‘);
}

الصداقة عهدٌ بين القلوب، وتقاربٌ بين الأرواح، ورابطة تكاد تكون أقوى من رابطة الدم لأنَّها مبنية على اختيار الأصدقاء لبعضهم البعض، فهي من أجمل الروابط الإنسانية، وبها يُصبح الصديق الأمان الذي يأوي إليه قلب صديقه، فمن يملك الأصدقاء يملك الكثير من الأشياء التي لا تشتريها الأموال، خصوصًا إن كانت الصداقة حقيقية مبنية على أساس الوفاء والإخلاص والحب الصافي، وهي أيضًا لا شأن لها ببعد المسافة أو قربها، لأنَّ الصديق يحمل إخلاصه لصديقه أينما ذهب، ويظلّ وفيًا له دومًا.

للصديق حقوقٌ يجب على الصديق صونها كي يكون قد أدى حق الصداقة، فمن حقوق الصديق على صديقه أن يحفظ غيبته أمام الناس، وأن يُرشده إلى الخير دومًا، وأن يكون معينًا له في كل وقت، وأن يكون له مثل مظلةٍ تقيه حر الشمس وشدة المطر، فالصديق الحقيقي يُحدث علامةً فارقة في حياة صديقه، ولا يتخلى عنه أبدًا مهما حصل من ظروف، فصحبة الصديق الخيّر تجلب الخير، وليس أجمل من أن يكون للشخص أصدقاء يحملون معه همومه ويُهونون عليه مصاعب الحياة، وخيرُ مثالٍ على هذا صداقة الرسول -عليه الصلاة والسلام- مع أبي بكرٍ الصدّيق -رضي الله عنه- الذي كان يُصدّق الرسول في كل ما يقول، ونصره حين خذله القريب والغريب، ورافق الرسول -عليه السلام- في هجرته من مكة إلى المدينة وهو يعلم خطورة الطريق وبطش قريش الذي كان متوقعًا، فالصديق الحق ليس مجرد شخصٍ عابرٍ يُشارك صديقه الفرح والضحك، بل إنَّ الصديق الحقيقي يُشارك صديقه أحزانه وهمومه قبل فرحه.