تٌعد وحدة المسلمين من المسلمات التي يجب أن نعمل بها، حيث أمر وحث الرسول ( صلى الله عليه وسلم )على التوحد والإبتعاد عن التفرقة والاختلاف، وذلك في قوله نعالي :” اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ على شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كذلك يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ “، لما لها من أهمية على قيام الشعوب وبلدانهم، فإن نجاتنا وفوزنا بالتمسك ووضع أيدينا بأيدي بعض حت نقف معن وننتصر على كل ما يعادينا سواء بالداخل أو الخارج، وكما قال أحمد الشقيري : ” مجتمعين نقف، متفرقين نسقط “، وفيما يلي سنتحدث عن أثر الوحدة وأهميتها على الأمة وأبناءها .

أهمية الوحدة

1- من خلال الوحدة يستطيع أبناء الشعب على الوقوف ضد أي قوة من شأنها إرباك الجبهة الداخلية أو الخارجية .
2- كما وتعمل الوحدة على التغاضي عن المشاكل التي قد تحدث بين أبناء الشعب الواحد، والتي يكون سببها الفتنة الخارجية الكفيلة بتخريب أي بلد من البلدان، والاختلال بأمنه .
3- الوحدة لها دور كبير في تنمية المجتمع والارتقاء به، حيث يصبح عند أبناء لشعب الواحد روح العمل في وطنه والتطوير من النفس، والذي يؤدي إلا ارتقاء بلده .
4- وعن طريق الوحدة يمكن التحرر من الحضارات الغربية، والتي من شأنها السيطرة على أي دولة ضعيفة وغير متماسكة، والتي تبث أفكارها المسمومة من شأنها تخريب الأركان الأساسية لأي مجتمع وهو الوحدة بينهم، حتى يسهل السيطرة عليها .
5- كما وتوفر الوحدة لغة الإخاء والمحبة بين أبناء الشعب الواحد، والتي من شأنها أن تزيد الروابط بين الدولة وحكومتها وأبناءها معاُ .
6- الوحدة لها دور كبير بالتخلص من القبلية الجاهلية، والتي يتحيز كل شخص إلى قبيلته على حساب قبيلة أخرى، من أجل الارتقاء بها، وإذا دخلت فتنة ببينهم، يتقاتلون ويتفرقون وكل قبيلة تأتي بما لديها من عدة وعتاد، فيوقعون بينهم القتلة والجرحى، وكل ذلك بسبب الابتعاد عن الوحدة ليصبحوا جسد واحد في وجه أي فتنة .
7- ففي الوحدة لا يستطيع أي عدو من خارج البلاد أو داخلها من السيطرة عليها، بسبب تماسك أبناءها وتوحدهم في وجه أي عدو غاشم يريد خراباُ وفساداُ في البلاد .

أسس الوحدة بين أبناء الأمة

وهذه الأسس، هي اتباع المنهج الإسلامي، ونهج طريق الوحدة من منهج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) والصحابة الكرام، الذين كانوا متوحدين في وجه أي ظلم كان يقع عليهم من كفار قريش ومن اليهود ( بنو النظير وبنو قريظة وغيرهم )، كما للصلاة دور كبير في الوحدة بين الناس، حيث خلصت الأمة الإسلامية من التعصب القبلي، وأصبح بإمكان كل الأشخاص على خلاف طبعهم أو ألوانهم أو أحجامهم، يصطفون كتف بكتف في جنب بعض، مما يولد الإخاء بينهم والمحبة، ومن الأسس أيضا التي تؤدي إلى الوحدة والألفة، الابتعاد عن الحسد والبغضاء؛ لأنها ممحقة للرزق والألفة ببين الناس .

كيفية تحقيق الوحدة

1- يجب الابتعاد عن المذاهب التي من شأنها حشد كل شخص فيها، على خلاف المنهج الإسلامي والذي يسعى إلى توحيد جميع الناس تحت راية ” لا إله إلا الله ” ، وأن نركز على المصلحة العامة .
2- يجب التركيز على الجيل الناشئ و الجديد قبل أن تتلوث أفكارهم بالتبعية الفكرية، والتي من شأنها تخريب أي عقل قابل إلى أن يتطور .
3- كما للدروس والخطب الوطنية والدينية والمحاضرات دور في تنمية الوحدة الوطنية في نفوس أبناء الشعب الواحد .
4- اتباع الدين في إغاثة الملهوف ومساعدة الفقير والمشي في حاجات الناس، فذلك يكون من الأسباب على توحيد الناس والتألف بينهم .

حيث هناك أطماع للدول الاخري للحصول على أي دولة، وذلك من خلا مقولة :” فرق تسد ” ، فإذا واجهن هذه الدول بلدان متوحدة ومتعاونة فيما بينهم، فلا يمكنهم السيطرة عليها إلا إذا فروقوهم ، وذلك لا يكون سهلاً، وأما إذا كانوا متفرقين فأبسط شيء السيطرة عليها دون تعب ولا جهد كبيرين، لذا في ختام مقالي أهٌيب بأي مجتمع يريد أن ينهض أو يتطور عليه بالتخلي عن أفكاره الهدامة والتمسك بالوحدة لما لها من أهمية في تطور وأمن وأستقرار البلدان .