نبذة عن تاريخ الساميين

نبذة عن تاريخ الساميين

بواسطة:
كتّاب سطور
– آخر تحديث:
١٠:١٠ ، ١ يناير ٢٠٢٠
نبذة عن تاريخ الساميين

‘);
}

الأمم السابقة

دَعا نوح -عليه الصلاة والسلام- إلى التّوحيد، ولكن لم يؤمِن برسالته أحد إلّا بعض الناس، فغرق الجميع بالطوفان إلّا القليل الذين آمنوا مع نوح، والذي نجا مع نوح من أولاده ثلاثة، سام وحام ويافث، وقد قال ابن كثير: “أجمع أهل الأديان، الناقلون عن رسل الرحمن، مع ما تواتر عند الناس في سائر الأزمان على وقوع الطوفان، وأنه عمّ جميع البلاد، ولم يبقَ الله أحدًا من كفرة العباد استجابةً لدعوة نبيه المؤيد المعصوم، وتنفيذًا لما سبق في القدر المحتوم”، ولم يبقَ نسلٌ إلا من أولاد نوح، فيدلّ هذا على أن نوحًا هو أبو البشرية بعد آدم، وأولاده سام ويافث وحام هم من بقي نسلهم مستمرا ومنهم تفرّعت الأمم.[١]

تاريخ الساميين

بعد أن تفرّق الإخوة عن بعضهم بعد انتهاء الطوفان، أنجب كل واحد منهم أولادا، فحام أنجب كوش وهو أبو النوبيين، ومصرايم وهو أبو المصريين، والحبش وهم السودانيون، وكنعان وهو أبو الكنعانيين، وفوت وهو أبو الأمازيغ، وأنجب يافث أولادا أتى من نسلهم شعوب آسيا الوسطى، ويأجوج ومأجوج، أمّا سام فهو أبو الروم والفرس والعرب، ومنه بدأ وإليه يعود تاريخ الساميين وعهدهم، بعد أن تفرّق هو عن أخويه حام ويافث، وتفرّق أخويه عن بعضهما أيضا، ويعود مصطلح تسمية الساميين إلى العقد 1770م، حينما كان أعضاء مدرسة التاريخ يتدارسون تاريخ الساميين اشتقاقا من اسم سام، ومن الباحثين مَن يرى أن تسمية الأقوام السامية بالأقوام العربية، واللغات السامية باللغات العربية التي يرجع أساسها إلى شبه الجزيرة العربية هو أقرب للصواب، أمّا إذا حُصِّصت هذه الأقوام كل واحد باسم منفرد، ستكون تسمية السامية بالعرب تاريخيا غير منضبطة، وغير دقيقة.[٢]

‘);
}

قد جاء في اليهودية والإسلامية أن كل القبائل يرجع أصلها ونسبها إلى أولاد النبي نوح -عليه الصلاة والسلام- الثلاثة، يتبلور تاريخ السامية في شعوبها، التي في الأساس هي الشعوب التي تعتقد أنها انحدرت من شيم بن نوح، وقد تغير هذا الإعتقاد بعد أزمان حتى شمل الأكاديين من بابل القديمة، والعرب قاطبة باختلاف دياناتهم، والآشورييون، والكنعانيون و”يشمل ذلك الأدوميين والفنيقيين والعمانيين والأموريين”، وسائر الأقوام الآرامية، ومعهم في ذلك العبرانييون، وقسم عظيم من أثيوبيا.[٢]

موطن الساميين

ذهب كثير من العلماء إلى أن موطن الساميين هو في شبه الجزيرة العربية، ففي الجزيرة العربية كان بدء تاريخ الساميين، في حين كانت شبه الجزيرة العربية ذات خصبٍ وخيرات وذات أنهار، ومما قيل أن سورية كانت بلدهم الأول، ومما قيل أيضا أن العراق كانت بلدهم لما فيها من خيرات ولعظيم نهريها دجلة والفرات، ومن الباحثين من حاول أن يبحث عن مواطنهم الأولى من خلال مكان السفينة ومرساها إذ حملتهم حين كان الطوفان، ومن الباحثين الذين أكّدوا أن موطنهم شبه الجزيرة المستشرق “فنكلر”، والمستشرق “تيلة”، والفرنسي “جاك دي مورجان”، والإيطالي “كايتاني”.[٣]

وقد قال الألماني فريتز: “إن ميل السطح في شبه الجزيرة، وتعرضه للرياح الموسمية، وربما كان قد تغير بانخساف في طبقات الأرض، فندر الماء في شبه الجزيرة العربية، فجف النهران الكبيران” وبهذا يكون في تاريخ الساميين أنه أول ما عرفوا قد عرفوا النهر لا الجبل، في حين قطنوا أمام نهريين عظيمين، كانا يمران من خلال شبه الجزيرة العربية، من أولها إلى منتهاها، كما أنا قطن الشومريون قرب نهرَي دجلة والفرات، وكانت أسباب هجرة الساميين جفاف الماء من النهرين وقلّته، وقد توزّعوا بين سوريا والأردن وفلسطين والعراق وغيرها من البلاد التي تحيط هذا الرقعة من الأرض.[٣]

اللغة السامية

من الرغم أن لهجات الساميين متعددة إلا أنها قريبة من بعضها إلى حدٍّ كبير جدًا، بعد أن كان مسكنهم شبه الجزيرة العربية، ومنبتُ تاريخهم أَي تاريخ الساميين في شبه جزيرة العرب، فكان هناك تجانس لغوي واجتماعي، فهم عرب بَدوٌ، يحلّون أينما كان خصب وماء، ومن الجميل ذكره، أنه رغم هجرة الساميين من شبه الجزيرة إلى ما حولها كسورية والعراق إلا أن اللغة السامية بقيت معهم قوية ومتينة، وكانت بعيدة عن أيّ تأثر، وقد أيّد هذا كله فيليب، وقد قال موسكاتي: “إن العرب بين الشعبين الباقيين اللذين يمثلان الجنس السامي، وقد احتفظوا أكثر من اليهود بالمميزات الطبيعية والخاصيات العقلية لهذا الجنس، أما لغتهم العربية فعلى الرغم من أنها أحدث اللغات السامية آدابًا، فإنها قد احتفظت بخصائص اللسان السامي الأصلي، بما في ذلك التصريف، أكثر مما احتفظت العبرية وأخواتها من اللغات السامية الأخرى، ومن هنا كانت اللغة العربية أحسن مدخل لدراسة اللغات السامية”، وحين جاء الدين الإسلامي وحازت اللغة السامية على الفضل والتفضيل وبلغت كمالَها.[٤]

نشأة معاداة السامية

امتد تاريخ الساميين، وصار أمة كبيرة لا يستهان بها، ولا يخفى أن من فرعها اليهود، التي هي الآن دولة إسرائيل، التي هي أيضا متمسك بتاريخها تاريخ الساميين، وقد نشأت معاداة السامية بسببها، فحين يذكر معاداة السامية، فيكون المقصود هم اليهود، وأول من بدأ بهذا المصطلح ألا وهو معاداة السامية هو النمساوي اليهودي “مورريتز شتاينشنايدر” في عام 1860م، ولكن لم يكون مأخوذا به بجدية حتى عام 1873م، إذ أخذ به بحزم وجدية الألماني “فيلهلم مار أول” وقد وضعه في كتابٍ تحت عنوان “انتصار اليهودية على الألمانية، وقد وصفهم أنهم أناس ليس لهم أصل ولا مبدأ، .كان حنقًا لأنهم أصبحوا أصحاب قوةٍ بين الغربيين، وفي عام 1879م، أُسّس رابطة المعادين للسامية، إلا أن هذا القول ليس ذا صواب إذ سمّوه معاداة السامية، لكن بقي متداولا ودآلًّا على معاداة اليهود، وقد أخذ اليهود هذا الأمر ذريعة عند كل اختلاف، موجّهين اتهامات العنصرية والعرقية.[٥]

المراجع[+]

  1. “ما هي السامية”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
  2. ^أب“ساميون”، www.wikiwand، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
  3. ^أب“الساميون ولغاتهم”، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
  4. “الساميون”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
  5. “ساميون”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!