يَطلُب العديد من المدرسين في العديد من المراحل التعليميّة موضوع تعبير عن الجار، وذلك حرصا منهم على أهميّة واحترام وتقدير الجار، فإنّ الجار هُو الشخص المُقرّب لنا، والله سبحانة وتعالي أوصانا باحترام وتقدير الجار، وقد وحثّنا الرسول محمد صلّى الله علية وسلم بالحفاظ على الجار ورفع الأذى عنه، وهُناك حديث شريف يُبرهن أهميّة الجار، حيثُ قال رسول الله صلّي الله عليه وسلّم: “مَا زال جبريل يُوصّيني بالجار حتّى ظننتُ أنّه سوف يُورّثه”، ويأتي هذا الحديث مُدلّلًا على أهمّية وعظمة الجار في حياتنا.

موضوع عن الجار كامل العناصر

يعرف الجار بأنّه الشخص المُقرّب من حيث المساحة، سواء في المسكن أو في العمل أو غيرها من الأماكن، وقد أكّد الإسلام على أهمية وعظمة الجار في حياتنا، وحَرص ديننا الحنيف على ضرورة احترام وتقدير الجار، كما أنّ الجيرة من أهمّ المواضيع الاجتماعية الهامة جدًا التي اهتمّ بها الاسلام، وأخصّنا الله بها لكي نحظى بروح التماسك الأسري والمُجتمعي، وهُناك حقوق للجار أوصانا بها الله عز وجل، ونذكر منها إكرام الجار، حيثُ حثّنا الاسلام على إكرام الجار، ويتمثّل إكرام الجار بإزالة ورفع الأذى عنه، ورد السّلام من أهمّ الأُمور التي تُبرهن وتُدلل على أهميّة وعظمة الجار، فإذا مر شخص بجاره عليه أن يرد التحية عليه، فهذه من عاداتنا الإسلامية التي حثنا عليها ديننا الحنيف.

هُناك مثل شعبي شهير يُشير إلي المعني الحقيقي للجار، وهُو الجار للجار وحتى لو جار، وهذا المثل الشعبي ويبرهن ويبين أهميّة مسامحة الجار، والوقوف معه في كل ما يلم به، وتقديم النصح والمشورة له، والمحافظة على العلاقة الطيبة معه، بينما لا تخلو اي علاقة انسانية من الامور الحياتية التي تعكر صفوتها، فاذا تعكّرت علاقة الجيران مع بعضهم وجب عليهم تقبل الاعذار والمسامحة، وذلك من أسمى ما حثنا علية الدين الاسلامي من المسامحة.

ومِن حَقّ الجار على الجار السماح له بمُمارسة ببعض من التصرفات، المتمثلة في الاحتياجات اليومية، وأنّ نَعمل دومًا على حماية مُمتلكات الجار في غيابه، وأن نُعطي الجار حق التفضيل على غيره واعطائه اولويه، ومعاشرة الجار بالمعروف فهي ليست فقط منع الاذى عنه، بل تَعني احتمال أذى الجار، ومشاركته مناسباته ومواساته وقت الشدة والاحزان، أنّ حق الجار على الجار حقوق تشبه حقوق الارحام والاقارب، المتمثلة في الزيارة، وتبادل الهدايا، والوقوف الى جانبه وقت الشدائد والمصائب.

ومن حقوق الجار التي حثّنا عليها الدين الإسلامي احترام خصوصيات الجار، وقبول الاعذار بالمُسامحة والرفق واللين، والستر عليه، الزيارة في الأوقات المناسبة، والمجاملة اللطيفة والحسنة التي أوصانا بها ديننا الحنيف، ولقد ورَد في سورة النساء الايه 36 توصف وتُبرهن أهمية الجار، قال تعال: “واعْبُدوا اللهَ ولا تُشْركُوا بِهِ شَيئًا وبِالوالدَينِ إحْسانًا وبِذِي القُرْبَى واليَتامَى والمَساكِينِ والجار ذِي القُرْبَى والجَارِ الجُنُبِ والصّاحِبِ بِالجَنْبِ وابْنِ السبيل وما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ.”

ولقد حدثنا خاتم الانبياء والرمسلين سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم قائلًا: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤذِ جاره”، وذلك لبرهن لنا الله ورسوله الكريم أهميّة وعظمة الجار في حياتنا، فليس هناك من منا يعيش وحيدًا دون المخالطة بالناس أو التعامل مع الجيران، المتواجدون حولنا، فالجار له حقوق علينا من الواجب اتباعها والحفاظ عليها، لان ديننا الحنيف دين يسر وليس عسر، فنتمنّى منكم الالتزام بالقواعد الاسلامية التي تحث على احترام الجار والحفاظ علية، ولكم الأجر في ذلك بإذن الله سبحانة وتعالي.