ليتفرّج عليهما.
  • عدم إزعاجهما في نومهما، أو إحداث الجلبة والصّوت الشّديد.
  • عدم إثارة الجدال والشّجار أمامهما، وحلّ مشاكل البيت والإخوة بعيداً عن أعينهم.
  • الإسراع في تلبية ندائهما، سواءً في حال الانشغال أو عدمه.
  • التوفيق والإصلاح بين الوالدين، وتقريب وجهات نظرهما من بعضها البعض.
  • الاستئذان عند الدّخول عليهما.
  • الاستنارة برأيهما، وأخذ مشورتهما في أمور الحياة.

ما يعين على بر الوالدين

من الأمور المُهمّة التِي على كل فرد أن يعرف أهميّتها، هى مَعرِفة الأمور التِي تُعين الإنسان على برّ الوالدين، ليصل إلى مرحلة الإحسان بالوالدين، وهناك العديد من الأمور المُهمّة التي على الانسان القيام بها من أجل الإحسان إلى الوالدين والبر بِهما، ومن هذهالأمور ما يلى:

  • طلب العون من الله عزّ وجلّ، وذلك من خلال إحسان الصّلة به سبحانه وتعالى، وعبادته، ودعائه، والالتزام بشرعه، عسى أن يوفقك ويعينك على برّهما.
  • تذكّر عواقب عقوقهما وفضل برّهما، فإنّ هذا من أكبر الدّواعي لتمثّل هذا الأمر والسّعي إليه.
  • تذكّر فضلهما على الإنسان، فهما السّبب في وجوده في هذه الحياة، وقد تعبا من أجل راحته، وأعطياه خالص حبّهما ومودّتهما، وربياه حتى شبّ وكبر، فهما قدّم لهما الإنسان فلن يوفيهما حقّهما.
  • تعويد النّفس وتربيتها على برّهما، ومجاهدتها على ذلك، حتى يصبح الأمر طبعاً فيه.
  • تذكّر فرحهما ببرّ ولدهما لهما، وحزنهما عند العقوق.

ما هو عقوق الوالدين

العقوق هو عكس البر ،فعقوق الوالدين هو كُل قول أو فعل يتأذى بهِ الوالد من ولده، ما لم يكن شركاً، أو معصية، أي أن يَقوم الانسان بعصيان الوالدين والوقوف ضدّهم ورفع صوته عليهم وعدم سماع كلامهم، ونهرهم وشتمِهم وإغضابهما بِتَرك الإحسان إليهما، وهو كلّ فعل يتأذَّى به الوالدان تأذياً ليس بالهيِّن، مع كونه ليس من الأفعال الواجبة. وقيل أنّ عقوق الوالدين هو: ما يتأذَّى به الوالدان من ولدهما: من قولٍ، أو فعلٍ، إلا في شرك أو معصية، ما لم يتعنّت الوالدان.

مظاهر عقوق الوالدين

تتعدّد المظاهر لعقوق الوالدين وهي من المَظاهر المُنتشِرة فِي كثير من المجتمعات والتي تُصور عقوق الأبناء لوالديهم، الأمر الخطير الذي يجب توعية الجميع به من أجل بناء مستقبل أفضل خالي من العقوق للفوز في الدنيا والآخرة وسنذكُر هذه المظاهر وهي:

  • أن يقوم بإدخال الحزن إلى قلبيهما، أو إبكائهما، بقول أو فعل.
  • أن يقوم بزجرهما ورفع الصّوت عليهما، والإغلاظ بالقول، ونهرهما عن فعل ما، قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا سورة الإسراء، 23 .
  • أن لا يساعدهما في أمور المنزل، سواءً في ترتيبه، أو تنظيمه، أو إعداد الطعام، وغير ذلك من الأمور.
  • أن يشيح بوجهه عنهما أثناء تحدّثهما، أو مقاطعتهما، أو تكذيبهما، أو مجادلتهما، أو ترك الإصغاء إليهما، أو الاختصام معهما، فإنّ في ذلك تحقيراً لشأنهما، وإشعارهما بقلة قدرهما.
  • أن لا يعتدّ برأيهما، ولا يستأذنهما في شؤون حياته، سواءً أكان ذلك في زواجه، أو طلاقه، أو خروجه من المنزل، أو الذّهاب إلى مكان معيّن.
  • أن لا يستأذنهما حال الدّخول عليهما، وهذا فعل منافٍ لكلّ الآداب، لأنّهما ربّما يكونان في حال لا يرضيان أن يراهما أحد عليه.
  • أن يفتعل المشكلات أمامهما، سواءً أكان ذلك مع الزّوجة، أو الإخوان، أو الأولاد، وغيرهم.
  • أن يقوم بذمّ والديه أمام النّاس، أو أن يقدح فيهما، أو يذكر عيوبهما، أو خصالهما السّيئة، مثل أن يقوم بإلقاء اللوم على والديه في حال فشله في دراسته، بحيث يسوّغ ذلك لنفسه بأنّ والديه قد أهملاه، أو لم يربّياه جيّداً وهو صغير، وبالتالي قاما بإفساد حياته، وحطما له مستقبله، وغير ذلك من أشكال الذّم فيهما والقدح.
  • أن يقوم بسبّهما، ولعنهما، وشتمهما، أو أن يتسبّب في ذلك، مثل أن يقوم بسبّ والد أحد من النّاس، فيردّ الآخر بسبّ أبيه أو أمّه، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال: (من الكبائر شتم الرّجل والديه. قيل: وهل يشتم الرّجل والديه؟ ! قال: نعم! يسبّ أبا الرّجل فيسبّ أباه، ويسبّ أمّه فيسب أمّه) رواه البخاري .
  • أن يدخل المنكرات إلى منزلهما، مثل آلات اللهو والفساد، أو أن يقوم بإفساد إخوته أو أهل بيته عامّةً، وبالتالي يؤدّي ذلك إلى شقاء الوالدين.
  • أن يقوم بمزاولة المنكرات أمامهما، مثل شرب الدّخان، أو النّوم عن الصّلاة المكتوبة، أو إدخال رفقاء السّوء إلى منزلهما، وهذا يدلّ على قلة الحياء مع الوالدين.
  • أن يشوّه سمعتهما، من خلال قيامه بالأعمال السّيئة، وكلّ ما قد يخلّ بالشّرف والمروءة، وهذا من عقوق الوالدين لأنّه يجلب لهما العار، والخزي، والهمّ.
  • أن يوقعهما في الحرج مع الآخرين، وذلك في حال استدان مبلغاً من المال مثلاً، أو أساء الأدب مع معلميه في المدرسة، وبالتالي تضطرّ الجهة المسؤولة إلى استدعاء والديه حال إساءته للأدب.

حكم عقوق الوالدين في الاسلام

أعطى الإسلام العَظِيم حقََا كبيرََا للوالدين، فقَد اعتَبر نَبيُّننا الكريم صلّى الله عليه وسلم أن صُحبة الإبن لأمّه مِن أوجب الواجبات، وقد جَعلها مُقدّمة بشكلِِ كبير على صحبة الأب لَمَا لها مِن حَق عليه، فالأم هي التي حَملت وتحملته في بطنها تسعة أشهر بين آلام ومَصاعب لتُبقيه سليمََا مُعافى، وقد ربط الاسلام حق الوالدين بعبادة الله وعدم الاشراك به، فقد قال الله تعالي في القرآن الكريم 🙁 وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )، وقد سُئِل رسولنا صلى الله عليه وسلم عن أكبر الكبائر، فذكر الشّرك بالله وعقوق الوالدين، وقَد عَلّمنا عِظَم ذنب الإشراك بالله وأنّه لا يُغفر لمن يشرك بالله ويغفر ما دون ذلك من الذّنوب، وقد نهى النّبيّ أن يسب المرء والديه ، فتعجّب الصحابة الكرام وقالوا يا رسول الله كيف يسبّ الرّجل والديه، فقال مبيناً ذلك أنّه من سبّ امرءاً بوالديه تسبّب ذلك في أن يردّ عليه بالمقابل فيسبّ والديه، أي أنّ السبّ والشّتم يعود على صاحبه، وقد أمر ديننا بحسن معاشرة الوالدين عند كبرهما واللين في التّعامل معهما والصّبر عليهم بل عدّ التأفّف جزءاً من العقوق والعصيان وكلّ ذلك تأكيدٌ على مكانة الوالدين في ديننا.

 

الكَثِير مِنّا انحَرم مِن أبيه وأمه ولَم يَعرف لذّه الحَياة مَع الوالدين الذين يهتمّا به ويعتَنِيان به، ويربيانه على الأخلاق الحميدة ليَكسب الدنيا والآخرة، فَمن حضر والديه عليه أن يهتم بهمَا ولا يَعقُّهما لِينال التوفيق والسعادة في الدنيا ويكسب الآخرة وجنّات الفردوس فكل الكلمات والكتابات للتعبير عن مَدى شُكرنا وامتِناننا لِوالدينا لَن تقدِر أن نوفيهما أي جُزء ولو قليل من حقّهما علينا.