ذاك الجَيش هُو الجَيش العَربِي الأكبَر فِي تَفضِيل الوَطن العَربِي، ولأجلِه نَخُطّ كتابات عن موضوع تعبير عن الجيش المصري، علّ صوت هذا المَوضُوع يرسُم البَسمة الفعلية على شفاه مَن يَبحث عَن التّعرف عَلى خلجات هذا الجيش العظيم الذِي قدّم الغالي والنفيس من أجل البقاء على العَهد والشّرف مَع شَعبِه المِصري، ومَن حَذا بِحذوه، ولعلّ نَصر أكتوبر المُبِين هُو الدّلالة الواضحة والمشمولة بالكثير مِن الأبجَديات على قوة هذا الجيش العربي الرائع الذِي سطّر فِي نَفسِه أروع أمثِلَة القُوة والتآلف، بل والتضحية كذلك الذي أثمرت الكثير من الانتصارات ومن تبوء هذا الجيش لعدة الجيوش في الوطن العربي.

حول موضوع تعبير عن الجيش المصري

على مدار التاريخ المصرى لم يكُن الجَيش مُجرّد أداة للحُروب، بَل كَانت المُؤسسة العسكرية نواة للتنمية الوطنة وقاطرة التحديث بالمجتمع والبَوتقة التِى تَنصهِر بِهَا كُل الخلِافات الفكرية والدينية والجغرافية، مُحققََا الاندِمَاج الوطنى واليد المصرية القوية المتحدة التى حَوت امتِدادات اقليميّة وقومية وعربية.

تَمكّن الجيش المصري في يوم السادس من أكتوبر عام 1973 مِن عُبور الخَط، وأفقَد العدو توازُنه فِي أقلّ مِن ستِ سَاعات، والذي وافق يوم كيبور أو عيد الغفران لدى اليهود مُستغلّين عُنصري المُفاجأة والتّمويه العَسكريّين الهائلين اللذان سبقا تلك الفَترة، كَما تم استغلال عناصر أُخرى مثل المدّ والجزر واتّجاه أشعة الشمس من اختِراق الساتر الترابي في 81 موقع مُختلِف وإزالة 3 ملايين مِتر مُكعّب من التّراب عن طريق استخدام مضخات مياه ذات ضغط عال، قَامت بِشرائها وزارة الزراعة للتمويه السياسي، ومن ثمّ تمّ الإستيلاء على أغلب نقاطه الحصينة بِخَسائر محدودة ومن ال 441 عسكري إسرائيلي قتل 126 وأسر 161 ولَم تَصمُد إلا نُقطة واحِدة هي نقطة بودابست في أقصى الشمال في مواجهة بُورسَعيد، وقَد اعترض أرييل شارون الذي كان قائد الجبهة الجنوبية على فكرة الخط الثابت واقتَرح تَحصِينات مُتحرّكة وأكثر قتالية، ولكنّه زاد من تحصيناته أثناء حرب الاستنزاف.

كما أنه وإذا استدعت الظروف والأقدار أن تُلبّى القوات المسلحة نداء الدّاخل عِندَما يتعرض لأى طارئ،‏ فإنها دائما جاهزة إلى جانب الشعب‏ لقد التحم الشعب والجَيش لحماية الوطن.. إنها قصة المصريين فى كل زمان ومكان‏، التكاتُف وقت المِحَن والشدائد‏..‏ لا فرق بين الشعب والجيش والشرطة‏، فالشباب من أبناء مصر كونوا لجانا شعبية لحماية الشوارع والبيوت والممتلكات‏، والجيش والشرطة يتعاونَان فِى حِمَاية أمن مصر مَع الّلجان الشّعبية مَع الشعب‏،‏ فَكُلنا أبناء مصر‏،‏ كُلنا شعب واحد‏.

لقد استطاعت القوات المسلحة أن تُثبِت أنّ هُناك يداً تبنى ويداً تَحمِل السّلاح، وقَد وضعتها الأحدَاث الأخيرة التى شَهِدتها مِصر عَلى المحكّ، حيثُ استطاعت إعادة الأمن والسيطرة إلى الشارع المصرى بعد حالة الفوضى التى قام بها البعض واستغلها بعض العناصر المخربة والتى استهدفت أمن الوطن.

انجازات الجيش المصري

إنجَازات تُخَط بِدماء الجَيش المِصري الذِي تَفانَى فِي الدّفاع عَن بَلدِه نَجِدُها حيث قوة في المواقف وتفاني في القوة والجدارة للبحث عن الحرية حيث فى العام 1973 م قرر سيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات أن الوقت قد حان لاستِعَادة الأرض الطّاهرة المسلوبة، فبعد سنوات عديدة من احتلال أراضِى سِيناء الحَبيبة استعدّت القوات المُسلّحة بِكُل ما اوتيت من قوة للدخول فى أشرَس مَعركة مُباشِرة مع العدو الصهيونى الاسرائيلى مغتصب الأرض، و ذَلِك بَعد أن عَانت القُوات المُسلّحة مِن أكبر قاداتها الى أصغر جندى بها من مَرارة هزيمة 1967 م و النّكسة و الهزيمة التى لَحِقت بِهم، إلا أنّها كانت دافعاً مباشراً و حافزاً قوياً للتعبير عن غضب الجيش المصرى و تشجِيعُه على الاخذ بالثأر و استرجاع الكرامة المفقودة، ونجد أن الشعب المصرى بكافة فِئاتِة و طَبقاتة قد وقف الى جانب جيشة العَظِيم و كان سَبباً مُباشِراً لتحقيق انتصارات حرب اكتوبر العظيمة.

وعلى هذا النّسق فقد تمّ تأمين مبنى التليفزيون، ووِزارة الخارِجيّة والمُتحف المصرى والوِزارات الأُخرى والمتاحِف والمبانى الحُكوميّة والمُستشفيات، ومحطّات مياه الشُّرب ومحطّات الكهرباء لِمنع تسلُّل المُخرِّبين إلى هذِه المواقِع بعد أن اِستطاعت هذِه الأيدى تدمير أقسام الشُّرطة وبعض الأحياء والمُصالِح الحُكوميّة ونهُبّ عدد مِن المتاجِر.

قوة الجيش المصري

لا شك أن الجيش المصري كان سباق دوماََ للأفضل ولأفضلية ما يمكن أن نراه ماكث في هذا الخضم حيث إن هذة صفحة خالدة من التاريخ المصري على مر عصوره، فيوم أن عبر المقاتل المصري الباسل أصعب مانع مائي عرفه التاريخ حاملََا علم بلاده، وحطّم أقوى خط دفاعي عرفه التاريخ، ودمّر بيديه العاريتين أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، في الساعة الحاسمة، الثانية وخمس دقائق يوم السادس من أكتوبر عام 1973، وبينما العدو غارق فى سُبات عميق عبر الجندي المصري؛ ليُحطم الأسطورة فى وضح النهار.

القصة بدأت منذ سنة 1965 عندما تعاقدت اسرائيل مع البحرية البريطانية علي امدادها بغواصتين متطوريتن لتنضم للبحرية الإسرائيلية، وفي 10 نوفمبر 1967 سلمت البحرية البريطانية قيادة الغواصة داكار الى البحرية الإسرائيلية وأوكلت قيادتها الي الرائد ( ياكوف رعنان ).

مكثت الغواصة “داكار” بإسكتلاندا لإتمام تجارب الغطس المتممة للدخول الي الخدمة، وبعد زهاء شهران هناك قررت العودة الي ميناء بورتسموث لتبدأ رحلتها المخطط لها مسبقا الي اسرائيل.

لقد تحركت “داكار” من الميناء الإنجليزي صباح يوم 15 يناير تشق مقدمتها مياه البحر المتوسط، وبعد عدّة سَاعات وصلت برقية من القيادة البحرية الإسرائيلية تطلب من قائد الغواصة التواصل بميناء حيفا دومََا وابلاغهم عن المنطقة المتواجدين بها طولََا وعرضََا كل 24 ساعة بالإضافة الي إرسال تلغراف بشكلِِ دوري كل 6 ساعات للإطمئنان علي سير الرحلة.

عند مَقرِبة مِن الحُدود المصرية الغربية، صدرت أوامِر ل(ياكوف رعنان ) بالتّجسس علي أحواض لنشات الصواريخ المصرية بمقر قيادة القوات البحرية المصرية بالأسكندرية، ولم يكُن الأمر بالتجسس عملََا عسكريََا إعتياديََا، بَل كَان دَافِعُه الأول غرور الإنتصار الزائف في 5 يونيو علي نحو ظن معه هؤلاء أن السلاح المصري الوحيد الذي لم يمسه التدمير (البحرية) قد انتشي واكتفي بتدمِير وإغراق المُدمّرة إيلَات، ولن يطلب منه احد المزيد.

فَعلى مسافة أميَال قَلِيلة مِن هَدفهم المَنشُود تقدمت الغواصة ببطء مع منع اي اتصال لاسلكي داخل الغواصة او الي خارجها بل حتى عدم التحدث بصوت مرتفع .. وقتها لم يكن ضباط التنصت البحري المصريين يركنون إلى الخمول بل كانت أذانهم ترصد كل حركة فوق وتحت سطح البحر ولكنهم لم يصدقوا ان عدوهم قد جاء اليهم هذه المرة جاء الي قدره المحتوم.

هذا وتلقت هيئة عمليات القوات البحرية من عدة قطع بحرية تفيد بأن هناك صوت يبدو وكأنها غواصة تقترب من حدود مصر الإقليمية، وبسرعة اتخذ القرار بمهاجمة الدخيل المتبجح وضربه قسوة، وبنفس سرعة القرار خرجت لنشات الصورايخ من مخائبها وتحولت المدمرات والطرادات القريبة الي فريستها المؤكدة.

ويتضح هنا أن علم قادة الغواصة الإسرائيلية أنّ أمرَهُم قَد اكتشَف فَقرّروا الإلتِفَاف بالغوّاصة والإتجاه الي المياه الدولية بأقصي سرعة ممكنة، وبدأ صوت محركات الغواصة بالإرتفاع شيئََا فشئيََا وبدأت فوضي الخوف تظهر علي اصوات طاقم الغواصة الإسرائيلية كل ذلك ظهر أمام شاشات ردار الأعماق لدي القوات البحرية المصرية، وتم تحديد مكان الغواصة بدقة محاصرتها دائريََا وصدر أمر الي المدمرات بإلقاء قذائف الأعماق داخل نطاق الهدف.

كما وقد بدأت المدمرات بإلقاء القذائف واحدة تلو الأخري وبأعداد كبيرة،  حتي صدرت أوامر مباشر من ( ياكوف رعنان) بالنزول الي أقصي عمق ممكن لتفادي الصدمة الإنفجارية التي يمكن وحدها ان تؤدي الي تدمير المعدات الإليكترونية داخل الغواصة بل وإصابة افرادها جميعهم بإنزلاقات غضروفية خطيرة قد تصل الي كسور بالعمود الفقري.

وبكل فخر هذه الإجراءات لم تفلح كمحاولة للهروب من العبوات الأنفجارية المصرية، وبدأت الغواصة الإسرائيلية بالتداعي فحرقت مصابيح الكهرباء وشرخت شاشات الرادار وانكسرت انابيب ضغط المياه بالإضافة الي إصابة عدد كبير من طاقم الغواصة بكسور وإغماءات، كان ذلك فقط من هول الأنفجارات المتاخمة والقريبة من الغواصة التي كانت تتلقي الصدمات الإنفجارية والشظايا بشدة علي كل جوانبها، وتوقفت قطع البحرية المصرية عن القاء حممها بالمياه بعدما تأكّدت ردارات الرصد السمعية بأنه لم يعد هناك أصوات او إشارات لاسلكية تصدر من الغواصة والتي بدأت بالإنزلاق الي أعماق بعيدة تتكفل وحدها بِسَحق الغوّاصة ومن فيها، وبعد عدة ساعات شوهدت بقع زيتية ومخلفات تَطفُو علي سطح المياه مما قطع الشك باليقين أن الغواصة قد قُضِي عليها والي الأبد.

هذا وبعد إنتهاء العملية مباشرة ,,, علم الرئيس “جمال عبد الناصر ” بما جري .. لكنه رفض الأقتناع بأن الغواصة قد دمرت طَالما لم يوجد دليل مادي يستند إليه، وقرر عدم الإعلان رسميا عن قيام سلاح البحرية المصري بإعتراض وحصار وتدمير الغواصة “داكار”.

كما في المقابل لم تتفوه إسرائيل بِكَلمة واحدة، بالرغم من انها كانت تنتظر خروج بيان رسمي يتحدث عن تدمير الغواصة الإسرائيلية الجديدة والتي لم تهنأ ولو ليوم واحد داخل مرفئها بميناء حيفا، وظل الأمر في طيّ الكتمَان الي أن طلبت إسرائيل عام 1989 من مصر السماح لها بالبحث عن حطام الغواصة الأسرائيلية “داكار” وطاقمها المكون من 69 بَحارا أمام سواحل مدينة الإسكندرية.

ولعل في نهاية موضوع تعبير عن الجيش المصري قَد قدّمنا وأثريناكُم بالكثير من المعلومات والإحصائيات، بل والعبارات التي تَصِف حال الجيش المصري الذي، وبلا شك يعتبر من أقوى ومن اشمل الجيوش وأكثرها قوة وجمال على الإطلاق.